وجهات نظر

باختصار: بين ترامب وكلينتون

زهير ماجد


الإعلام تايم - الوطن العُمانية

 


انشدّ العالم وخصوصاً العرب إلى مناظرة كلينتون وترامب في الوقت الذي كانت فيه مجزرة اليمن في لحظة تزاحم موتاها الكثر .. هذه الكذبة التي تسمى مناظرة ماهي الا تقديم أميركا لنفسها على ديمقراطيتها، في حين انها كانت بين محترفة سياسية وهاو جاء من بين أحضان النساء الى السياسة .. بين كم من الاقوال المحفوظة غيبا، وكيفية ستر تاريخ لكل من المتبارزين,


الشعب الأميركي مسحور بالمبارزة، الذكي الأول الذي فرض حزبين فقط للمنافسة، كان يعلم أن الشعوب كيفما تديرها تدار، وبعد مضي مئات السنين على هذا الشكل من الأداء، لابد أنه انتج أجيالاً تشرب منذ صغرها شكل السياسة الداخلية، وأقول السياسة الداخلية لأن الرئيس الأميركي عادة واجهة لمؤسسة كبيرة، عندما يقول باسمه فانما ينقل آخر ماتوصلت إليه المؤسسة تلك من نتائج في شتى القضايا، بل هو يقرأ عقل كل من حاوره من الذين حوله في البيت الابيض الذي صنع السياسات وحددها بآفاق مصالح اميركا ثم اسكن الرؤساء فيه ليظل داخل المؤسسة، يعيش طنين افكارها، التي بعضها قديم متجدد، وبعضها جديد.


هذه اللعبة التي جرت امام العالم، ليس لها مثيل في تأثيرها على الناس وعلى الاميركيين تحديداً.


صحيح أنها مبارزة لكنها افكار مزروعة قابلة لأن تكون برنامج عمل، بل هي في صلب مؤسسة الحزب الذي ينتمي اليه كل منهما.


واذا أخذنا على مدار السنوات الطويلة سياسة كل منها فلن نشهد تغييرا كبيراً في العناوين الرئيسية .. أميركا هي أشهر دولة عظمى عبر التاريخ تتمسك باستراتيجياتها فيما تتلاعب بالتكتيك قدر امكانياتها ودون حساب، حتى ليبدو للناس وللبعض أن ماتقوله تفعله، في حين لايبدو ان هذا الأمر صحيحاً، كما كان يلمح مرارا احد اكبر مهندسي السياسة الاميركية هنري كيسنجر.


كانت اليمن في قمة حزنها على مجزرة تعد من اكبر مجازر الحروب، حين تساقطت كلمات كلينتون وترامب لتدون ماسوف ينتظره العالم منهما .. تحدثا الأهم في السياسة الداخلية، كون الأميركي لاتهمه سوى معدته وجيبه، فإن تؤمن لهما ماتحتاجه أصابه الصمت المدوي، فكيف إذا اضيفت الشعارات التي تؤمن له صحته وشيخوخته وبطالته وغيره مما لايعرفه العرب بكل أسف ولا يهتمون بتطبيقه.


لم نسمع الكثير عن السياسة الخارجية سوى لمحات، وخصوصا من كلينتون التي لها تاريخ مشهود في هذا المضمار، بل هي ابنة مدرسة  ديمقراطية  ، اعترف انها لاتختلف جذرياً عن تلك المؤسسة  الجمهورية.


ولهذا لايختلف المتبارزان في قولة ماهيتها، وأن كان ترامب أصر على التعاون  مع الروس والايرانيين لقتال " داعش " في حين لم تقل كلينتون رأيها الصريح في ذلك سوى أنها لن تدفع بجيوش في البر لقتاله.


من المؤسف أن مسؤولية العالم تقوم على اميركا وكيفية تبنيها لسياساتها، فهل يمكن لسياسيين من لحم ودم ان يصبح أحدهما سيدا على هذا العالم يفعل به مايشاء، ولا احد يعاند في خياراته، وبالتالي يبدأ التاريخ حيث يبدأ، وعنده تنتهي حكمة ريادة الكون .. في كل الاحوال تلك هي أميركا بكل مواصفاتها التي رغم كل مامر معها وما عاشته من سياسات وقضايا ظلت على ايقاع فكرة واحدة أنا أو لا أحد.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=40177