وجهات نظر

الميلادي في البلاط السعودي.. أين أهل الفتاوى؟؟!!

طارق ابراهيم


الاعلام تايم_خاص


"ما هكذا تورد الابل يا سلمان".. التقويم الميلادي في بلاطك.. إنها مغامرة عظيمة.. المصاب جلل.. "تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم".. قبل الحديث عن المغامرة والمخاطرة، دعنا نذهب في رحلة تمحيص لفتاوى أدلى بها وعاظ بلاط أبيك وأخوتك  منذ أن مكنت لهم بريطانيا في أرض الحجاز عام 1932 ونصبتهم خدماً للحرمين الشريفين..


والكلام لوعاظ بلاطكم .. "استخدام التقويم الميلادي  موالاة للكفار".. "الواجب البقاء على التاريخ الهجري، وهو شرف للأمة.. لا يجوز للمسلمين التأريخ بالميلادي، لأنه تشبه بـ"الكفار"... إنه شرف للمسلمين التزامهم بتاريخ هجرة نبيهم ولا يجوز لمسلم التولي عن (التاريخ الهجري) والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض.. إنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.


واستفاضوا.. "لا ينبغي لنا نحن معشر المسلمين أن نتحول عنه إلى تاريخ الأمة الكافرة التي تبني ميقاتها على أشهر (وهمية)! ليس لها أصل.. وإنما هي اصطلاحية فقط.. ثم ينبغي لنا -أيضًا- ألا نعتبر السنوات الميلادية، لأن لدينا السنوات الهجرية التي هي رمز عزتنا وقوتنا وكرامتنا؟؟؟؟


"من المؤسف أن بعض المسلمين استبدلوا الهجري بالميلادي، وجعلوه معتمدًا في معاملاتهم كافة، وهذا خطر عظيم!!!... إن التاريخ الميلادي لا يمكن أن يحل محل التاريخ الهجري، لما بينهما من تباين يمس الدين والهوية"!!!
دعاة وعلماء وأصحاب الفتاوى في المملكة الوهابية الراحلون منهم والاحياء صمتوا صمتا ليس الاول من نوعه على ما لم يتوقعوا حدوثه في مملكتهم.. فبعد 86 عاماً على تأسيسها، واعتبارها مصدر التشريع الاسلامي، قرّرت استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.. الميلادي يزيح الهجري ليحل محله.


ليس غريباً ولا مستغرباً على من ادّعى أنه "خزانة الاسلام" وقد فعل ما فعل بالإسلام والمسلمين قبل غيرهم من ساكني المعمورة.. أن يتخلى اليوم عن أهم عقيدة يعتبرها أساس خزانته.. العائلة المالكة في أرض الحجاز قررت اليوم "التشبه بالكفار" خلعت عباءتها بل أسقطت قناعها.. وهي من حذرتنا من تقليدهم أو الاخذ عنهم.. اليوم عادت لرشدها، ونسفت كل تعاليمها وهدمت عقيدة ما برحت تدرسها  وتغرسها في رأس منتسبي كل مؤسساتها التعليمية.. اليوم وبمرسوم ملكي قررت المملكة إدخال مقرر جديد في مناهجها.. إنه التقويم  الميلادي بالرغم مما بين السعودية وذلك التقويم من عداء..


لماذا الدهشة والذهول.. ونفس العائلة في السنوات الماضية دمرت الاثار الاسلامية، فيما تسلط أمراؤها على الاراضي المقدسة في مكة والمدينة  بحجة توسعة الحرمين، (وفق حملة  على تويتر أطلقها سكان المدينتين لمقاضاة أمراء آل سعود الذين امتلكوا تلك العقارات بعد طرد سكانها).


إنها نفس العائلة التي أهين  القرآن في عهدها إهانة لم يعرف التاريخ مثيلها "مرة يمزق ويرمى على الارض في سجن حائل، وأخرى يتم إخراجه من الصرف الصحي في أحد شوارع الطائف".


إنها نفس العائلة التي تنسف اليوم كل ما أرضعته لغلمانها الذين نشرتهم كسفراء لها يبشرون بفتوى هنا وقتل هناك ونكاح وسبي، وفق مقتضيات الحاجة.


من أرض الحجاز, حيث تعيث العائلة المالكة فساداً, خرجت تلك الفتاوى وما أكثرها فهي تجاوزت المئات بل الالاف لا ندري؟؟؟ نعتقد غداً أننا سنسمع أن علماء البلاط الملكي سيتنصلون من تلك الفتاوى ويدعون أنها موضوعة وليست مسندة بسند صحيح، لأنها في عرفهم بمثابة الحديث النبوي، وقد شهدت الاحاديث درجات من الصحة فمنها الموضوع والضعيف وغير المسند.. ولكن أفتونا يا آل الشيخ بمن قال إنَّ التاريخ الهجري تاريخ مرتبط بالدين ووضِع من أجله، أما الميلادي فإنه مرتبط بدينين باطلين، أولهما وثنية الرومان، وثانيهما "النصرانية".. وبرأيهم "التقويم الميلادي وضعي، غير مبني على أساس كوني في تقسيم شهوره، بل إن القياصرة والبابوات تغير فيه حسب ما ترى، بخلاف التقويم الإسلامي المربوط بظاهرة كونية يدركها كل الناس"، أفتونا بقوله تعالى "يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ". ومن نفس الارض انبرى من اعتلى منابر الرحمة مدعياً أنه من التجني على الهوية الإسلامية أن يستبدل بتاريخها الديني تاريخًا أجنبيًا عن دينها وثقافتها، وأن ذلك امتداد لطمس هذه الهوية والارتماء في أحضان التبعية.. التمسك بالتاريخ الهجري لا يُرضي أعداء الامة، ومن أجل هذا سعوا إلى زعزعة تلك الموروثات من أكثر من طريق، ومن أظهر تلك الطرق لم يكن في حقبة الاستعمار، وكان أول ما اعتمد التاريخ الإفرنجي إلى جانب التاريخ الهجري في مصر عام 1292هـ، وكان ذلك قبل الاحتلال البريطاني بسبع سنواتٍ فقط، واليوم ماذا عنكم هل تتشبهون بالفرنجة أم بالمصريين أم بالكفار.. هل نسي أبناء عبد العزيز ما أدليتم به في بلاطهم أن لواء الاسلام الذي يرفعونه سيسقط من يدهم حال رأينا التقويم الميلادي يغزو مؤسساتهم ويتحكم في رواتب موظيفهم.


كان العرب قبل الإسلام يسيرون كغيرهم من الأمم فيؤرخون بالأحداث العظيمة التي تمر بهم وتؤثر في حياتهم كأيام العرب المشهورة في حروبهم التي من أشهرها "عام الفيل" الذي ظلوا يؤرخون به حتى ظهور الإسلام، واليوم عاد السعوديون لإحياء تراث لم يغب أبداً عن أذهانهم، بل وظهر جليا في معاملاتهم مع كل أمم الارض لا بل وأظهر هؤلاء جاهلية مازالت محرك نزواتهم وأهوائهم وسياستهم.. لا تستغربوا اذا رأيتم السعوديون يؤرخون ما قبل ":عاصفة الحزم" وما بعد "عاصفة الحزم" أو ما قبل تدمير سورية أو ما بعد تدمير سورية، ما قبل النفط أو ما بعد النفط، ما قبل البعير أو ما بعد البعير، أو ما قبل خادم الحرمين الشريفين وما بعد خادم الحرمين الشريفين..

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=40174