الإعلام تايم - الوطن
وعليه، أليس مستحيلاً الجلوس أو التعامل مع تنظيمي "داعش "و"جبهة النصرة" الإرهابيين المدرجين على لوائح الإرهاب الدولي، ولن يبدل في واقعهما الإرهابي تغيير الأسماء، بل إن محاربتهما واجبة وضرورية بحكم القوانين والقرارات الدولية؟
أليس نفاقاً وابتزازاً، سياسياً وأخلاقياً، السعي إلى توفير الحماية لجبهة النصرة ومشتقاتها الإرهابية خدمة لمصالح الحرب على سورية، وإيجاد المبررات لتسويغ جرائمها وتزويدها بأسلحة متطورة بذرائع الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات الأميركية التي فقدت معناها ومصداقيتها واقعياً على الأرض؟
لكن الوعد لم يتحقق حتى الآن. و"المعتدل" إرهابي في صفوف جبهة النصرة. والمرجعية أميركية التوجه والاستثمار، وهو ما أشار إليه الوزير لافروف "من أن روسيا تدرك أن أميركا لم تخطط مطلقاً للفصل بين التنظيمات الإرهابية وبين ما يسمى "المعارضة المعتدلة في سورية"، فهل تكون العودة إلى الخيار العسكري خياراً ممكناً كما تلوح تصريحات أميركية منفلتة بديلاً من الاتفاق الروسي الأميركي؟ أم إنه أمر مستحيل ولا يريده الجانبان على الرغم من السجال السياسي والإعلامي بينهما، وبدا فيه بوضوح أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة لم ينجح بتطبيق التزاماته في سورية بحسب لافروف؟ دون شك، يمكن القول بالسياسة، إنه ليس من الممكن لأحد أن يفرض على أميركا قبول سياسات ليست في حسابات مصالحها ومشاريعها الإستراتيجية. وخاصة أنها الدولة العظمى التي تعاني تداعيات ولادة عالم متعدد الأقطاب. ولم يعد سراً منذ أن أعلن الرئيس الصيني في الدورة السبعين السابقة من اجتماعات الأمم المتحدة أن العالم تغير ولم يعد ممكناً إعادته إلى الوراء، لكن الواقعية السياسية تبرز وقائع ومؤشرات موضوعية ليس لأحد أن يتجاهلها، وأكدها الكرملين تعقيباً على اجتماع مجلس الأمن 21/9 الذي انعقد بطلب أميركي فرنسي بريطاني على هامش اجتماعات الدورة الحادية والسبعين للمنظمة الدولية "بأن تصريحات مندوبي واشنطن وبريطانيا في مجلس الأمن بشأن سورية مرفوضة وتهدد العملية السياسية والعلاقات الثنائية مع روسيا، ما يعني أن القطب الأميركي الأوحد سابقاً أمام خيارات لا مفر منها وأحلاها مر ومن بينها:
أ- فصل معارضة واشنطن المعتدلة عن التنظيمات الإرهابية كـ "داعش وجبهة النصرة"، وقد أقرت واشنطن بوجود تنظيمات مسلحة أعلنت رفضها للاتفاق الروسي الأميركي.
ب- ألا تقوم أميركا بدور الأصيل، بضرب مواقع للجيش السوري في جبل الثردة بدير الزور. ولاسيما أن من يريد محاربة الإرهاب بصورة جدية، عليه التنسيق مع الحكومة السورية وجيشها الباسل.
وقد جددت الخارجية الروسية تأكيد أن روسيا عازمة على مواصلة دعم سورية في محاربة الإرهاب والمساهمة في التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن 2254.
وأعلن بيسكوف باسم الكرملين أن الرئيس الروسي بوتين لم يحدد سقفاً زمنياً للعملية العسكرية الروسية لمكافحة الإرهاب في سورية.
يمكن القول إن التطورات السياسية والميدانية في سورية سواء على صعيد التقدم في محاربة الإرهاب أو على صعيد اتساع المصالحات الوطنية إنما تؤكد أن الممكن فقط يكون بتوحيد الجهود الدولية النزيهة لمحاربة الإرهاب وتنفيذ القرارات الدولية من دون تصريحات مخزية للأمين العام كي مون ولا اجتهادات على الإيقاع الأميركي للمبعوث الدولي دي ميستورا.
وليس خافياً أن السوريين جيشاً وشعباً بقيادة الرئيس بشار الأسد يواصلون بثقة تحمل مسؤولياتهم الوطنية لاقتلاع الإرهاب، وعلى الآخرين أن يقرؤوا التاريخ الوطني للسوريين جيداً، ويدركوا أن كل بقعة من سورية هي حلب. |
||||||||
|