وجهات نظر

باختصار: التاريخ المتكرر وتطهير الوطن

زهير ماجد


الإعلام تايم - الوطن العُمانية



حررونا من الهدنات الملغومة التي تنبيء عن حالها قبل أن تبدأ، ثم انصتوا إلى ما ردده الرئيس بشار الأسد بان لاحل سياسياً في سورية، هنالك حل واحد إما قتل الارهابيين كلهم بدون استثناء ورحيل الغرباء منهم، واستسلام السوريين من أجل إعادة تأهيلهم.


كان "الاسرائيلي" يقول ومازال إن العربي الجيد هو العربي الميت ونحن نقول، أن الإرهابي الجيد هو الميت، وحتى وهو ميت فانه ملوث للفكر والهواء والانسنة البشرية وكل حالات المجتمع والحياة برمتها.


لقد صودف أن عشنا في عصر رأينا فيه إرهاباً على حقيقته، ذاكرتنا القارئة بلاصور لكنها معلومات مستقاة تؤكد لنا التشابه بين إرهاب الأمس واليوم، بين أشكال الإرهابيين المخيفة، وبين أشكالهم اليوم التي صنع لها زيا قابلا للتعرف على صاحبه على الفور بأنه من الذين يذبحون ويقطعون الرؤوس ويبقرون البطون ويخلعون القلوب من صدور من يقتلون.


هذا مارأيناه وهو ما قرأنا مثله، يكرر التاريخ صوراً متشابهة، وخصوصاً في منطقة حساسة كمنطقتنا كل عيون العالم عليها لتمايزها بالموقع الجغرافي وبتضاريسها المتنوعة وقابلية العيش فيها بما تيسره من خير عميم. لهذا كان المغول وكان التتار وكان الصليبيون والعثمانيون وغيرهم، وقبلها كان ماقبل التاريخ من حضارات سادت ثم بادت إما بضربات الطبيعة أو من خلال الحروب أيضاً


الهدنة التي أعلن الجيش العربي السوري انتهاءها لم تكن أساساً موجودة بحذافيرها، كانت غطاء لممارسات إرهابية لاتعرف إلا إطلاق النار، ولا تتقن إلا التلذذ بالقتل، وهذه مصممة على دورها حتى النهاية، ولن تراعي ما يطلب منها من صمت معارك، لأنه ضد طبيعتها وعقيدتها، كونها جاءت لغايات تريد تحقيقها كيفما كان، فهي لا تعي شيئاً في مفهوم الثورة التي تعني حلما شاملاً عن شعب أو شعوب، إما أن تكون ضد ناس ومع آخرين فلا تنطبق إطلاقاً على حقيقة تلك الثورة وعلى رأي الشاعر والمثقف الكبير أدونيس، فهو ضد ان تنطلق من الجامع.


من نعم سورية أن لها جيشها المؤسس على حلم أوسع من مساحة بلاده الجغرافية سمعت مثقفين تونسيين يتحدثون عن سورية بكفاءة عالية من التحليل وكأنهم يعيشون في دمشق ومن أهلها، وسمعت عرباً غيرهم لهم الفكر ذاته، لم يعد خافيا على عربي السبب الذي تتعرض له سورية من مؤامرة وإرهاب، انظروا خارطة الوطن العربي المتلاصقة الأقطار في ما بينها، كيف تتكشف لمثقفيه حالة عربية بمجرد اندلاعها أحياناً أو تطويل مدتها.


الحرب على سورية إذاً لم تعد خافية على احد، ربما الابهام كان في بدايتها أما الآن فالعصافير ايضا تعرف سبب اندلاعها والهجوم على أبرز وأهم قطر عربي.


يقيناً الهدنة مساحة غير مألوفة في حرب الحضارة ضد التوحش، وفي حرب القيم ضد الانفلات من كل قيمة.. المسألة ليست عناداً أيضاً، بل هي تطهير للوطن وتطهر من دنس الفكرة الإرهابية بكل أبعادها، من أجل أن لاتخترق مستقبلاً تغرق أجيالنا القادمة بوبالها، فالحرب بالتالي ضرورة وطنية وقومية، تنظيف الهواء واليابسة والأشجار والمياه من أنفاس ضد الانسانية برمتها.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=39469