حوارات ولقاءات

أردوغان في الوحل السوري.. هل تنقذه روسيا؟!


ربى شلهوب -  الإعلام تايم 

تتسارع الأحداث وتتغير ضمن معطيات جديدة على الساحة الدولية، فها هي دول كان لها دور سلبي في الحرب على سورية منذ أكثر من خمس سنوات تقوم بالتفافات ربما يكون لها الاثر الإيجابي على تغيير مسار الحرب.. فهل أدركت تركيا اليوم فشل سياساتها الخارجية التي تسببت بانعزالها وبعدها عن الواقع.. فهرعت للاعتذار لدولة عظمى استعادت دورها الاساسي كلاعب على الساحة الدولية، فتضع تركيا يدها بيد هذه الدولة العظمى علّها تكون المخرج من عزلتها.

 

إسقاط الطائرة الروسية " قشة قصمت ظهر البعير"

آثار سلبية بين روسيا وتركيا افرزتها عملية إسقاط المقاتلة الروسية في خريف العام الماضي‘ لكن هذه العملية لم تكن هي المشكلة الأساسية بين البلدين.. أو كما اكد السيد أحمد الإبراهيم المختص بالشأن التركي بان إسقاط الطائرة الروسية كان القشة التي قصمت ظهر البعير.

 

و في لقاء خاص مع موقع "الإعلام تايم"  اوضح السيد الإبراهيم  أن المسألة الأساسية تتلخص في أربع نقاط أساسية، الأولى هي مساعدة رئيس النظام التركي رجب أردوغان لبعض معارضي روسيا في شبه جزيرة القرم، والنقطة الثانية تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا لاستخدامها ضد روسيا، وثالثاً وجود معارضة مطلوبة من قبل الصين تنتمي لتركستان الصينية موجودة في تركيا يتولى أردوغان حمايتها ويرفض تسليمها، أما النقطة الرابعة فهي حدود بطول 900 كيلو متر مع سورية يتم استخدامها من قبل أردوغان من أجل إرسال الإرهابيين إلى سورية.

 

 وأكد الإبراهيم عن امتلاكه لوثيقة موقعة من قبل وزير داخلية النظام التركي موجهة للمحافظات الحدودية يقول فيها: "نطلب منكم تقديم العون والمساعدة للجهاديين الذين تم جلبهم إلى تركيا من أجل مساعدة إخوتنا في سورية "، مشيراً الى أنه "بما أن الرئيس فلاديمير بوتين قبل برسالة الاعتذار من اردوغان، فهذا يعني أن الاخير اعتذر عن كافة أخطائه، ووصلوا إلى حلول حول كافة الملفات المتشابكة.

 

تداعيات التطبيع التركي الروسي على الحرب في سورية

أكد الإبراهيم أن تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا سيؤثر بشكل مباشر على مجريات الحرب على سورية وهي مؤشر على اقتناع الطرف الآخر بأن المشروع قد فشل ووصل إلى نهايته، مضيفاً "يكفي تجفيف المنابع المالية لداعش والأسلحة وإغلاق الحدود، الذي يعني إغلاق حدود مزرعة العقارب التركية وأشار إلى "أنه من الممكن أن نصل إلى أبعد من ذلك وهو مشاركة الجيش التركي في القضاء على الإرهاب في تركيا وسورية، فالموضوع يحتاج إلى عمل تضامني بين جيوش المنطقة" .

 

سياسة أردوغان الخارجية طريق للإفلاس

أكد الإبراهيم أن فشل السياسة الخارجية لأردوغان أوصل العديد من الشركات إلى الإفلاس، فنسبة الفقر في تركيا وصلت إلى 40 بالمئة ونسبة البؤس 10 بالمئة ، أي أن 50 بالمئة من الشعب التركي تحت حد الفقر والبؤس، بالرغم من وجود ضخ من "الأموال الساخنة" التي تأتي من مملكة بني سعود ومشيخة قطر والولايات المتحدة الأميركية لشراء الضمائر"، وأضاف الابراهيم "عندما جاء اردوغان إلى السلطة رفع يده وقال "أملك هذا الخاتم إن سمعتم أنني أملك شيئا آخر فاعلموا انني قد سرقت " واليوم أردوغان هو سابع أغنى رجل في العالم.

 

أبواب الشرق الأوسط أغلقت فكانت روسيا هي المنفذ ..هذا ما أكده الاستاذ الإبراهيم، مضيفاً "بعد أن قضى أردوغان على الأمن في سورية أغلقت أبواب الشرق الأوسط أمام الشركات التركية، وبات المنفذ الوحيد للتركي هي روسيا".

 

وأشار إلى وجود  المئات من الشركات التركية التي أسست لها مراكز في روسيا من أجل إعادة إعمار سورية لمعرفتهم المسبقة أنه مع هذه الحرب على سورية سيكون هناك دمار، ويعلمون أن هذا الدمار هم سببه ، وسورية لن تتعامل مع شركات تركية فذهبت كلها إلى روسيا، بالإضافة إلى الاف العمال الأتراك الموجودين في روسيا.

 

ما هي الرسائل التي وجهتها أمريكا لأردوغان؟..

الولايات المتحدة الاميركية وصلت إلى قناعة أن المشروع قد فشل ولا يمكن الاسمرار به، لهذا السبب عليها الانتهاء بأقل الخسائر ؟ هذا ما أكده الابراهيم‘ مشبهاً أمريكا بالقطار الذي عندما يحاول الالتفاف السريع سيؤدي به الامر إلى الدمار لذا استدارتها يجب أن تكون على خطوات، ربما الخطوة الأولى هي إفهام اردوغان أن ليس من أولوياته إسقاط الحكومة في سورية بل يجب أن تتحول الأولوية إلى محاربة الإرهاب.

 

تفجيرات اسطنبول.. مصادفة أم رسائل ؟

 

أكد الإبراهيم أن تفجيرات اسطنبول لم تكن صدفة فقبل يومين حذرت أمريكا رعاياها من التوجه إلى أماكن الازدحام، وهي لم تكن الأولى، مشيراً الى أن المشتركين في التفجير هم من الجمهوريات الإسلامية الروسية ، ومخطط العملية موجود في اسطنبول وحذرت روسيا من وجوده في تركيا تحت سيطرة الاستخبارات التركية وتحت سيطرة من يقوم بهذه الحرب على سورية وهو شخص من الشيشان مشارك في أكثر من عملية .

 

إذاً التفجير كان رسالة أمريكية لأردوغان من أجل تبديل الأولويات، لكنه يمكن أن ينتقم ويستخدم "داعش" في إحدى التفجيرات، وهو من يدعمها وأمريكا يمكن أن تنتقم وهي سيدته.

 

سورية بصمودها أنقذت العالم

صمود الدولة السورية أنفذ العالم من الارتداد إلى القرون الوسطى، وأثبت لاردوغان أن الشعب السوري شعب واحد ولا يمكن تفكيكه، فهناك تعشيق بين المذاهب الموجودة في سورية لهذا السبب يقول أحد المفكرين العسكريين الأوربيين أن "لو سقطت سورية لسقطت باريس ولندن"

 

وأشار الإبراهيم إلى أنه "في حب الوطن لا يوجد وجهة نظر بل  يوجد معايير أخلاقية تحتم الصواب والخطأ"، مضيفاً أن معارضة اسطنبول والرياض ليست معارضة بل هم خونة فمن يقدم إحداثيات الدفاعات الجوية في سورية لـ"إسرائيل" هو ليس معارض بل خائن، وما من معارضة إلا من هم داخل سورية، فالمعارضة هي أي مجموعة سياسية تعارض أداء الحكومة ولا تتعامل مع العدو من أجل تدمير البلد.

 

هل دفع أردوغان لـ"اسرائيل"  ؟

 

أكد الإبراهيم أن أردوغان دفع 4 مليون دولار شهرياً لشركات اللوبي الأميركية من أجل التوسط لدى "إسرائيل" لإعادة العلاقة معه، مضيفاً أن شروط "إسرائيل" واضحة.. إغلاق مكتب حماس، الموافقة على استمرار حصار غزة، دفع التعويضات بالمبلغ الذي حددته "إسرائيل" والسماح للطائرات الحربية "الإسرائيلية" بمشاركة في مناورات صقر الأناضول، مقابل السماح لاردوغان بزيارة غزة.

 

وأشار إلى أنه في المرحلة المقبلة سنشهد مسرحية " محمد أردوغان الفاتح في غزة" من أجل كسب الرأي العام الإسلامي وليظهر بانه الزعيم الوحيد الذي زار غزة ووقف مع شعبها لكن في الحقيقة هو الزعيم الذي يقتل شعب غزة، محذراً مسلمي العالم للصحوة وعدم السماح بالاستهتار بعقولهم

 

ما هي حقيقة اردوغان وحزبه؟ 

أكد الإبراهيم  أن حزب العدالة والتنمية ليس حزباً كلاسيكياً، فهو حزب وظيفي تم تأسيسه في الولايات المتحدة الاميركية وإرساله إلى تركيا بعد أن تم استدعاء أردوغان إلى واشنطن وإجراء لقاءات معه، وكان يومها رئيس بلدية اسطنبول، فأمريكا تبحث عن شخص يقبل بكافة الشروط، فـ"مصطفى بولنت اجاويد" رفض رفضاً تاماً المشاركة في الحرب على العراق لأنه يعتبر" أمن العراق من أمن تركيا"  لهذا السبب تم وضع العين على اردوغان.

 

وأكد الإبراهيم أن المشروع  الأميركي كان واضحاً، "تفكيك الجمهوريات في الشرق" فجاء حزب العدالة والتنمية إلى تركيا وبدأ بتفكيك الجمهورية التركية، وكما يؤكد محمد داوود أوغلو ورجب أردوغان الذي قال أمام عدسات الكاميرا "أنا الرئيس الاقليمي لمشروع الشرق الأوسط الكبير، ومكلف بمهام علي تنفيذها" وهذا المشروع سينتهي في عام 2023، وهي الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، مضيفاً أن" المشروع الاميركي المتوائم مع المشروع التركي في عام 2023 سينتج دول اثنية ستكون أكبرها الكيان الصهيوني وكردستان التي كانت ستمتد من البصرة وحتى البحر المتوسط".

 

وختم الابراهيم قائلاً "اليوم أستطيع القول وبشكل دقيق أن حزب العدالة والتنمية هو الحامل الايديولوجي لمشروع الشرق الاوسط الكبير وداعش ومشتقاته هي الحامل العسكري لهذا المشروع.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=36700