حوارات ولقاءات

العبود لـ"الاعلام تايم": انتصارات الجيش في الميدان تفرغ جعبة معارضة الرياض في جنيف.. وآل سعود أعجز من التدخل البري وإلا لفعلوا في اليمن


ربى شلهوب - طارق ابراهيم - الإعلام تايم 

 

يجري اليوم الترويج بشدة لعملية برية في سورية، أبدت الدول المتحالفة مع مملكة آل سعود المتورطة أساساً بعدوانها على اليمن، استعدادها للمشاركة في هذا العدوان الجديد المشروط، فهل من الممكن أن يحصل هذا العدوان وإن حصل إلى أين يمكن أن يأخذ المنطقة والعالم؟

هذا الملف وغيره من الملفات المرتبطة تحدث حولها أمين سر مجلس الشعب الدكتور خالد العبود لموقع الإعلام تايم.

 

تقدم الجيش سيؤدي الى إفراغ جعبة المفاوضين

 

أكد أمين سر مجلس الشعب الدكتور خالد العبود أن "المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا جاء بشكل مفاجئ الى سورية، على وقع الماكينة العسكرية التي تعمل، وطلب وقف إطلاق النار " من الدولة السورية وذلك لأن التقدم الكبير للجيش سيؤدي إلى إفراغ جعبة المفاوضين المرتبطين بمملكة آل سعود والنظام التركي على ما تسيطر عليه أدواتهم من الاراضي السورية،  فالمبعوث يقول " 60 %من الارض نفاوضكم عليها لانه في حال تركوا الدولة السورية ذاهبة بهذا الاتجاه، معنى ذلك أنهم سيصلون إلى جنيف في ال 25 من الشهر الجاري و هم لا يمتلكون ما يفاوضون عليه، والرد السوري كان حاسماً  لن نوقف إطلاق النار فنحن نواجهة الارهاب وملتزمون بقرار دولي وندافع عن أنفسنا، وأضاف العبود أن ما تداولته بعض مواقع التواصل عن طلب سوري برفع العقوبات مقابل وقف إطلاق النار هو عار عن الصحة، لان الدولة السورية لا تسلم هكذا ملف للمبعوث الذي سيستخدمه في الضغط على الحكومة السورية، بقوله " أنا طلبت وقف إطلاق النار وأنتم تحدثتم عن العقوبات" أي أنتم الآن ترهنون وقف إطلاق النار بوجه الإرهابيين " من تعتبرونهم إرهابيين " لرفع العقوبات.

 

ارتباط جنيف بحرد مملكة آل سعود

 

وعن انعقاد جنيف3 في الموعد المقرر في 25 شباط الجاري قال العبود إن "انعقاده مرهون بحرد مملكة آل سعود وأدواتها "معارضة الرياض"، ففي ظل التقدم الميداني وتحرير الكثير من المناطق من مبعوثي محور التآمر من الارهابيين، لن ترضى المعارضة أن تحضر جنيف قبل وقف إطلاق النار، وبالتالي فإن جنيف  "محطة سياسية تحاول دول العدوان أن تصرف ناتج اشتباكاتها الميداني في السياسة".

 

الجسد المسلح مخترق بنسب معينة

 

أوضح العبود أن هذا الحوار يأتي حسب ما رسم له خطاب السيد الرئيس بشار الاسد، والمعركة تدار من قبل الجيش العربي السوري والاستخبارات السورية التي تخترق الجسد المسلح بنسب معينة، مثلاً "عندما أعرف أن زهران علوش طالع فايت على دوما وأرى العرض العسكري له أقول أنه مخترق حتى النخاع"، إذاً.. نقول إن "مبدأ الرئيس الاسد هو السائد والذي يتضمن استيعاب الحواضن ثم لفظها لما يقوم به المسلحون، ثم تفكيك الجسد المسلح، عن طريق الاخبار من خلال المفاوضات أو المنشورات، كما فعل سابقا في ريف درعا وحلب ودمشق، وأشارالعبود الى أنه "في بعض الاحيان قيادات المسلحين يأتون ويجلسون مع المخابرات السورية، وذلك لخروج آمن من مناطقهم لأن الجيش سوف يدخل الى هذه المناطق، طبعاً والسبب الذي يجب ألا يغيب عن ذهن أحد هو أن جيشنا العربي السوري لا يملك ثقافة القتل والتدمير والدماء والتنكيل والا ما هو الفرق بيننا وبين "داعش".

 

أمر القتال ليس ميداني بل سياسي

 

وأكد العبود أن الظرف الساسي هو من يحرك الميدان فـ"الجيش قادر على الدخول إلى أي منطقة لكن الظرف السياسي هو الذي يفرض واقع المعركة ففي الجنوب نحن قادرون على دخول أي منطقة من نوى لبصرى، لكن سيحصل دماراً كبيراً وكلما كان مستوى الدمار أقل إذاً أنا حققت نصرا".

 

وأضاف العبود أن الجسد المسلح الذي تعاونت في تشكيله الاستخبارات الاردنية مع غيرها من المتآمرين أصبح ورقة بيدنا للضغط على الاردن للذهاب الى تفاهمات، وأكثر ما تخشاه الاردن هذا الجسد المسلح، فمعركتي ليست عسكرية، والاسرائيلي اليوم يفكر بالأداة نفسها أين ستكون والى أين ستذهب هي هكذا المعركة؟

 

ليس بمقدور مملكة آل سعود أن تجتاح الدولة السورية وإلا لفعلت في  اليمن

 

وأشار العبود إلى أن الولايات المتحدة الاميركية تقود تحالف يدّعي محاربة "داعش" منذ قرابة السنتين لم يطلق طلقة واحدة مباشرة باتجاه الجيش العربي السوري، ليس لحسن أخلاق منه بل لانه يخشى التصادم مع الجيش العربي السوري وحلفائه ، والذي سيؤدي إلى إشعال المنطقة برمتها، مضيفاً أن هذا التحالف لم يأت لمواجهة الحكومة السورية وحلفائها وإنما جاء لهدف آخر، فالولايات المتحدة الاميركية ستصرف تدخلها في المنطقة على أساس أنه دخول لمواجهة الإرهاب ولو أنه في الحقيقة ليس كذلك.

 

وأكد العبود أن مملكة آل سعود بعد فشلها سياسياً و ميدانياً تحاول اليوم أن تدخل إلى هذا التحالف من أجل تنظيف صورتها التي لوثت على مستوى الدولي، فالوعي الجمعي لدى العالم اليوم ، يرى أن "داعش" هي السعودية، فهي مضطرة لتنظيف صورتها لكن تحت عناوين جديدة "مواجهة الإرهاب" .

 

وأضاف العبود أن مملكة آل سعود تدرك أنه بعد فترة وجيزة هذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية و التحالف الذي تقوده روسيا سوف ينضمان ، لأنهما يريدان توحيد الهدف الأساسي وهو الإرهاب ، مؤكداً قوله "نحن اليوم ذاهبون لوجود تحالف دولي لمواجهة الإرهاب في سورية والعراق والمنطقة ، والسعودية بهذه الحالة تكون خارجاً ، فسارعت بالدخول على الملف لأنها فشلت سياسياً وميدانياً."

 

مملكة آل سعود ليس بمقدرتها أن تأتي بقوات برية لتجتاح الدولة السورية وإلا اجتاحت اليمن ، والبيئة الدولية والإقليمة لا توافق مملكة آل سعود على اجتياح جزء من الدولة السورية نتيجة الظرف السياسي.

 

التحالف " الروسي الاميركي " حاجة اميركية صرفة

 

وقال العبود :التحالف " الروسي الاميركي " حاجة أميركية صرفة،  فالاميركي سيدخل العملية الانتخابية في الولايات المتحدة الاميركية وسيصدر نفسه على أنه واجه الارهاب وانتصر مع حلفائه الدوليين ، فهو لا يريد أن يظهر بالمنهزم أمام الناخب الاميركي في سورية، ولا يريد أن يقدم فرصة لمنافسه في السياسة على أنه انهزم في سورية

 

وأكد العبود أن  (لدينا معلومات على أنه هناك طلب امريكي من القيادة الروسية "ساعدونا في الانتخابات الاميركية القادمة"(.

 

صواريخنا تصيب أهدافها في باب المندب

 

 وتابع العبود: إن فرضنا أن مملكة آل سعود دخلت سنخوض معركة مجبرين عليها ، وأنا أجزم أنها لن تدخل، لان مملكة آل سعود عند فشلها بأدواتها العسكرية والسياسية طلبت منها الولايات المتحدة الاميركية لدخول هذا التحالف.

 

وأضاف العبود  نحن نعرف أن إيران قوة جبارة اليوم في المنطقة ، وسورية قوة جبارة في المنطقة وأنا لا أبالغ فنحن لدينا صواريخ تصيب أهدافها في باب المندب، متسائلاً "هل باستطاعة مملكة آل سعود أن تتحمل 30 ألف صاروخ مثلا في الساعات الأولى؟ فلذلك لم ولن يدخل لا من قريب ولا من بعيد ، هم يناورون في السياسة".

 

وأشار العبود الى أنه من الممكن أن تدفع الولايات المتحدة الاميركية مملكة آل سعود لخوض هذه المعركة وتصريفها في هذه المعركة تحت عنوان كبير طائفي " سني – شعي" فمهما كان ناتج المعركة نحن الخاسرون لان هذا العالم العربي والاسلامي سنجده منقسم وهذا ما تريده الولايات المتحدة الاميركية و المشروع الصهيوني في المنطقة .

 

تخبط تركي.. والسبب ؟!

 

أما تركيا فقد وصفها العبود بأنها مربكة لأنها حاولت استثمار نظرية الفوضى الخلاقة التي ظهرت في بداية الأزمة السورية والتي تهدف إلى تدمير سورية، واعتقدت أنها تستطيع إيجاد نظام سياسي في سورية يحاكي النظام السياسي الموجود في تركيا، فشعر أردوغان بأن الدولة السورية لن تسقط ، وشعر بالخطر الكردي  وأدرك أنه في ورطة لم يعد همه إسقاط الدولة السورية، بل أصبح همه اليوم الاكراد .

 

وأضاف العبود أن أردوغان حاول كما حاول السعودي أن يستثمر بفريق سياسي وفي بعض المجموعات المسلحة الموجودة في الداخل السوري كي يكون موجوداً على طاولة المفاوضات فأعطاه السوري ظهره، وبدأ بالتخبط عندما أفشلت اميركا وروسيا مشروعه من خلال التنسيق مع الأكراد، فأعاد التلويح بالمنطقة العازلة المرفوضة أساساً من قبل الروسي والأميركي.

 

الشمال السوري يختلف في حيثياته وخصوصيته عن الجنوب

 

وفي مقارنة ميدانية شمال سورية وجنوبها قال العبود إن "هناك فرق بين المنطقة الشمالية والمنطقة الجنوبية ، فالجنوبية تختلف في حيثياتها وخصوصيتها عن الشمالية ، فنحن عندما نتحدث عن المنطقة الشمالية الشرقية نتكلم عن واقع اسمه " داعش" يقدم لك على أنه هناك كيان ينشأ في هذه الجغرافية وهذا الكيان سوّق له على أنه بديل عن الدولة في سورية والعراق،  لكن هذا لم يحصل في الجنوب هذا حدث في الرقة ودير الزور والقامشلي والحسكة " المنطقة الشمالية ، ثانيا وبنتيجة هذه الفوضى التي حصلت نشأت قوى سياسية جديدة اشتبكت مع أطراف العدوان ذاته أمثالهم الأكراد وبعض العشائر.

 

وأضاف العبود "أما في الجنوب يوجد جبهة النصرة وبعض ملحقات "داعش" لكنهما لم يتحدثوا عن دولة بل عن إمارات، إذاً.. لا يوجد خصوصية الند للدولة، ، لم توجد قوى تشكلت وواجهت هذه المجموعات، أو واجه الاردن أو "اسرائيل"  التي يصب كل ما يحصل في المنطقة الجنوبية في مصلحتها.

 

وقال العبود: إن الاردن سخن الحدود خوفاً من المسلحين مضيفاً "لدي معلومات تقول إن بعض الضباط المتواجدين في الجنوب و الذين أشرفوا على معارك لم تعد تستقبلهم الاردن  وطلبوا الذهاب الى الاردن فوافقت على أن يعودوا من حيث أتوا لاحقاً.

 

تطور المشهد افشل كل المشاريع 

 

وختم العبود قائلاً "نحن عندما نقول إن المشاريع فشلت في الوصول لأهدافها الاستراتيجية ، نستند الى تطور المشهد الذي أصبح في صالح الدولة.. و  لدينا ثلاث حلقات في صيرورة المعركة، فأنت حين تؤمن الحلفاء، بدأت تنتصر، إضافة إلى الأصدقاء أيضا، وثالثاً الاميركي و الروسي سيسوقان على أنهما يواجهان الارهاب في سورية ، فالروسي منذ الايام الأولى أكدنا أنه لن يترك المياه الدافئة، ليس لسواد عيوننا بل من أجل مصالحه ونعود ونقول بأننا لولا صمودنا لما وقفت روسيا معنا ولو لم نكن موجودين بقوة فالاصدقاء لايمكن أن يفعلوا لنا شيء.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=31893