الوطن العُمانية - الإعلام تايم تقود مهارة وخيرة وعقل الجيش العربي السوري جيوشاً من المحترفين الجدد التي تعلمت الحرب داخل الحرب وإن كان قد نالت نظرياتها من لغة الحرب نفسها .. ينتصر هذا الجيش إذاً على أفكار عسكرية قديمة لاعلاقة بميدانه الجديد في تعريف الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب على جبهات واسعة، كما ينتصر لأن أولى علامات الانتصار هو الإيمان به.
سوف ينتبه كثيرون أن جيشاً عظيماً يحارب في الشمال والجنوب دفعة واحدة ويخطط لمعارك كبرى، وعينه أبداً لاتتزحزح عن عاصمته الأبية، تسقط آخر المعاقل في الشمال السوري، فيجيب معقل في الجنوب لانفع هنا لكل الغرف السوداء التي ظنت حلم وضع اليد على ماتشتهي من مناطق، هي تملك الحلم السرابي، أما الميدان فيملكه جيش الأمة، وهو يحمل خنادقه من مكان إلى آخر، كما يحمل أمتعته وسلاحه وأحلامه الوطنية التي تسيطر على عقله النبيل .. ليس هنالك من نبل يوازي حرقة جندي في هذا الجيش أو ضابط على كل متر في بلاده لم يصل إليها بعد.
بسقوط الشيخ مسكين وربيعة، التوت رقاب وأذرع، فميلاد الهزائم في نفوس الإرهابيين تبدأ منذ الرصاصة الأولى للجيش القادم نحو أهدافه.
تعريف الهزيمة في صفوف الإرهاب أصبح من سمات المرحلة، والخسائر التي تتوالى على رأسه، إنما تضرب في جسده المتآكل، لكنها تخبط بقوة في رؤوس اولئك المجانين الذين مازالوا يراهنون على دعمهم ومالهم والسلاح الذي يقدم لإرهابييهم.
أولئك الذين نسجوا خيالات على ورق، وأصواتاً في الهواتف، فكم ضحكوا مرات ، وكم آمنوا بإمكانياتهم ، لكنهم اليوم أمام امتحان الإفلاس العظيم.
لعلهم لم يفهموا بعد أن سورية جديدة تقود مرحلة لاخيار فيها سوى الانتصار تلو آخر، وأنها تذهب إلى جنيف لكنها قبلاً تحسم الميدان، وخلال جنيف لايتوقف عقلها العسكري، وبعده لابد من الإيمان بما يردده الرئيس بشار الأسد من أن الحسم لن يكون سياسياً، بالعسكر وحده تتغير شروط المعركة، كما تتغير صور الغد المنتظر.
ولهذا لجأ الإرهاب الخاسر ليضرب في حمص في الزهراء ودائماً سيضرب في أماكن أخرى بحثاً عن توازن خسائره المتتالية.
لا سلام مع الإرهاب في كل الأحوال، ولا توقف عن سحقه في الميدان وفي الفكر .. يبدأ انحسار الفكرة حين يتجسد النصر واقعاً مؤكداً ..
|
||||||||
|