وجهات نظر

عربدة عثمانية على الطريقة الأميركية

أحمد عرابي بعاج


لم تكتف حكومة الإخوان في تركيا بالمواقف الجنونية بعد كمين إسقاط القاذفة الروسية في الأراضي السورية، حيث استمرت في التعنت واتخاذ المواقف التي تدل على العنجهية السلجوقية المتأصلة في تطرفها وزادت عليه بدخول قواتها إلى الأراضي العراقية مستعيدة بذلك عربدتها العثمانية عندما دخلت الأراضي السورية وأخرجت جثة جد مؤسس عثمانيتها الغابرة بالتنسيق مع داعش رغم ادعائها الكاذب عكس ذلك في حينه.‏

 

وقد تكشف تورط أردوغان وحكومته وعائلته بالتعاون مع داعش في كافة المجالات العسكرية والنفطية واللوجسية واحتضان مقاتليه في المدن التركية هم وعائلاتهم وتوفير متطلبات دخولهم إلى الأراضي السورية وخروج إرهابيين منهم في غزوات خارج تركيا باتجاه أوروبا.‏

 

أوروبا التي تقدم الدعم للإرهابيين عبر حكومة أردوغان ومن خلاله أيضاً لتلك الفصائل المجرمة وإلباسها لبوساً اعتدالياً رغم فداحة إرهابهم وعفونة رائحه ما يقومون به جهاراً، وتترك للداعمين مهمة تنظيف هذا العفن من خلفهم وإظهارهم بالشكل المطلوب أميركياً وسعودياً.‏ حيث تقوم مملكة الشر الوهابية حالياً بعملية انتقائية على مقاس جبيرها وتصنيفه لمن هم مع ومن ضد ومن يجب أن يكون معارضاً وماذا يجب أن تقوم به الدول كي تشارك في العملية السياسية في سورية وكأنهم يتحدثون عن بلادهم التي غنموا النفط وخلطوه بالدم فكانت مملكة الشر...‏

 

أربع سنوات وأكثر مرت من عمر الحرب على سورية، وتركيا تحاول وتناور وتجادل وتحاصص للحصول على مبتغاها في أرض سورية ليست لها، ولا يمكن أن تكون لها في يوم من الأيام بعد اندثار الحكم العثماني، في محاولة لاستعادة حقبة بائدة.‏

 

وقدمت تركيا لواشنطن مقايضات كثيرة وإغراءات كبيرة للحصول على دعم في إقامة منطقة سمتها آمنة وأسماها الغير عازلة وغير ذلك من مسميات لم تعجب الراعي الأميركي لقناعته بأن تلك المصطلحات غير مقبولة على السمع، حيث تفتق ذهن منظريها مؤخراً عن تسمية أميركية جديدة وهي «منطقة مغلقة»، والآن تعمل على تسويق هذا المصطلح ليتوافق مع الرؤية الأميركية المستقبلية لمخططاتها، وما على الموظف التركي إلا التنفيذ وفق تلك الرؤية وحسب المخططات الأميركية فقط.‏

إن مسوغات الطرح الأميركي لتلك المنطقة المغلقة أمامهم حتماً، هي التشويش في مسألة مكافحة الإرهاب ومحاربته من قبل سورية وروسيا ومحاولة يائسة لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري وعمليات الطيران الروسي، ولكن لن يكتب لأردوغان أن يحقق أي من أطماعه التي دفنها الوجود الروسي الجوي وشتت مرتزقتها، حيث سيدفع أردوغان ثمن خياراته مجدداً.‏

 

الثورة - إعلام تايم
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=29090