الدكتورة "نورا أريسيان".. الباحثة والأديبة والمترجمة.. استطاعت بمؤلفاتها ومقالاتها أن تكون جسر التواصل بين الثقافة العربية والأرمنية، كما سلطت الضوء على انفراد الأدب السوري عربياً في تناوله جريمة الإبادة الأرمنية.
أغنت الدكتورة أريسيان الموسوعة العربية بمقالات عديدة عن أعلام الأدب الأرميني من شعراء وكتاب وروائيين، ومن هؤلاء الروائيين الذين ظهرت القضية الأرمنية في كتاباتهم حنا مينه وعبد السلام العجيلي وعبد الرحمن منيف، فكانت الشخصية الأرمنية واضحة في كتاباتهم بما تمتلكه من عراقة وحضارة ونقاء.
وفي حوار خاص مع موقع "الإعلام تايم" حدثتنا الأديبة السورية عن إصدارها الأخير "كوميداس والموسيقى الأرمنية"، موضحة أن "الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، التي تزامنت مع الذكرى الثمانين لوفاة كوميداس، كانت الحافز الأكبر لإصدار الكتاب، فكوميداس اسم يرمز إلى شعب بأكمله بثقافته الغنية ومصيره الحزين وهو قيمة وطنية لدى الشعب الأرمني، ويعدّ أحد ضحايا الإبادة التي تعرض لها الأرمن في الإمبراطورية العثمانية، وبذلك فقدت البشرية شخصية موسيقية استثنائية في عالم الموسيقى".
وأضافت أريسيان "تكمن قيمة الفن الذي قام كوميداس بتقديمه ليس فقط في الموسيقى الأرمنية بل في تطور موسيقى الشعوب الأخرى في الشرق، مثل الموسيقى العربية والكردية وغيرها، لقد فتحت إبداعاته صفحة جديدة في تاريخ علم الموسيقى عامة والموسيقى الأرمنية خاصة، وأرست دعائم قوية للموسيقى القومية الكلاسيكية الأرمنية، حيث لعب كوميداس دوراً استثنائياً وفريداً في تطور الموسيقى الأرمنية انطلاقاً من تعدد مواهبه كموسيقي ومحاضر ومؤلف وموثق للأغاني الشعبية وقائد فرقة ومغني ومربي".
وعن تجربتها مع التوثيق للإبادة الأرمنية تقول الدكتورة أريسيان: "إن أكثر ما استفدت منه في إناء ثقافتي هو أنني وجدت في المصادر السورية عن الإبادة الأرمنية ما يكفي لإقناع العالم بما فعلته الأيدي الآثمة من قتل وتنكيل بالأرمن أيام الحكم العثماني، فسورية تحوي أهم أرشيف عن تلك الإبادة الغاشمة، لأن الأراضي السورية كانت شاهدة على ما فعله القادة العثمانيون آنذاك من مذابح حاولت أن تطول كل الشعب الأرمني وإن رجال الصحافة السورية سجلوا بشرف تلك المشاهد المؤلمة".
ناريمان الجردي_الاعلام تايم
|
||||||||
|