وجهات نظر

باختصار: سورية تقاتل الإرهاب نيابة عن العالم كله

زهير ماجد


أربعون دولة تمول "داعش" كما جزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين، مشيراً بيده إلى أن بعضهم بين الحاضرين في القمة، إن لم يكن جلهم أو كلهم.


زعيم كهذا لا يتحدث من فراغ أو عن تأمل، انها معلوماته الموثقة التي يمكنه الحصول عليها من مصادر موثوقة أيضا
الأربعون دولة باتت معروفة، وإلا فكيف يعيش تنظيم إرهابي بتلك الأريحية وهذا الامتداد، ومن أين يمتلك القوة التي تدفعه إلى البقاء دون أن تظهر عليه علامات التراجع، كما حصل في فرنسا قبل أيام.
وكما هو عليه في كل من سورية والعراق وليبيا ومصر وتونس ولبنان وغيرها، بل ربما بتواجده على مساحة واسعة من الكرة الارضية قد يفاجأ العالم بها، وليس بوكو حرام في نيجيريا سوى ثمرة من ثمراته وابرز دلالات وجوده البعيد.


إذن سورية تقاتل تنظيماً إرهابياً بأنفاس أربعين دولة وبقدراتهم، بمعنى أنها تقاتل ضد هذا العدد الكبير من الدول .. بل هي تقاتل عن العالم أيضا، سواء من كان فيه ممولا أو لم يكن .. لكن السؤال الذي يطرح في حضرة معطيات الحاضر: إذا كانت فرنسا احدى الدول الممولة فلماذا أصابها " داعش " شراً، ولماذا يتهددها شره دائماً.


فيما تلك الـ " لماذا " تقال عن الولايات المتحدة التي تظل بمنأى عن هذا الإرهابي.


عندما ضرب الإرهاب التكفيري الجزائر قبل سنوات أصاب الكثير من المؤسسات الفرنسية والجزائرية وغيرها فيما بقيت الأميركية بعيدة عن أي عمل كان.
نحن إذن ضمن توقيت داعشي يصعب القول فيه انه قابل للفناء ضمن ظروف الحاضر .. فأربعون دولة قادرة على إغناء هذا التنظيم بكل احتياجاته ولأمد غير محدود، إضافة إلى أن الروسي كشفت اقماره الاصطناعية عن أنابيب جرى تمديدها بين مناطق "داعش" المستولى عليها وين تركيا تمرر النفط من خلالها وتبيعه بالسوق السوداء التركية وغيرها.


إذا كان من قرار ضد الدول الممولة للتنظيم الإرهابي، فإن المسألة بعد تصريح بوتين تصبح ذات طابع كوميدي، لأن لا دولة قد تقف ضد نفسها .. وبالرأي السديد، فإن بوتين لم يقل علانية أن الأميركي هو من يدفع هذه الدول للتمويل، فهو القادر الوحيد على ممارسة الضغط على اي دولة تريد العصيان أو لم تفهم معنى وجود تنظيم بعقل هذا الأميركي وتحريكه.


ثم إن بوتين حين صرح جملته الشهيرة في قمة العشرين قد يكون اصبعه قد أشار بطريقة غير مباشرة إلى الرئيس الأميركي الجالس مثل طاووس منفوش الريش كل من حواليه هم زبائنه أو مشغلهم عند الحاجة إليهم.

 


تحيا سورية إذن على تصديها لإرهاب تنصب عليه الأموال والمساعدات بلا حساب .. والحياة لهذا البلد العربي الذي يقاوم جيشه العربي ذلك الكم الارهابي، لأن من يمول الإرهاب إرهابي، وإن لم يكن كذلك فلديه عقل إرهابي أيضا، أو حنين لأن يصل مبتغاه عن طريق الإرهاب فهو في كل الحالات إرهابي أيضا
وتحيا سورية ثانية وثالثة ورابعة حتى انقطاع النفس على صمودها الرائع ضد هذا الطغيان من الدول، وللشعب السوري ألف تحية على صبره الأسطوري ضد هذ الواقع المرير.

 

 

الوطن العُمانية- الإعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=28341