وجهات نظر

سورية .. النصر؟

خليل حرب


كتب خليل حرب في صحيفة السفير مقالاً بعنوان " سورية .. النصر؟" جاء فيه:


من حق السوري الآن أن يراهن على النصر... يقول السوري باختصار أنه حقه عندما يكون كل هذا الدم مسفوكاً.


لكن استعجال النصر قد يكون من بين أكثر ما يجري الآن خطورة في المشهد السوري.


قبل أسابيع قليلة، قلة كانت تعتقد أن الأزمة وصلت إلى خواتيمها التي يراهن عليها هذا الطرف أو ذاك الغالبية الأكبر كانت تعتقد أن ساحات المواجهة أكبر من أن تنطفئ نيرانها سريعاً، وما إن بدأ التدخل الروسي، حتى راجت تكهنات بأن النهاية السعيدة ربما حان أوانها، ولما انعقد لقاء فيينا، ترسخ شعور بأن الصباح آت غداً.


سنوات التشتت ما بين الإحباط والأمل بعد سنوات الألم هذه، تبيح للسوري، ولغيره، الذهاب في طريق الآمال "عاصفة السوخوي" المباغتة، مثلما فاجأت الجميع، أثارت هي أيضاً الكثير من التفاؤل في فضاء التمنيات.
لا نهاية وشيكة على ما يبدو ولا يجوز أن يقال الآن إنها وشيكة... الغد السعيد ليس في متناول اليد حتى اللحظة المبالغة في استعجال النهايات، ربما تعادل الهزيمة ذاتها.
لا الحدود ضُبطت، ولا تدفق سلاح العملاء من الخارج توقف، ولا الدول المتهمة بتمويل الفصائل "الجهادية" وتسليحها ودعمها تراجعت، والأهم من بين ذلك كله أن خطوط الجبهات لم تتعدل جذرياً.

 


صحيح أن الجيش والحلفاء حققوا مكاسب هنا وهناك (حلب واللاذقية مثلا)، لكن انتكاسات أخرى جرت في مواضع من بينها ريف حماه.
ليس أمراً عبثياً تلك المبالغة التي رافقت بدء "عاصفة السوخوي" والتي صوّرت وكأنها ستقلب ميادين القتال خلال أيام بعض تلك المبالغات ربما كان مقصوداً، لاستهدافه لاحقا بسهولة واتهامه بالفشل.

 


الدرب ما زالت طويلة شهداء الدفاع عن وجود سورية ما زالوا يطــلون عليــنا كل يوم تفاهمــات فيــينا تقول إن الأمم المتحدة سوف تشرف على عملية سياسية تؤدي إلى وضع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة.
عصبة المتآمرين على وجود سورية ما زالوا يراهنون على الدم، والكثير منه قليلاً من الحكمة، والصبر هذا "النصر"، متى أتى، غال.

 

 

السفير- الإعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=27942