وجهات نظر

حصان طروادة أردوغان سقط بلا رجعة

ربى شلهوب


من الداخل الى الخارج يبدو الارتباك واضحاًعلى السياسة الاردوغانية، وما زرعه قبل أعوام يحصده في زمن عاصفة السوخوي ، في الداخل أصبح شبه محاصر وبين خيارين إما الرضوخ للشراكة في الحكم وإما تحويل البلاد الى حكم استبدادي عادة ما يحاضر بعكس ذلك ويوجه انتقاداته يمناً وشمالاً.
التخبط التركي ظهر جلياً في حادثة " اسقاط الطائرة " فمنذ أيام أعلنت الحكومة التركية أن طائرة استطلاع مجهولة المصدر خرقت الاجواء التركية ودخلت في عمقها ثلاثة كيلو مترات، وقامت الحكومة بتوجيه إنذار ثلاث مرات قبل أن تقوم بإسقاطها وفق قواعد الاشتباك.
هذا الخبر حبس الانفاس وكان القلق يخيم على جميع الأطراف من تطور الحرب على الارهاب الى حرب مع تركيا ، فالسؤال الذي أرّق مضاجع الحكومات "ماذا لو كانت الطائرة روسية ؟ كيف سترد موسكو ؟ الا يمثل ذلك معضلة للقوات الروسية ؟
تكاثرت الاسئلة في دقائق الى أن جاء نفي من مصدر عسكري سوري لاسقاط طائرة سورية أو روسية و مصدر روسي أكد أن جميع الطائرات الروسية في سورية عادت لقواعدها بسلام وطائرات من دون طيار تعمل وفق مخطط.
دقائق قليلة تحولت الاسئلة الى سخرية فالاتراك غير قادرين على تحديد هوية الطائرة ولا نوعها ما بين مروحية او استطلاعية.
لاشك أن هذه الرواية تؤكد أن التخبط التركي والارباك، بدأ منذ الغارة الجوية الروسية الاولى على مواقع إرهابيين تقدم أنقرة لهم الدعم الشامل وحين قامت كل من هولندا والمانيا وأميريكا بسحب منصات الباتريوت التابعة لها فجأة والتي كانت موجودة في تركيا من أجل سلامة أجوائها.
فتركيا اليوم باتت دون غطاء حماية الباتريوت ومكشوفة أمام الطائرات الروسية، والاهم من ذلك كله موقف أردوغان الضعيف أمام الجيش التركي الذي له رأي اخر في الاحداث بسورية وفي كيفية إدارة الملف الكردي،بالاضافة الى إعلان بوتين إن لجان الحماية الكردية شركاء للجيش السوري ولسلاح الجو الروسي في تنفيذ مهامه، مما دفع أردوغان للاستنجاد بالحلف الاطلسي الذي أوصى موسكو بعدم تكرار ذلك الاختراق واستهداف مواقع ما يسمى طالمعارضة المعتدلة".
استنجاد أردوغان بالحلف الاطلسي يؤكد دون شك عجز أردوغان عن إسقاط إي طائرة سورية كانت أم روسية أو حتى مجهولة المصدر.
قبل خمسة أعوام كان لتركيا احترامها وتقديرها التقدير صرفه أردوغان برعونة وطيش،  يؤكد أن كل الادعاءات بزاعمة وحكمة اردوغان لا تعدو كونها تمثلية مشابهة لفيلم الطائرة وأن ذاك الصغير رئيس البلدية والطامح لوراثة العثمانيين يلهث الان لرضى السعودية وأموالها لدعمه في الانتخابات.
فمن يراقب تدهور العملة التركية يدرك أن نهاية اردوغان وإن تاخرت ستكون بشعة، وأن من يتابع ما يجري في شمال العراق والجنوب الشرقي لتركيا والمعارك مع حزب العمال الكردستاني وما سيستجد في المنطقة الشرقية خلال الاسابيع المقبلة سيعلم أن حصان طروادة أردوغان سقط بلا رجعة.
تركيا التي كانت قبل عشرة أعوام تطمح لدخول الاتحاد الاوروبي وتبدل توجهاتها نحو الشرق أصبحت في عهده مهددة بالانقسام طائفياً وقومياً ، لعبة الدم التي حركها ذاك المقيت ارتدت عليه وسيذوقها، فهجرة المسلحين للعودة الى بلادهم لن تتأخر وستشتعل تركيا ليس في أنقرة أو الجنوب، بل إن المؤشرات تؤكد أن المأزق التركي ومن بعده السعودي قريب جداً، كان من السهل إراقة الدماء وتاجيج المنطقة وإرسال الإرهابيين لكن السؤال هل هو قادر على حصد النتائج.

الاعلام تايم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=27219