كتب أحمد حسن مقالاً في جريدة (لبعث) تحت عنوان " إنه وهم الحزم يا عزيزي..." جاء فيه: كل الأطراف في المنطقة تسعى للحلول السلمية، وفقاً لرؤاها ومصالحها بالطبع، إلّا أبو بكر البغدادي وأبو محمد الجولاني و.. أبو بلال التركي رجب طيب أردوغان، وبعض الإعلام العربي السعودي، الأصل أو التمويل، تحديداً، في محاولة لخلق إدراك وهمي للواقع الحقيقي عبر الاستمرار في رسم "سيناريوهات" وحلول لم يستطع "ملاك" هذه الوسائل تحقيقها في زمن "العز"، فكيف ستتحقق الآن؟. وإذا كان مفهوماً رفض "الأبوات" الثلاثة للحلول السلمية، انطلاقاً من "مبدأهم" العقائدي المتمثل بأن الحل هو في إلغاء الآخر وليس في التعايش معه، وتاريخهم القريب شاهد على ذلك، فإن رفض الإعلام السعودي، نابع من أمرين: الأول ذاتي، ويخص الإعلام "العربي" المموّل من "المملكة"، ويتمثّل بالخشية الحقيقية من احتمالات انسداد صنبور المال، المخصص لتأجيج لهيب العنف، أو شح تدفقه على الأقل، والثاني موضوعي، ويخص الإعلام المملوك مباشرة من "العائلة"، ويتعلق بقناعة فريق "الاندفاع دون رؤية" ، كما سماهم هيكل، بـ "وهم الحزم" باعتباره السبيل الوحيد لإيقاف تدهور دور "المملكة" كمرجعية إسلامية وإقليمية مفترضة. واليوم يبدو من اللافت، في ظل تنامي البحث عن إعلاء شأن السياسة في حل مسائل المنطقة، استمرار البعض في تأجيج أوار الحرب أملاً منهم بإيقاف دوران ساعة المنطقة عند لحظة "الخلافة" التي وعدوا أنفسهم بها، بيد أن الحقائق الباردة، وهي الوحيدة التي يعترف بها عالم السياسة، تقول: إن الفشل في إسقاط سورية وإركاعها، والفشل الفعلي لـ "عاصفة الحزم" في اليمن، سيغيّران معالم المنطقة، كما أن النجاح فيهما، لو حصل، كان سيغيّر، بدوره، معالم المنطقة أيضاً، وهو فشل لن تغيّر منه شيئاً أوهام أردوغان، الذي يعيد، هذه الأيام، إجراء انتشار جديد " لقواته" من " نصرة" و"داعش" و"أحرار الشام" و"الجيش التركماني" في الشمال السوري، ولا تطورات جنوب اليمن التي لا تبدو سوى جائزة ترضية لا تكاد تشبع جائعاً ولا تستر عارياً. والحال فإن وهم الرهانات الفاشلة الذي جعل "المملكة" تذوق كأس الإرهاب الذي طالما سقته للجميع، هو ذاته من قاد "أبو بلال التركي" كي يستمع إلى صوت إطلاق النار في المدن التركية، وآخرها بالأمس أمام القنصلية الأمريكية في اسطنبول، بعد أن كان يراهن على استمرار "أصوات" الإطلاق في سورية والعراق ومصر، كي يُجيّرها إلى أصوات في صندوق الانتخابات المبكرة، التي لم يعد يرى سواها حلاً لإعادة تعويم ذاته "السلطانية"، والقبض على البرلمان والدولة والشعب والأمة والماضي والحاضر والمستقبل، وهو أيضاً، أي وهم الرهانات الفاشلة، الذي يدفع بواشنطن بعد أن راهنت على نصر إرهابيي "داعش" في المنطقة، على الرهان الآن على نصر على "داعش"، يساعد أوباما في معركته الداخلية المتمثلة، بتسويق قبوله للتفاهم النووي كعمل مسؤول، وبتعزيز موقع الديمقراطيين في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وهو نصر لن يتم، كما تقول الحقائق الباردة أيضاً، سوى بالتخلي عن ازدواجية المعايير من أجل المكافحة الفعالة لتنظيم "داعش" الإرهابي، واعتبار الرئيس بشار الأسد شريكاً فيها.. ، كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. في العام 2013 أوجز صحفي تركي مرموق، وبجملة بليغة واحدة حال بلاده في ظل الوهم السلطاني الأردوغاني بحكم سورية قائلاً: "لقد تحوّلت سورية من مجالٍ لترجمة أحلام تركيا إلى مقبرة لهذه الأوهام"، وهي جملة تنطبق على الكثير من الدول الأخرى التي يجب أن يخرج من بين عقلائها من يقول للواهمين: "إنه وهم الحزم يا عزيزي"، ومن أجلكم وأجل عروشكم حان الوقت للتعامل، الصادق لا المنافق، مع الوقائع والحقائق كما هي وإلا.... مركز الإعلام الالكتروني |
||||||||
|