وجهات نظر

سورية فسيفساء المنطقة والعالم

عبد اللطيف عمران


تحت عنوان "ما بين الشعبي والرسمي في الأزمة" كتب عبد اللطيف عمران مقالاً في صحيفة البعث تحدث فيها عن المبادرات الشعبية والرسمية ودورها في الأزمة السورية.
يقول الكاتب: بدأت تلوح في الأفق ملامح تغيّرات واعدة في المناخ العام للأزمة التي تعيشها البلاد.. تغيّرات بمثابة انعطافات إيجابية أنتجها وعي الشعب السوري.
وبدأت تتجه إلى سورية وفود شعبية ورسمية من الغرب والشرق، الواقع, وبالمحصّلة صار الاعتراف بخطر الإرهاب التكفيري الجوّال والعابر للحدود واقعاً لا مفرّ منه.
إذاً، لا بد من التوجه إلى سورية، فطعم كل شيء فيها مختلف, فسيفساء المنطقة والعالم.
لكن، هل من مراجعة نقدية داخلية شعبية ورسمية؟
ويتابع.. في الواقع هذه المراجعة ناجزة ومستمرة منذ أول يوم من الأزمة – مثالها الساطع كلمتا الرئيس الأسد في 30 آذار 2011 أمام مجلس الشعب، و20 حزيران 2011 على مدرج جامعة دمشق – فقد أدت الأزمة لا شك إلى خسائر فادحة مادية ومعنوية على مختلف المستويات، لكنها بالمقابل أنتجت مبادرات فردية واجتماعية صادرة عن وعي وطني وانتماء أصيل جسّدت القدرة على إعادة تشكيل المجتمع الوطني العروبي من جديد.
لا شك، حدث في البداية ارتباك شعبي ورسمي، لكن المجتمع السوري طوّر أثناء الأزمة استجابات جديدة وفاعلة، فظهرت قوى وتيارات وطنية مؤيدة ومعارضة بما فيها من أحزاب وجمعيات وهيئات… لها جذور راسخة في التراث الوطني والعروبي السوري.
ويضيف الكاتب: وفي مقابل هذا التكامل الإيجابي أفرزت الأزمة مظاهر سلبية أثارت السخط الشعبي، والاضطراب الاجتماعي جراء الفساد الإداري والاتجار بالأزمة.
وقد كان البعثيون متميزين في جرأة طروحاتهم ومناقشاتهم لهذه المظاهر، ولاسيما في مؤتمرات مؤسسات الحزب السنوية التي ناقشت فيما ناقشت التكامل، والمفارقة مابين الشعبي والرسمي في الأداء الوطني خلال الأزمة، وقد عبّرت قيادتهم في لقاءات أعضائها أنها مقبلة من هذا المنطلق على مراجعة تنظيمية ستنتج تغييراً واعداً على أساس الدور الاجتماعي، والأداء الوطني خلال الأزمة التاريخية, والحزب الحاكم دستورياً مؤهل بل مطالب بقيادة تغيير مرتقب ناجح وأوسع.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=17951