نافذة عالمية

الاستخبارات البريطانية .. عودة مئات المقاتلين من سورية والعراق إلى المملكة المتحدة


الإعلام تايم
حذر ريتشارد باريت الرئيس السابق لجهاز مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات البريطاني M16 وهو أحد كبار المسؤولين في جهاز الاستخبارات البريطاني أمس السبت من عودة المئات من المقاتلين المحترفين في سورية والعراق إلى المملكة المتحدة،و من بينهم العديد من  الجهاديين المتطرفين العازمين على شن هجمات إرهابية هناك، الأمر الذي يترك جهاز الاستخبارات البريطاني أمام مهمة "مستحيلة" في محاولته لتعقب هؤلاء. وتأتي هذه التحذيرات وسط ازدياد المخاوف حول التهديدات التي تشكلها عودة المقاتلين الأجانب والمنخرطين في الصراع الدموي في كل من سورية والعراق.
وأكد باريت في حديثة أن ما يزيد عن 300 مقاتل قد عادوا فعلاً إلى بريطانيا، وأضاف: "أعتقد أنه من المستحيل كلياً مراقبة 300 شخص عن كثب، بل يكاد يكون مستحيلاً مراقبة ثلث هذا العدد"
وفي آخر التطورات التي تؤكد صلة بعض المواطنين البريطانيين بالإرهاب الدائر في المنطقة، بث شريط فيديو مصور يظهر فيه المواطن البريطاني ناصر مثنى البالغ من العمر 20 عاماً وهو طالب في كلية الطب وأحد البريطانيين الذين التحقوا بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في سورية.
ويظهر إلى جانب ناصر الذي يحث المقاتلين على "الجهاد في سبيل الله ورسوله" مواطنين بريطانيين اثنين، و اثنين آخرين من استراليا،وهم أصيل، الشقيق الأصغر لناصر والبالغ من العمر 17 عاماً، هو أيضاً أحد المقاتلين الأجانب في سورية.
ويؤكد باريت في التقرير الذي شارك بإعداده ونشره الشهر الحالي بأن الحرب السورية "ستكون حاضنة لجيل كامل من الإرهابيين، حيث بلغ عدد الأجانب الذين ذهبوا للقتال في سورية 12،000 مقاتل، أي أكثر بنحو 2000 مقاتل ممن ذهبوا للجهاد ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان على مدى عقد كامل من الزمن، وأن من يقاتل مع المعارضة السورية  أتوا من أكثر من 80 دولة حول العالم".
ويشير التقرير إلى أن الأعداد الحقيقة للمقاتلين الأجانب في سورية تفوق بكثير الأرقام الرسمية التي تميل إلى التقليل من شأن الأعداد الحقيقة وذلك لأن " الكثير من المقاتلين الأجانب الراغبين في الحفاظ على سرية أنشطتهم يواجهون صعوبات في الذهاب إلى سورية دون أن ينكشف أمرهم، حيث يمكنهم إخفاء هويتهم الحقيقية هناك"
ويرى باريت أن واحداً من بين 9 مقاتلين أجانب قد يميل إلى تنفيذ هجمات إرهابية في بلده الأم. وإذا ما تم تطبيق هذه النسبة على التقديرات الحالية لعدد المقاتلين الأجانب في سورية فإن ما يقارب 1300 شخص يشكلون خطراً إرهابياً على بلدانهم، من بينهم العشرات من البريطانيين.
وفي السياق نفسه، كشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن مخاوفه من عودة الجهاديين لشن هجمات إرهابية في قلب المملكة المتحدة، مؤكداً إلى ضرورة التعامل مع المتمردين في الدول الأخرى، وإلا فإن "المشاكل سوف تضربنا في عقر دارنا" على حد تعبيره.
من جهته أدرج وزير الأمن جيمس بروكينشاير خمس مجموعات مسلحة معنية بالحرب السورية من ضمنها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، مؤكداً على أن سورية أصبحت القبلة الأولى للجهاديين من جميع أنحاء العالم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=9825