نافذة عالمية

" الإرهاب" ذراع العدو في سورية



 
 
لم يكن العالم ينتظر حدثاً يخص فلسطين المحتلة حتى يُظهر الإرهابيون الذي ادعوا على مدى عقود وباختلاف أسمائهم نياتهم الحقيقية، ويرى جو غانم في مقال نشره موقع الميادين أن المتحدث الرسميّ باسم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو حذيفة الأنصاري خرج في الأسبوع الأول من كانون الثاني الفائت وبعد دخول "طوفان الأقصى" شهرها الثالث ليوجّه خطاباً إلى عناصر التنظيم ومجموعاته في المنطقة والعالم.
 
وقال غانم: وكما هو متوقع بالطبع، لم يحض الأنصاري أتباع التنظيم ومريديه على مساندة المقاومة الفلسطينية التي تواجه وشعبها في قطاع غزة وعموم الداخل المحتل، حرب إبادة يشنها الاحتلال الإسرائيلي، ولم يحرضهم بالتأكيد على استهداف القوات الأميركية أو إشغالها وزيادة الضغط على واشنطن التي تؤمن الدعم الكامل للعدو الإسرائيلي في معركته تلك، وفي حروبه كلها ضد الفلسطينيين وشعوب المنطقة، بل تناول المعركة الجارية في غزّة بكلامٍ عام بشأن قتال "اليهود" ومن والاهم. ولم يشذّ الأنصاري، على هذا الصعيد، عن الكلام الإنشائيّ بشأن فلسطين وقضيتها، والذي اعتادت تلك التنظيمات استخدامه لاستمالة أصحاب الفكر التكفيري، والزجّ بهم في معارك مدمّرة هدفها استنزاف الدول والقوى والفصائل التي تُقاتل الاحتلالين الإسرائيليّ والأميركيّ، استناداً إلى الاستراتيجية الجديدة التي ركّزت عليها إصدارات التنظيم في الآونة الأخيرة بصورة خاصة، والتي تَعُدّ إيران هي "العدو القريب" الذي يجدر مقاتلته مع حلفائه، وإهمال أيّ قتالٍ آخر.
 
وتابع الكاتب: ولأنّ إيران وقوى محور المقاومة، وعلى رأسها سورية، هي "العدو القريب"، ولأنّ هذا "العدو" انخرط بقوة في معركة إسناد المقاومة الفلسطينية وشعبها، منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، كان لا بُدّ لـ "الاستراتيجية الداعشية" من أن تتماهى بقوّة، كما دائماً، مع الاستراتيجيات الأميركية – الإسرائيلية، التي تستهدف ضرب قوى المقاومة وإشغالها عن معركة فلسطين، وبالفعل، تكثفت هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي على الأراضي السورية، بصورة كبيرة جدّاً، منذ بدء المعركة في قطاع غزة. ولا يكاد يمر يوم واحد من دون أنْ تعمد جماعات التنظيم إلى مهاجمة مواقع ونقاط للجيش العربي السوري وفصائل المقاومة في البادية السورية، أو زرع العبوات في طرقات العربات العسكرية والمدنية، والتي أسفرت، خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، عن استشهاد عشرات الجنود والمدنيين السوريين، أو مهاجمة الرعاة والفلاحين الذين يقصدون البادية في موسم حصاد "الكمأة" وقتلهم بدمٍ بارد، والواقع أنّ تلك الجماعات تنطلق في جميع هجماتها من منطقة "التنف"، حيث قاعدة الاحتلال الأميركي الأكبر.
 
وأضاف الكاتب: وإذ غيرت معركة "طوفان الأقصى" الوضع في المنطقة كلها، خصوصاً بعد انخراط جميع قوى المقاومة، وصولاً إلى اليمن، فيها، وبدأت القواعد الأميركية تتلقى الضربات اليومية في سورية والعراق، فإنّ واشنطن دفعت تنظيم "داعش" إلى الانخراط بدوره، بصورة قويّة، في هذه المعركة، عبر استخدامه على صعيدين متوازيين، أهمّهما ضرب قوات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة في سورية والعراق وإيران، من أجل إضعافها وإشغالها عن معركة "طوفان الأقصى"، وثانيهما استغلال نشاطه المتصاعد الجديد، سياسيّاً وإعلاميّاً، والقول إنّ واشنطن لا تستطيع سحب قواتها من سورية، لأنّ التنظيم الإرهابي عاد إلى النشاط بعد إعلان هزيمته في عام 2019. وبالتالي، فإن هدف الولايات المتحدة من إرسال قواتها إلى سورية، وهو "القضاء على الإرهاب"، لم يتحقّق بعد. وعليه، لا جدوى في هذا النقاش بشأن الانسحاب الآن.
 
وختم الكاتب: في خضمّ هذا كلّه، يخوض أفراد الجيش العربي السوري مع فصائل المقاومة والطيران الروسيّ معارك حقيقية يومية على طول البادية السوريّة، يحققون فيها نتائج عسكرية كبيرة، لكنّ خطر التنظيم قائمٌ فعلاً، والواقع أنّ تحقيق هدف هزيمته النهائية، يتقابل، إلى حدّ كبيرٍ، مع تحقيق هزيمة كيان الاحتلال الإسرائيليّ، إذ يقتضي القضاء على الوكلاء، هزيمة الأصيل الداعم (الاحتلال الأميركيّ)، أو إضعافه، وصولاً إلى طرده من المنطقة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=97348