نافذة على الصحافة

صحيفة أمريكية: انسحاب القوات الأميركية في سورية والعراق يجب أن يبدأ


تساءلت مجلة فورين بوليسي الامريكية عن جدوى بقاء القوات الأمريكية في المنطقة بعد أكثر من 100 من الهجوم على تلك القوات  منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة, وتسأل المجلة  في تقرير عما "إذا كانت مخاطر الحفاظ على هذا التواجد تفوق فوائدها المتبقية".. وقالت ان "إبقاء القوات منتشرة لا يعزز أمن الولايات المتحدة بل يعرضها لخطر أكبر".
 
 الهجوم الأخير  الذي وقع في على قاعدة  للقوات الأمريكية في الأردن كان بمثابة دعوة للاستيقاظ، فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، قامت فصائل المقاومة العراقية  باستهداف القوات الأميركية في سورية والعراق بعشرات الهجمات عبر المسيرات والصواريخ والقذائف بهدف إيقاف واشنطن دعم الحرب التي تقودها "إسرائيل" وقد خلفت هذه الهجمات العديد من القتلى في صفوف  القوات الأمريكية  والإصابات الدماغية، كما قتل  مقاول أمريكي وسقط ستة أفراد أمريكيين آخرين تم نشرهم في سورية جرحى في آذار من العام الماضي. 
 
 
لماذا هم هناك؟ 
 
يخضع الوجود الأمريكي في العراق لعدة عوامل، على رأسها الاتفاقية الأمنية التي وقعتها حكومة المالكي مع الولايات المتحدة عام 2009، بالإضافة لما فرضه الواقع عام 2014 إبان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على أجزاء واسعة من البلاد، ما دفع واشنطن لإنشاء تحالف لحرب التنظيم، وإرسال قوات إضافية للعراق.
 
كما يعتبر تواجد القوات الأمريكية في العراق حلقة من سلسلة علاقات تضبط الوضع في العراق بالنسبة للحكومات المتعاقبة ببغداد، التي طالما حاولت الإبقاء على توازن علاقتها مع واشنطن وطهران في ذات الوقت. 
 
وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق لتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية، لمنع عودة تنظيم داعش، بالإضافة لمئات العسكريين من دول أخرى أغلبها أوروبية في العراق يعلمون ضمن التحالف.
 
يعتبر صانعو السياسة في البيت الأبيض والبنتاغون أن الوجود الأمريكي في العراق وسورية ضروري لقمع تنظيم داعش. وبالتالي فإن القوات العسكرية تخدم غرضا في البلاد، وأي قرار بالانسحاب يجب أن يكون حذرا.
 
لا توجد طريقة مجدية ل 2500 جندي أمريكي لمساعدة العراق ضد تنظيم داعش دون موافقة وتعاون صريحين من الحكومة في بغداد. نفس الشيء بالنسبة لما يقرب من 900 جندي أمريكي في سورية يعتمدون على دعم الوجود العسكري الأمريكي في العراق والدول المجاورة.
 
 
على الولايات المتحدة أن تبدأ الاستعدادات للانسحاب
 
 لقد انتهى عصر زيادة القوات والقتال الأمريكي النشط. مع انخفاض تهديد تنظيم داعش العالمي بشكل كبير، انخفضت الهجمات بأكثر من النصف مقارنة بعام 2022. إن الفائدة العملياتية التي تقدمها القوات الأمريكية للشركاء العراقيين ببساطة لا تستحق المخاطرة بالتصعيد إذا قتلت القوات الأمريكية.
 
يجب على الولايات المتحدة أن تبدأ الاستعدادات لسحب غالبية قواتها من العراق من أجل تقليل خطر إشعال حرباً أكبر مع الولايات المتحدة من خلال استهداف الجنود الأمريكيين. 
 
هذه عملية ستستغرق وقتاً ولكن تأخيرها لن يؤدي إلا إلى تفاقم مخاطر البقاء. يجب استبدال مجموعة مخفضة بشكل كبير من المستشارين والمشغلين الخاصين المتمركزين في مكتب التعاون الأمني في العراق في بغداد. ويمكن لمهمة محدودة تحت قيادة القيادة المركزية الأمريكية أن تساعد في التدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع معظم وحدات النخبة في العراق. لكن عملية الانسحاب يجب أن تبدأ ويجب أن تؤدي إلى تطبيع البعثة الدبلوماسية الأمريكية في البلاد.
 
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=97108