تحقيقات وتقارير

أليس الصبح بقريب؟


خاص | الإعلام تايم 

 

أعادت ساعات الفجر الأولى للسابع من تشرين الأول ذكرى السادس من تشرين بكل ما تحمله في الوجدان العربي.. لم يكن العدو الصهيوني يتخيل وفي "أقصى" أحلامه أن يجرفه طوفان الغضب الذي أعلنته المقاومة الباسلة في فلسطين، ربما تجرفنا هنا المشاعر نحن أيضاً -ومعاذ الله أن نشبه أنفسنا بهم- وغالينا في تخيلاتنا عن الغد القادم، لكن خمسين عاماً من الاحتلال أزاحت ضبابَ قسوتها القذيفةُ الأولى التي أُعلن بعدها وبالفم الملآن أن الصبح بات اليوم أقرب من أي يوم آخر.

على مدار الصراع العربي الصهيوني لم يستيقظ كيان العدو على مفاجآت جعلت قواته تختفي تماماً عن وجه الأرض، مستعمرات وطّن فيها العدو من استقدم ليحتل أرض فلسطين باتت خاوية على عروشها من الصهاينة، لا يسمع فيها سوى صوت المقاومين يكبرون ويحمدون الله على لحظة طال انتظارها.


لا يخفي المشهد العظيم الذي زين الشاشات أجمعها مشاعر آلاف السوريين الذين لم ينته حدادههم بعد على أبنائهم من الكلية الحربية في حمص... لكنها فلسطين، كيف لا يفرحون، وهي قضيتهم؟ لا نلقي الشعارات أو نرددها هنا، بل إن كلامنا يصوغه السوريون الذين تسمروا أمام هواتفهم أو شاشات التلفزة وهم يتابعون بكل فخر ما قد يعزيهم في مصابهم الجلل، وهللون لك إنجاز وكل خبر، حتى أن بعضهم نزل إلى الشارع فرحاً وراح يوزع الحلوى... حلوى نصرة الأقصى والشعب المظلوم وحلوى نصرة سورية والأرض المظلومة.

آلاف الصواريخ وصفارات الإنذار ومئات القتلى الصهاينة وآلاف المصابين، مفقودون ونازحون مما يعتقدون أنها منازلهم، مشهد تعرفه العرب جيداً، والفلسطينيون خاصة، ترك سلطة الكيان وجيشه الواهن في تخبط وضياع، ثم صمد المقاومون حتى اليوم التالي وما فاض طوفانهم، لتُمطر مستعمرة "سديروت" 100 صاروخ رداً على استهداف البيوت الآمنة داخل قطاع غزة.

لا يملك الكيان إلا أن يلطم جبهته وجبهة الداخل مشتعلة، تلاقيها جبهة الشمال، حيث تدب المقاومة اللبنانية الذعر في قلوب المحتلين، الذين لهم من حرب تموز ألف ذكرى، ولا يزال صوت المقاومين يرن في آذانهم: إن عدتم عدنا.

تصدح الحناجر مجدداً: من دمشق هنا فلسطين كل فلسطين، ولا يسعها إلا أن تقول كيف يقاوم طفل دبابة بحجر، ويهرب أفراد جيش يقال إنه أقوى جيوش العالم مذعورين خائفين، صدق من قال: أوهن من بيت العنكبوت. 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=95982