تحقيقات وتقارير

عشائر الجزيرة تلوِّح بالمقاومة الشعبية..السيناريو الذي تخشاه واشنطن


الإعلام تايم - كنان اليوسف

 

على وقع التحشيد الأمريكي في منطقة الجزيرة السورية، تبرز على الساحة هناك مواقف من العشائر والقبائل لوحت فيها بتفعيل المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال الأمريكي وممارساته مع مرتزقته التي ضاق بها ذرعاً سكان المنطقة، من نهب للثروات وترويع للسكان ومصادرة للأراضي الزراعية والمحاصيل.

 

السيناريو الأسوء لأمريكا

 

رأى الكاتب والباحث السياسي الدكتور سليم بركات في تصريح للإعلام تايم أن سيناريو المقاومة الشعبية هو أكثر ما يخيف الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتادت خلق الأزمات في المنطقة والعالم دون محاولة إيجاد حلول لها، في محاولة منها لاستعلال هذه الازمات لأبعد حد، منوها إلى  أن واشنطن  اليوم تعتاش على النهب والسرقة في الشرق السوري وعليه بات السؤال الملّح على السكان هو إلى متى هذه الممارسات ؟، من هنا بدأت المقاومة الشعبة تأخذ بعدا جديداً في مواجهة هذه الممارسات الأمريكية وهذا هو الأمر الطبيعي".

 

وتابع بركات "على المقلب الآخروفي الوقت الذي تعمل فيه الإدارة الأمريكية على التصعيد في الشرق السوري كمحاولة لتفتيت محور المقاومة، يجد هذا المحور نفسه هو المعني أولاً في المواجهة مع الولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة .. من هنا فإن المقاومة التي بدأت في الجزيرة السورية ممثلة بالعشائر وأهالي المنطقة تأتي في هذا الإطار وأحد عناوين المواجهة من قبل المحور ضد السياسات الأمريكية."

 

وأشار الباحث بركات إلى أن "الخيارايات الأمريكية أمام هذا التحرك الشعبي هي خيارات محدودة للغاية،  فهي لن تكون قادرة على الدخول بمواجهة مباشرة مع أطراف المحور، وإنما قد تفضل المواجة بعملائها وميليشياتها من قسد وغيرها من التحالفات الجديدة التي انشأتها مؤخراً مع فصائل من المكون العربي مثل ما سمي بقوات الصناديد او ما يطلق عليه "جيش سوريا الحرة".

 

المقاومة الشعبية ليست وليدة اللحظة

 

إن هذه التجربة التي تخوضها الجزيرة السورية هي غاية بالأهمية لا سيما في هذه المرحلة في ظل الحشود الامريكية عسكرياً في إطار مشروع قديم جديد يتمثل في محاولة السيطرة على كامل الشرق السوري ووصل منطقة التنف مع منطقة الجزيرة السورية وهذا التحشيد يقابل اليوم بحالة من النضوج للمقاومة الشعبية بالتوازي مع الجيش العربي السوري والقوى الحليفة له ضمن تلك المنطقة، وبالتالي يكون التعويل كبير على هذه التجربة في تغيير موازين القوى وقواعد الاشتباك على الأرض في الشرق السوري، الذي يمتلك أهم ثروة نفطية وغازية إلى جانب ثرواته الزراعية وما تشكله من ثقل اقتصادي هام، مع الإشارة إلى أن المقاومة الشعبية في تلك المنطقة ليست وليدة اللحظة وإنما انطلقت منذ سنوات من خلال استهداف المصالح الأمريكية في الشرق السوري وكذلك القواعد في حقلي "العمر وكونيكو"، ما يشير إلى أن المرحلة القادمة مرشحة لمزيد من هذه العمليات النوعية لإحباط المخطط الأمريكي  في وصل قاعدة التنف في الجنوب بمنطقة الجزيرة السورية في محاولة لقطع خطوط التواصل بين سورية والعراق وصولاً إلى إيران وباقي دول آسيا منها الصين كهدف اقتصادي وهدف جيو سياسي هام، إضافة إلى منع الدولة السورية من الوصول الى الجزيرة السورية التي تحتوي على أكثر من 65 بالمئة من النفط والغاز في سورية وكلها يتم نهبها من قبل الاحتلال الأمريكي الذي يسعى لترسيخ هذا الواقع وفرضه لكنه، يصطدم اليوم بالمقاومة الشعبية التي لن تسمح بتمرير هذا المخطط الأمريكي، وتجربة الحرب التي خاضها محور المقاومة ضد تنظيم داعش لا تزال ماثلة أمام الأمريكي في  سورية والعراق و فشل مشروعه الذي قام على داعش، بفضل المقاومة والتنسيق السوري مع الحلفاء في روسيا وايران .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=94797