أحوال البلد

مشوح: تفرد معلولا بحضارتها جعلها هدفاً للعدوان والتخريب


الإعلام تايم
أقامت المديرية العامة للآثار و المتاحف صباح اليوم الأربعاء فعالية ثقافية تحت عنوان "معلولا التاريخ – الواقع الآفاق" في القاعة الشامية بالمتحف الوطني و ذلك برعاية وزارة الثقافة و بالتعاون مع محافظة ريف دمشق و بمشاركة الجهات المعنية في قضايا التراث الأثري.
ابتدأت الفعالية بوقوف دقيقة صمت وأنغام النشيد العربي السوري، ثم البدء بعدة كلمات للمشاركين تحدثوا فيها عن أهمية معلولا التاريخية مستعرضين خلال حديثهم الآثار الموجودة في تلك البلدة وأهميتها،وبعدها تم استعراض ما حدث من دمار وتخريب على يد المجموعات المسلحة التي طالت كل مكان دون استثناء من بيوت ومعابد وصولاً إلى قبور الآباء القديسين التي نكشت ونكل بها، وتم عرض فيلم توثيقي عن هذه الأعمال الهمجية.
وقالت وزيرة الثقافة لبانة مشوح في كلمتها: إن "معلولا مدينة ليست كسائر المدن السورية بل تكاد تكون متفردة بخصائصها عن سائر مدن العالم، متفردة بتاريخها وبكهوفها وبمواقعها الأثرية، متميزة بأديرتها ومغاورها ونقوشها ومدافنها وبقايا معابدها التي ترجع إلى القرن الميلادي الثاني، متميزة بالكتابة التي ظهرت فيها منذ الألف الثالث ق.م، متفردة بلغتها الآرامية التي ولدت على أرض سورية و مازال أهلها يتكلمون بها متعهدين بالتمسك بها ونقلها إلى أبنائهم وأحفادهم، متفردة باحتضانها الجميع مسلمين ومسيحيين.
وتابعت مشوح "لعل تفردها هذا، هو ما جعلها هدفاً للعدوان والتخريب، فأعمال التنقيب التي جرت سابقاً وإبراز أهم معالمها من مواقع ومباني والتوثيق الأضرار التي لحقت بمواقعها ومبانيها المسجلة أثرية ، واستعراض مشاريع الترميم التي تتشارك فيها الجهات الرسمية والمجتمع الأهلي إنما هي الخطوة الأولى لإعادة الأمور إلى نصابها في هذه المدينة الساحرة وبلسمة جراحها".
وفي تصريح خاص لموقع الإعلام تايم عن سبب إقامة الفعالية في دمشق عوضاً عن معلولا أوضحت مشوح أن "  جزء كبير من الأهالي لم يعودوا بعد، إذاً ما الفائدة من إقامة هذه الفعالية العلمية والثقافية و التي تتحدث عن وثائق تاريخية ومكتشفات ذات قيمة أثرية، في مكان لا تتوفر فيه التجهيزات الفنية والتقنية والبنى التحتية، فالأولى أن تقام في مكان مؤهل لذلك في ظل حضور حشد غفير وأسر تنتمي إلى معلولا و فنانين ومصورين ضوئيين، ونحن كوزارة ثقافة نسعى لإقامة هذه الورشة في معلولا قريباً".
وعن اللغة الآرامية وإمكانية تدريسها في المناهج السورية قالت مشوح:" بموجب مرسوم من السيد الرئيس أقامت جامعة دمشق معهد لتدريس اللغة في معلولا وكان وما زال مرتبطاً بالمعهد العالي للغات، لكن الأزمة قللت من عدد الدارسين والأساتذة،و المعهد العالي يقيم دورات للغة الآرامية في دمشق إلى أن تعود الأمور إلى نصابها في معلولا، ولا إمكانية لإدراجها في المناهج لأنها تحتاج لطاقات بشرية وإمكانيات وهي غير متوفرة حالياً".

وتحدث الأب مكاريوس قلومة عن الأهمية الروحية لتلك البلدة بادئاً كلمته بالتمني " كنت أتمنى لو كان الشيخ محمود دياب عضو مجلس الشعب موجوداً معنا ليرى ويسمع ما حل بالبلدة"، محملاً إياه جزءاً مما أصاب معلولا،كما تطرق إلى موضوع الشهداء الثلاثة الذين قتلوا على أيدي المسلحين منذ اللحظة الأولى لإقتحام معلولا " هؤلاء هم شهداء الإيمان وقد تم رفع ملفهم إلى الفاتيكان للنظر في موضوعهم، فنحن في هذا الزمن الحديث نفخر بأن لنا شهداء ضحوا بأنفسهم من أجل إيمانهم".
وفي حديثه عن المخطوفين أرسل الأب مكاريوس رسالة تمني إلى الحكومة عبر وزيرة الثقافة ومحافظ ريف دمشق بأن تعمل الدولة بكافة جهودها للإفراج عنهم.
و في تصريح خاص لموقع الإعلام تايم عن ملف المخطوفين الستة من أبناء معلولا قال: " منذ اللحظة الأولى لإختفاء الشباب، مازلنا نقوم بدورنا في السؤال عنهم وعن مكان تواجدهم، فإلى اليوم لم يأتينا جواب شافي من قبل الخاطفين فيما يريدونه مقابل الإفراج عنهم".
أما عن المسروقات من المقدسات التي تم سرقتها من الأديرة قال الأب مكاريوس ل" الاعلام تايم" : " نعمل بالتفاوض مع الجهات السارقة على إعادة جميع المقدسات التي نهبت من الأديرة والكنائس ويقال أنها في منطقة على الحدود السورية اللبنانية"، مستنكراً إطلاق حملات فردية لجمع الأموال والتبرعات لإعادة الإعمار لأن هناك مرجعيات موكلة من قبل الكنيسة وهذا دورها وهي تقوم به على أكمل وجه.
كما تضمنت الفعالية تراتيل باللغة الأرامية ومشاركة شعرية من أهم الشعراء في تلك البلد  بالإضافة إلى رؤية فنية لمعلولا بعيون الفنانين التشكيليين، وبمجموعة من الحوارت والتوصيات.

سوزانا القطيش – ربى شلهوب

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=9454