أحوال البلد

الملتقى الأول للإعلام الطفولي يوصي بوضع سياسة إعلامية تربوية موجهة للطفل


أوصى المشاركون في ختام أعمال الملتقى الأول للإعلام الطفولي أمس الخميس بوضع سياسة إعلامية تربوية موجهة للطفل تأخذ بعين الاعتبار الخصائص التربوية والنفسية لوعي الطفل وتراعي قيم الانتماء والمواطنة وتعرف الطفل السوري على مفردات الصراع العربي الصهيوني.
ولفت المشاركون إلى ضرورة إنتاج مجلات وكتيبات وقصص خاصة بالطفل توزع بأسعار زهيدة في المدارس بإدارة منظمة طلائع البعث وتفعيل الدورات التدريبية حول مهارات التواصل مع الطفل وزيادة عدد المستفيدين منها وتوسيع دائرتها لتشمل الأهل والمعلمين وتخصيص رسائل وبرامج تلفزيونية حول الية التعامل مع الطفل ولا سيما في أوقات الأزمات.
وطالب المشاركون بعدم الاكتفاء بالتوجه للأطفال عن طريق برامج الأطفال والعمل على تنفيذ دورة إعلامية متكاملة تشمل فلاشات أو إعلانات أو مقاطع فلمية قصيرة تعرض بشكل متكرر ومستمر.
وتحدثت الدكتورة رآفات أحمد اختصاصية التشخيص والعلاج النفسي في محاضرتها عن دور الإعلام في تربية وثقافة الأطفال في ظل ما يروه يوميا على شاشات التلفزة المغرضة التي تعمل على تنمية الحس العدواني لدى الطفل وتخلق لديه الاعتياد على فكرة القتل والعنف تحت مسميات خادعة كالدفاع عن الخير والمظلومين، وحذرت الاختصاصية أحمد من الأثر السلبي الذي تتركه القنوات الإعلامية على الطفل كعدم تنظيم يوم الطفل وانتفاء أهمية الوقت بالنسبة له واكتسابه للفوضى وتبلد الشعور والتفكير داعية القائمين على وسائل الإعلام للتطرق إلى كل الظواهر السلبية .
وتحدث الدكتور سليمان كاسوحة اختصاصي علم نفس التواصل ومدرس في جامعة دمشق في محاضرته حول طرق التواصل مع الطفل أثناء الأزمة حيث شدد على ضرورة أن يؤمن الطاقم التربوي البيئة الآمنة والداعمة للأطفال ليشعروا بالأمان إضافة لمنحهم أوقات استراحة متعددة وتغذية تساعدهم على استعادة توازنهم.
وبين الدكتور كاسوحة أن الأزمة تترك أثرا على المعلمين أيضاً حيث تزداد مصادر الضغط كالأذيات الفيزيولوجية وفقدان المأوى والخدمات العامة وفقدان الأهل أو الأقارب والفقر المتزايد ويصبح لديهم احتياجات فيزيولوجية ونفسية واجتماعية أكبر، ونصح بمساعدة الطفل على التعرف على حاجاته وتحديدها وإعادة ترتيب اولوياته وعلى التعبير عن مشاعره وقبولها واحترامها والإصغاء بهدوء والانتباه بدلاً من الأسئلة والنصائح وتقبل مشاعر الأطفال بدل إنكارها ومساعدتهم على تسمية هذا الشعور بدلا من الشرح والتفسير مؤكدا أن المشاعر لا تناقش ولا تخضع لثنائية "الخطأ والصواب أو ثنائية الصدق أو الكذب".
وكان الملتقى الوطني الأول للإعلام الطفولي واصل أعماله لليوم الثاني بمناقشة محاور تتعلق بإعلام الطفل في مرحلة الأزمة والخصائص النفسية والاجتماعية للأطفال ومدى تأثرهم بوسائل الإعلام ومهارات التواصل معهم أثناء الازمات ودور الاعلام في تربية وثقافة الطفل.
وتطرق المحاضر الدكتور مجدي الفارس الاختصاصي في علم النفس الإعلامي إلى الإعلام الطفولي في مرحلة الأزمة ووسائل الاتصال الحديثة في جعل المعلومات معروفة ومفهومة لدى المرسل اليه حتى تحدث تفاعلا معه مبينا أن وسائل الإعلام وخلال تغطيتها للأزمات التي تحدث في المجتمعات تفقد الأطفال شخصيتهم وغالبا ما تصورهم كفئات عاجزة علما أن الطفل أقوى وأذكى من الواقع بكثير.
ولفت الفارس إلى أن وسائل الإعلام باتت تشكل مادة داعمة في التثقيف والتربية إلى جانب دور الأسرة والمدرسة داعيا الى تغيير إيقاع برامج الأطفال على القنوات السورية لما "تعانيه من إهمال وضعف" عازيا ذلك الى عدم وجود إعلام متخصص بتقديم وإنتاج برامج خاصة بالأطفال ذات معنى وفائدة وبشكل متطور وحديث.
من جهته استعرض الدكتور مازن ملحم الاختصاصي في علم نفس الشخصية الخصائص النفسية والاجتماعية للأطفال ومدى تأثرهم بوسائل الإعلام والتي تلعب دوراً كبيراً في تشكيل شخصية الطفل من حيث تشكيل الأنماط السلوكية والخبرات المعرفية مشيرا إلى أن مرحلة الطفولة مرحلة مهمة جدا وسلوك الطفل هو انعكاس لما يتلقاه من الأسرة والبيئة المحيطة ووسائل الإعلام.
وأكد ملحم أهمية دور وسائل الإعلام في تنمية شعور الأطفال بالانتماء للوطن والمحافظة على الممتلكات والأمن من خلال تطوير سلوكهم علن طريق تقديم النماذج الايجابية للأطفال ونقد سلوك اللامبالاة وبعض السلوكيات الخاطئة والتي تشعر الطفل بعدم انتمائه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=943