الحدث السياسي

الأسد: شعار "سوا" سيكون رمز المرحلة المقبلة.. والحوار أساس الولاية الثالثة


الإعلام تايم

أكد الرئيس بشار الأسد أن شعار "سوا" سيكون رمز المرحلة المقبلة، وأن"  ثقافة الحوار وتعويد الناس على الحوار مع الآخر باتت عناوين المرحلة، الأمر الذي تأكدت صوابيته بعد عدد من المصالحات".

وفي حديث لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، قال الرئيس الأسد "صالحنا حَمَلة السلاح وأصدرنا عفواً عنهم، فكيف لا نحاور بعضنا بعضاً، لم تكن مصالحة حمص نتيجة توافق إقليمي ودولي، بل كانت نتيجة الحوار بين الدفاع الشعبي والمسلحين، هؤلاء يعرفون بعضهم بعضاً، يتجاورون في الأحياء، لذلك نجحت المصالحة وتعاملت الدولة باحترام كبير مع المسلحين، رغم الجروح والدماء والأحقاد، وتركتهم يخرجون بعد تسليم سلاحهم ويستخدمون الهواتف ويعيشون حياتهم الطبيعية".

وأعرب الأسد عن قناعته في قدرة الشعب على تخطّي هذه المرحلة السوداء من تاريخ سورية، قائلاً "بقيت ألتقي بالناس والوفود التي تأتي إلي أو أذهب إليها، شعرت منذ اللحظات الأولى لهذه الأزمة التي أدخلوها إلى بلادنا لتدمير سورية أن الناس تثق بالدولة ورئيسها وجيشها، لذلك بقيت أراهن على قدرة هذا الشعب على ضرب جذور المؤامرة، وجاءت الانتخابات لتؤكد أن الناس لم تتغير رغم الإعلام والتجييش والتكفير والإرهاب والتآمر الخارجي".

وعبر الرئيس الأسد عن ثقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان ولا يزال يدعم الموقف السوري لإدراكه بأن ما تعرضت له سورية ليس نتيجة غضب شعبي، وإنما لرغبة دول خارجية بتدمير دورها، رغم خرق هذه الدول لكل القوانين الدولية وحقوق الناس، وتابع الأسد: "إن بوتين أراد عبر دفاعه عن سورية، ليس فقط تأكيد أواصر التحالف القوي بيننا، ولكن أيضاً اعادة التوازن الى نظام عالمي عاش منذ تفكك الاتحاد السوفياتي حتى انتخاب بوتين تحت لواء أحادية القطب المعقودة لأميركا وحلفائها من الغرب الأطلسي".

كما أشاد الرئيس الأسد بالموقف الإيراني وثقته الكبيرة به، مؤكداً أن" موقف الحليف الإيراني صامد لم ولن يتغير، إنما أميركا والغرب هم الذين بدأوا يرسلون إشارات تغيير، صار الإرهاب في عقر دارهم، ثمة أميركي فجر نفسه على الأراضي السورية، وثمة فرنسي من أصل مغاربي قتل يهوداً في كنيس في بروكسيل".

ونوه الأسد إلى محاولة مسؤولين أميركيين حاليين أو سابقين التواصل مع الحكومة، لكنهم لا يجرؤون بسبب لوبيات تضغط عليهم" مشيراً إلى أن الأميركيين أثبتوا أنهم أكثر عقلانية من الفرنسيين رغم اشتراك الجميع بالتآمر، موضحاً أن أحد أبرز أسباب التشدد الفرنسي مالية تتعلق بصفقات مع السعودية وغيرها، مشيراً إلى انتهاء عهد الرئيس نيكولا ساركوزي بفضيحة مالية، تماماً كما كان الحال مع جاك شيراك فكل من تآمر يرحل وسورية باقية ومنتصرة بكل أطياف شعبها وجيشها".

وعن السعودية قال الأسد بأنها الدولة الاقليمية الأكثر استمراراً في عدائيتها لسورية بعد اسرائيل فمنذ قمة بيروت التي طرحت فيها الرياض التطبيع الكامل مع اسرائيل اشتدت الخصومة، كانت السعودية تريد تقديم كل شيء لاسرائيل مقابل لا شيء"، أما بالنسبة لقطر، قال الأسد "قطر لا تزال تدعم وتمول المسلحين، لكنها تسعى الآن إلى التقارب مع ايران، وتعرب عن استعدادات لتغيير شيء من موقفها، لكن الأساس يبقى التنفيذ، شبعنا شعارات، المهم أن توقف السعودية وقطر وتركيا وفرنسا والغرب الأطلسي دعم الإرهاب إذا كانوا فعلاً يريدون تغييراً".

وعن تحديد موعد لنهاية الحرب أشارت الصحيفة إلى أن دعم الإرهاب في سورية هو الذي يدفع الأسد إلى عدم المغالاة في تحديد موعد لنهايتها، قائلاً: "أننا أوقفنا المؤامرة على الصعيد الاستراتيجي، وأن الدولة ستنتصر حتى ولو تطلب الأمر وقتاً للقضاء على كل الإرهابيين، لكن تحديد وقت لنهاية الحرب غير منطقي الآن، الأهم هو أن القيادة والجيش والشعب صاروا على يقين مطلق بأن النصر آتٍ، وحين تنتصر سورية فإن العرب جميعاً والمقاومة يكونون قد أوقفوا أحد أخطر المشاريع على منطقتهم".

أما جواب الأسد عن معارضة الخارج لم يتغير أبداً.. "نحن قلنا أننا مع الحوار وحاورنا أسوأ المسلحين، ولكن ماذا سيقدم الحوار مع معارضة الخارج.. لا شيء، لأنها ببساطة لم تعد تمون على شيء، ليست لها علاقة لا بالناس ولا بالارض، بيعت لها أوهام من دول غربية وعربية فباعت الناس أوهاماً، جاءت الانتخابات لتعريها، ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها، الناس قالوا رأيهم وعلينا احترامه، أما جنيف انتهى لأن الظروف تغيرت".

وحول وساطة المبعوث الدولي لسورية الأخضر الابراهيمي، أشارت الصحيفة بحسسب تعبير الرئيس أن الابراهيمي لم يكن يوماً وسيطاً نزيهاً، ليس الآن فقط، ولكن حتى خلال الحرب على لبنان بقوله كلاماً عن احتمال تحول سورية إلى دولة فاشلة أو إلى صومال ثانية، فثمة شكوك تصل إلى أسباب التعيين الدائم للابراهيمي في المنظمة الدولية، لأنه لا يمكن لعربي أن يحتل مثل هذه المناصب طويلاً من دون رضى أميركي، ولا يمكن لأميركا أن ترضى على من يكون صديقاً لدولة مقاومة كسورية.

 وفي الشأن اللبناني، شدد الأسد على أن "الحليف الدائم والأهم هو الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله"، بنظره، لم يعبر السيد نصرالله يوماً سوى عن تعاطف ودعم لن تنساه سورية ولا السوريون، فخيارات الحليف المقاوم صّب في سياق وقف الإرهاب من لبنان أو التخفيف منه إلى أقصى حد رغم الانقسام الداخلي".

ورحب الأسد بانتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون رئيساً لما فيه مصلحة لبنان أولاً ومصالح علاقات الأخوة، واصفاً إياه بالوطني لا الطائفي والمؤمن بالمقاومة والعروبة.

دمشق - الأخبار 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=9423