تحقيقات وتقارير

خبير بالشأن التركي: لهذه الأسباب فاز أردوغان..وهكذا سيكون الموقف من سورية


خاص|| كنان اليوسف

فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة بعد تغلبه على منافسه كمال كليتشدار أوغلو في الانتخابات التي ذهبت إلى جولة ثانية وحقق فيها أردوغان نسبة الخمسين زائد اثنان بالمئة من أصوات الناخبين الأتراك.
 
وتعليقًا على  هذه النتائج وانعكاس استمرار وجود أردوغان على رأس السلطة في تركيا على سياسة أنقرة تجاه سورية حاور الإعلام تايم الخبير في الشؤون التركية سركيس قصارجيان.
 
 
التقارب السوري التركي بعد فوز اردوغان  
 
رأى قصارجيان أن أردوغان سيمضي قدماً بمسار التقارب مع الدولة السورية ، لأن العوامل التي تدفعه لهذا التقارب ليست فقط داخلية وإن كان سعى إليه قبيل الانتخابات ليكسب ورقة مهمة وقد حصل على جزء من هذه الورقة من خلال الحديث عن خارطة طريق للتطبيع مع دمشق ، ولكن الجزء الآخر من هذا المسار له علاقة بالسياسات الإقليمية وضغوط الحلفاء"، معتبراً أن الضغط  الروسي سيزيد على أنقرة،  إضافة إلى تأثير آخر من الجانب الإيراني وإن كان بدرجة أقل، يضاف إلى كل ذلك الرغبة الخليجية في خفض التوتر في المنطقة ككل وضمان حالة الأمن والاستقرار فيها من أجل إنجاز رؤاها الاقتصادية ، كل هذه العومل تؤشر إلى أن هذا المسار من التقارب سيستمر ولكن قد نشهد بعض المعوقات نتيجة تصلب اردوغان بمواقفه منتشيا بهذا الفوز  الذي لم يكن مضموناً بالنسبة له.
 
هل كان فوزاً متوقعاً..؟
 
اعتبر قصارجيان أنه رغم المؤشرات التي ذهبت نحو فوز أردوغان في الجولة الثانية،  كان من الصعب البت في من سيفوز بالانتخابات، فالنتيجة النهائية أشارت إلى فارق بسيط جدًا ، لذلك لا يمكن القول أن النتائج كانت متوقعة أو أن أردوغان حسم الانتخابات بفارق كبير .
 
وحول العوامل التي حسمت نتيحة هذه الانتخابات لصالح أردوغان بين الخبير في الشأن التركي أن أبرزها تمثل في استخدامه لأدوات الدولة في حملته الانتخابية ، وكأن المعارضة كانت تنافس الدولة التركية وليس حزب سياسي آخر يفترض أن تكون الدولة على مسافة واحدة منه ومنها.
 
وقال في هذا السياق  " لقد رأينا أردوغان الذي رفع الحد الأدنى للأجور والرواتب وكذلك إعفاء المواطنين من فواتير الغاز وخفض عمر الإحالة إلى التقاعد كما أجَّل ديون الدولة من الغاز لروسيا إلى العام القادم،  وبذلك تمكًن من التصرف بجزء من الميزانية العامة ،كما لجأ إلى توزيع سلل غذائية لمتضرري الزلزال باسمه وباسم حزبه رغم من أن تكلفتها كانت من دافعي الضرائب وهيئات تابعة للدولة كهيئة الإغاثة والكوارث أو الهلال الأحمر" مضيفًا أن  "السياسات الخاطئة للمعارضة وقراءتها الخاطئة للمشهد في تركيا والتحالفات المعقدة التي قام بها مرشح المعارضة هي عوامل أخرى إضافية ساعدت في فوز اردوغان".
 
فوز أردوغان وحسابات الاستقطاب داخل تركيا
 
وتوقع الخبير بالشأن التركي "أن فوز أردوغان سيزيد حالة الشرخ في الداخل، وسنرى انشقاقًا شاقولياّ في المجتمع  لأننا نتحدث عن رئيس فاز ب ٥٠ + ٢،١٦ بالمئة مقابل مرشح رئاسي خسر ب ٥٠ ناقص ٢،١٦ بالمئة ، ما يعني أن المجتمع منقسم ، واللغة التي استخدمها أردوغان غداة الفوز في الانتخابات لم تكن لغة جامعة وتهدد بالمزيد من التوتر  داخل المجتمع التركي ما قد يؤدي إلى تنامي مشاعر الكراهية بين صفوف الشعب .
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=93827