نافذة على الصحافة

صفحة جديدة في تاريخ العرب وسورية


يعرف السوريون أن العرب فتحوا صفحة جديدة مع بلادهم تكتب كلماتها بالخط العريض وتؤذن بمرحلة جديدة بعد أكثر من 12 عاماً على الحرب ضد سورية. 
 
العلاقات العربية السورية قطعت شوطاً كبيراً ومن نتائجه إلغاء تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، وأكد علاء حلبي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن وزراء الخارجية العرب لم يستغرقوا وقتاً طويلاً في اتخاذ قرار بإلغاء تجميد عضوية سورية، إذ جاء القرار بعد تحضيرات واتصالات واجتماعات انتهت بمجملها إلى حتمية هذه الخطوة، وبذلك انصب اهتمام المشاركين في اجتماع الأحد على مضمون القرار، والذي جاء في خمسة بنود عريضة، ثلاثة منها ترسخ الآلية التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق خلال الاجتماع الخماسي الذي استضافته العاصمة الأردنية عمان مطلع الشهر الحالي، في شأن تشكيل لجنة لمتابعة القضايا العالقة، سواء لناحية الدفع نحو الحل السياسي للأزمة، أو إنهاء قضية اللاجئين والنازحين، أو معالجة القضايا الأمنية الأخرى. 
 
 
وقال الكاتب: وسع القرار الذي حمل الرقم 8914 دائرة المشاركة في تطبيق مخرجات اجتماع عمان، عبر إدخال "جامعة الدول العربية" ممثّلة برئيسها فيها، إلى جانب وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والعراق ولبنان. كما أنه وضع الخطّة الأردنية، وأفضى ذلك بمجمله إلى الخروج بقرار توافقي، لم يَلقَ أي اعتراض من المشاركين، بإلغاء تجميد عضوية سورية في الجامعة، ليقتصر موقف الدول التي لا تزال تعادي الحكومة السورية على رفض إعادة العلاقات الثنائية فقط، من دون "الخروج عن الإجماع العربي" القائم. وبدا لافتاً في القرار العربي وجود إشارة واضحة إلى جهود الجزائر. 
 
وأضاف الكاتب: أعادت دمشق التي أعلنت عبر بيان رسمي تلقيها باهتمام نتائج الاجتماع التذكير بموقفها حول "أهمية الحوار والعمل المشترك لمواجهة التحدّيات التي تواجهها الدول العربية"، مشددةً على أن "المرحلة القادمة تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبناءً على الصعيدَين الثنائي والجماعي يستند إلى قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية"... وإذ سارعت كل من موسكو وطهران إلى الترحيب بقرار "الجامعة العربية"، فقد أعلنت المفوضية الأوروبية والمملكة المتحدة رفضهما إياه، فيما بدا لافتاً ظهور الموقف الأميركي في صورة أقل تشدداً، عبر الإشارة إلى "تفهم واشنطن لهذه الجهود، وشكها في جدواها"، علماً أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي كان قد أطلع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن على نتائج اجتماع عمان. 
 
وتابع الكاتب: بشكل عام، يمكن القول إن صفحة جديدة من العلاقات السورية – العربية تمّ فتحها بشكل رسمي، لينتقل المشهد العربي من حالة القطيعة إلى الاشتراك في محاولة حل أزمة ساهم سلوك دول عربية عديدة في تعقيدها، وينتقل أيضاً العمل المشترك بين دمشق والعواصم العربية من الحالة الثنائية إلى وضع أكثر شمولية. على أن الخروج بنتائج واقعية على الأرض سيحتاج إلى جهود متواصلة، ووقت طويل، سواء بسبب تعقيدات الوضع السوري والتداخلات الإقليمية والدولية فيه، أو بسبب الدمار الكبير الذي خلفته الحرب. ولعل عملية إعادة الإعمار تعد واحدة من الخطوات الرئيسة التي يجب المضي فيها لتمهيد الطريق أمام خطوات أخرى، من بينها إعادة اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم، والتي شكلت أحد أهم دوافع المبادرة الأردنية.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=93393