تحقيقات وتقارير

عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة بعيون عربية


خاص|| كنان يوسف

شكّلت عودة سورية إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بارقة أمل بالنسبة للكثير من المراقبين العرب، في أن يعود للقرار العربي الدور الفاعل في صياغة شراكة عربية حقيقية، وتوحيد الجهود لتغليب المصلحة العربية على ضوء التغيرات التي تشهدها التحالفات على مستوى العالم والإقليم.
 
 
من اليمن..عودة للتوازن عربياً وإقليمياً
 
رأى الإعلامي والكاتب السياسي اليمني طالب الحسني في تصريح خاص للإعلام تايم أن استرداد سورية لمقعدها في الجامعة العربية تطور مهم وهو انتصار لسورية وللجامعة العربية،لأن إبعاد سورية عن الجامعة هو إبعاد ركنٍ مهم من أركانها، فالوطن العربي لا يمكن أن يكون بلا سورية.
 
 
وأضاف الحسني : نحن عندما نشاهد هذه العودة نشاهد انتصار للجميع ، والمنهزم هو المؤامرة الغربية وأعداء سورية الذين أرادوها أن تبقى بعيدة عن العرب وعن المنطقة و كانوا يريدون لها هوية جديدة، لكنها أثبتت أنها لا يمكن أن تخرج من هويتها القومية العربية وهويتها في المنطقة كدولة وازنة لها موقعها.
 
وأكد الحسني أن سورية تمثل توازناّ مهماّ في العلاقات العربية الإيرانية، من هنا يمكن القول إن عودة سورية إلى الجامعة العربية تعني عودة هذا التوازن خاصة مع الاتفاق السعودي الإيراني.
 
وتابع الحسني " لا يمكن إغفال دور سورية في مقاومة الكيان الإسرائيلي، فموقف سورية وتاريخها في مقاومة هذا العدو لا ينبغي للعرب على الإطلاق تجاهله وتجاهل الصراع العربي الإسرائيلي ودمشق تقف في مقدمة هذا الصراع. 
 
من تونس ...العودة إقرار ضمني بفشل المؤامرات على سورية
 
الباحث السياسي التونسي بلحسن اليحياوي في تصريح مماثل قال: "إن الهرولة العربية تجاه دمشق  إقرار ضمني بصمودها في وجه كل محاولات تطبيعها لتصبح أحد أذرع الكيان الصهيوني في المنطقة الذي كان ولا يزال يحاول تفتيت بلداننا العربية عبر مشاريع ما سمي "بالربيع العربي"، واليوم بعد أكثر من ١٠ سنوات فشل هذا المشروع في سورية بعدما فشل سابقا في تونس وقبلها في مصر. 
 
وأشار اليحياوي إلى أن ما جرى في سورية غير موازين القوى في العالم وأدى إلى ظهور أقطاب جديدة, واليوم تدخل سورية  بهذه العودة مرحلة جديدة قد تكون بوابة لإعادة بناء ما تهدم على أيدي القوى التي عادتها.
 
وأضاف: سورية أثبتت أن توجهها كان سليماً وأن كل يحصل فيها وحولها لم يكن هدفه تحرير الشعوب، وبهذه العودة يُكتب السطر الأول من التاريخ والنظام العالمي الجديد والسطر الأخير من النظام العالمي المتهاوي، وبالوصول إلى نقطة عودة سورية إلى دورها ومكانها الطبيعي في الجامعة نكون قد وصلنا إلى  نهاية المؤامرات التي حيكت حولها والتي كان المراد منها ليس سورية فقطـ، وإنما بقية الجغرافية العربية .
 
من العراق...لسورية دور فاعل في صياغة القرار العربي
 
قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي واثق الجابري "إن ما مر بسورية خلال السنوات السابقة كان مؤلم جدا ومن المؤكد أن كل عربي سيكون فخور بعودتها إلى مقعدها في الجامعة، وستكون فاعلة ومؤثرة بالقرار العربي والدولي، من أجل التوافق على ردع أي عدوان خارجي، كما سيكون من المهم التعاون في المجالات كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
 
وأضاف الجابري أن هذه العودة هي انتصار على القوى التي حاولت أن تقسم وتضعف الشعب السوري لكن بصمود الشعب السوري وقيادته وجيشه وإرادته استطاعت أن تنتصر اليوم وهي محل اعتزاز وثقة لكل عربي .
 
من الأردن..بداية عهد جديد من العلاقات الدولية والإقليمية
 
 
العميد المتقاعد ناجي الزعبي لفت في تصريحه للإعلام تايم إلى أن قرار عودة سورية للجامعة العربية يؤكد صواب موقف سورية التي أبقت يدها ممدودة للأشقاء العرب وللأصدقاء ودعمها للمقاومة الفلسطينية والعراقية واللبنانية ، وتحالفاتها الاستراتيجية الإقليمية والدولية ، وأن الهجمة ضدها لم تفلح في تفكيكها .
 
الزعبي وهو رئيس تجمع إعلاميون ومثقفون أردنيون من أجل سورية، أوضح أن القرار يدحض التهم والفبركات والمؤامرات التي حيكت ضد سورية ويؤكد نهاية دور الإرهاب التكفيري الأصولي واستنفاذ المعتدي الأميركي لكل أدواته ويؤشر لبداية عهد جديد من العلاقات الدولية والإقليمية، وعلى تآكل دور أميركا كمركز للاستغلال والاضطهاد ونهب مقدرات الشعوب وصعود محور التحرر والنهوض والتنمية في العالم كله.
 
من جهته مازن رشيدات النقيب السابق للمحامين الأردنيين نوه في تصريح مماثل إلى أن القرار بأن تكون سورية في مقعدها هو أمر طبيعي، وعبّر عن ذلك بالقول "العرب عادوا إلى سورية وليست سورية من عادت إلى العرب فهم شعروا أن فقدان سورية وخلو مقعدها في الجامعة العربية هو ضرر كبير لهم لذلك هم عادوا لها لأنها المدافع عن حقوق الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحماية المقاومة ودعمها بكل أشكالها ".
 
 
من مصر ...سورية جزء من الأمن القومي العربي والأمن القومي المصري


رأى الكاتب السياسي والصحفي جميل عفيفي أن عودة سورية إلى الجامعة العربية تأخر كثيراً، وكان من الضروري أن لا يتم تجميد عضويتها، لكن وكما يبدو حان الوقت بعد ١٢ عام من معاناة الشعب السوري وخوض الجيش العربي السوري أكبر معركة لهزيمة التنظيمات التكفيرية على أرضه .
 
واعتبر عفيفي أن هذا القرار هو من أهم القرارات التي تم اتخاذها مؤخراً من قبل الجامعة في إعادة سورية إلى موقعها المتميز "، مضيفا أن "سورية لها ثقل كبير في إطار العمل العربي المشترك، لأنها جزء أساسي من الأمن القومي العربي والأمن القومي المصري"
 
وقال عفيفي "هناك ارتباط وثيق بين سورية والدول العربية وبين سورية والقضايا العربية المشتركة لا سيما الدور السوري الفاعل في إطار القضية الفلسطينية، وأيضا التنسيق بين سورية والدول العربية في القضايا الهامة التي تؤثر على استقرار منطقة الشرق الأوسط التي تمر في مخاض كبير ومحاولات تدخل أجنبية لتقسيم دولها وهدم الجيوش الوطنية، ولكن بعودة سورية والعمل العربي المشترك تستطيع الدول العربية ان تواجه كل هذه التحديات".
 
من لبنان.. الدول العربية تريد وتحتاج عودة سورية إلى الجامعة
 
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي مطر أن قرار وزراء الخارجية العرب عودة سورية إلى الجامعة أتى في سياق ضروري وأساسي سيما وأن هناك حاجة كبيرة في الوطن العربي اليوم لإعادة العلاقات بين دوله، وضرورة أن تكون كل هذه الدول مستقرة وتتمتع بسيادتها واستقلالها السياسي وسلامتها الإقليمية.
وبيّن مطر أن هذا القرار أتى نتيجة انتصار وصمود سورية في وجه الحرب الكونية التي شنت عليها، ونتيجة أن الدولة السورية صمدت كل هذه الفترة وتخطت الأزمة وهي تقاتل اليوم من أجل أن تخرج من الأزمة الاقتصادية نتيجة الحصار عليها وهي دولة لها ثقلها وعلاقاتها القوية في الإقليم ولا يمكن الاستغناء عنها.
وحول موجبات هذه العودة وتوقيتها أوضح الكاتب السياسي اللبناني أن هذا القرار أتى لأن الدول العربية ذاتها تريد وتحتاج عودة سورية إلى الجامعة، وبحاجة أن تكون سورية الركن الأساسي فيها، لأن سورية لها باع طويل في تسويات المنطقة والإقليم بالتالي لا يمكن الاستغناء عنها نتيجة تاريخها وجغرافيتها وصمودها وقوة وإرداة شعبها وغيرها من العوامل الأساسية.
واعتبر مطر أن هذا الاعتراف هو اعتراف بقوة الدولة السورية وانتصارها في هذه الحرب وقدرتها على الخروج من الأزمات وأن المنطقة بأكملها لا يمكن أن تستمر ما لم يكن هناك وجود للدولة السورية في جامعة الدول العربية وفي العمل المشترك في كل ما يتعلق بالأزمات أو المشاكل أو العلاقات العربية العربية.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=93370