تحقيقات وتقارير

خبير تونسي للإعلام تايم: سورية والسعودية نحو شراكة استراتيجية..ومكانة سورية لا يمكن تجاوزها


الإعلام تايم || كنان اليوسف 

 

رأى الكاتب والمحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي أن لسورية مكانتها التي لا يمكن لأحد من العرب أن يتجاوزها، وأنه لا يمكن الوصول إلى أمن قومي عربي أو إقليمي دون مد الأيدي لدمشق، وهذا ما بدأ يتضح للكثير من البلدان العربية التي بدأت تعيد العلاقات مع الدولة السورية.

السعودية نحو شراكة استراتيجية مع سورية

وتعليقاً على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إلى السعودية قال اليحياوي في تصريح خاص للإعلام تايم " إن السعودية بلد مؤثر ولديها منافسين في المنطقة والإقليم يمكن أن ينافسونها على دورها في رسم خارطة جديدة للعلاقات بين دول المنطقة، ولذا تسعى لأن تكون سورية حليفاً ومساعداً في استراتيجياتها الجديدة القائمة على صفر أعداء ، وهذا ما يبدو من خلال توجهاتها الأخيرة حيال إيران وتركيا وبقية الدول".


بالأمس تونس واليوم السعودية ما هي الظروف التي قادت إلى هذا التحول العربي نحو سورية؟

رأى اليحياوي أن هذا التغُّير بالموقف العربي بُني أساساً على تحول كبير على مستوى الرؤى الاستراتيجية للكثير من البلدان، وأولى مؤشرات هذا التحول كانت في المؤتمر الصيني العربي الذي عقد في العربية السعودية ومخرجاته التي كانت تتحدث بصورة مباشرة عن ديموقراطية أخرى غير تلك التي تعلبها الولايات المتحدة الأميركية وتريد تسويقها في العالم في محاولة اتضح إنها يائسة لإطالة أمد هيمنتها على النظام العالمي الذي بدأ يتهاوى مع التحولات الدراماتيكية بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وما يتعرض له الاتحاد الأوربي المنهار مع -وقف التنفيذ- وتقلُّص نفوذ الولايات المتحدة الأميركية في العالم وخاصة في آسيا بل وحتى في إفريقيا أمام الصعود الصيني تجارياً واقتصادياً وكذلك الروسي عسكرياً، وقيام علاقات صينية و روسية مع دول القارة السمراء مقابل تراجع النفوذ الأمريكي وكذلك الفرنسي في كثير من هذه البلدان.

وأضاف إن "كل هذه التحولات الدراماتيكية ماكانت لتحصل لولا الصمود السوري الذي أفشل كل المخططات الأمريكية التي حيكت من خلال ما يسمي بالربيع العربي".


المصالحة السعودية الإيرانية مؤشر آخر للتحول العربي نحو دمشق

وفي سياق الحديث عن المؤشرات الإيجابية التي شجعت التقارب بين سورية ودول عربية منها المملكة العربية السعودية، أوضح الكاتب والمحلل السياسي التونسي أن المصالحة السعودية الإيرانية كانت من المعززات لمثل هذا التقارب، من خلال ما أبدته كل من السعودية وإيران من استعداد لمد الجسور لإحلال الأمن والسلام في المنطقة وإيجاد حلول لكل أزماتها لا سيما في سورية واليمن، مشيراً إلى أن تقلص الاهتمام الأمريكي بالشرق الأوسط لصالح الاهتمام ببحر الصين وتقلص قوة وتفوذ الولايات المتحدة الأميركية على كثير من دول المنطقة المؤثرة.

وتابع بالقول" كل هذه المتغيرات سوف يسمح برسم خارطة جديدة لسياسة عربية مبنية على أساس السيادة الوطنية لكل الأقطار وعلى التعاون والعمل المشترك بين كل هذه البلدان".


تونس والعلاقة مع سورية بين الأمس واليوم

وأكد اليحياوي أن القرار الذي اتخذه الرئيس التونسي ، بإعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، استند لسياسة خارجية التي ينتهجها الرئيس قيس سعيد تقوم أساساً على استقلالية القرار السياسي، وقال "تونس كما سورية لها مكانتها الكبرى في الجغرافيا العربية وحوض المتوسط والعالم ككل وهذا القرار سيكون له تأثير كبير على دول المنطقة".

وأشار اليحياوي إلى أن "قرار قطع العلاقات التونسية مع سورية وإغلاق السفارة السورية لم يكن يحظى بأي قدر من التأييد الشعبي، فمنذ ٢٠١١ كانت كثير من القوى الحيّة تطالب بعودة العلاقات مع دمشق، بل وكانت هذه المطالبات شعاراً للمرشحين للانتخابات التونسية الرئاسية أو التشريعية، وعليه كان موقف السلطة التونسية آنذاك ممثلا بالمنصف المرزوقي وحزب النهضة الذي كان على رأس السلطة خينها ، وقرار إغلاق السفارة السورية لم يكن قراراً شعبياً وإنما تحت الطلب واستجابة لمشغلي هذه التيارات السياسية، في حين كان يدرك التونسيون أن ما كان يحصل في سورية هي حرب دولية بالوكالة لتقسيمها وتغيير خارطة المنطقة، كما كانت كثير من القوى ترى بأن سورية لا تدافع عن نفسها فحسب وإنما عن كل العرب، و هذا ما بدأ يتوضح شيئاً فشيئاً لدى بعض القيادات العربية منذ أن نجحت سورية في القضاء تقريباً على الخطر الإرهابي وبقيت صامدة وتقاوم كل تلك الفترة".

العودة العربية ستسرِّع تعافي سورية

وقال الخبير والكاتب السياسي التونسي "نحن ندرك أن سورية دفعت ثمنًا باهظاً خلال سنوات الحرب وهي سوف تحتاج إلى سنوات عديدة حتى تتمكن من استرجاع عافيتها، ولكن مع كل هذه المتغيرات المتسارعة في العالم والتبدلات في المواقف العربية سوف يتم اختزال كل هذه السنوات، بفضل استعادة سورية لمكانتها بين الدول العربية.. واليوم الدول التي دفعت أموالاً باهظةً خلال سنوات الحرب سوف نجدها تدفع ذات الأموال من أجل إعادة البناء وخلق شراكات تجارية مع سورية".

وأردف قائلاً " إن سورية تقع في قلب العروبة جغرافياً وكذلك وجدانياً ومكانتها لا يمكن لأي أحد أن يتجاوزها، كما لا يمكن الوصول إلى أمن قومي عربي أو إقليمي دون مد اليد إلى سورية، وعلى وقع كل هذه المتغيرات نتوقع أن تعود سورية بقوة إلى دورها ومكانتها على الساحة العربية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=93003