اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين اليوم المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بحماية أعداد كبيرة من قوات الاحتلال التي فرضت قيوداً مشددة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد ونكلت بهم.

وذكرت وكالة وفا أن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت الأقصى عند الساعة السابعة صباحاً، وانتشرت في ساحاته، وقامت بإبعاد الفلسطينيين من محيط المصلى القبلي لتأمين اقتحامات المستوطنين.

واقتحم المستوطنون الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات تضم كل واحدة منها 50 مستوطناً، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته وعند مصلى باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة.

وتأتي هذه الاقتحامات بعد اقتحام قوات الاحتلال أمس للمسجد الأقصى أثناء صلاة التراويح، واعتدائها على المصلين والمعتكفين فيه، وإرغامها إياهم على مغادرة المصلى القبلي وساحات المسجد.

ومنذ ساعات الفجر فرضت قوات الاحتلال قيوداً على دخول الفلسطينيين إلى ساحات الحرم، ومنعت من هم دون سن الأربعين عاماً من دخوله والصلاة فيه.

ورداً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المسجد الأقصى والمعتكفين فيه استهدفت المقاومة الفلسطينية بعدد من الصواريخ والقذائف مستوطنات الاحتلال في محيط قطاع غزة المحاصر، ومواقع عسكرية في منطقة النقب بالأراضي المحتلة 1948.

وكان أصيب واعتقل المئات جراء العدوان الوحشي الذي شنته قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، الأمر الذي أثار ردود فعل عربية ودولية واسعة رافضة ومنددة، فيما ردت المقاومة الفلسطينية باستهداف مستوطنات الاحتلال في محيط قطاع غزة وعدة مواقع عسكرية له في الضفة الغربية.

وأعلنت الخارجية الفلسطينية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم جلسة طارئة مغلقة لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، موضحة أن اعتداءات قوات الاحتلال الوحشية على الفلسطينيين في الأقصى واقتحامات المستوطنين لباحاته تندرج في إطار مخططات الاحتلال، لتهويد المسجد كجزء من عمليات تهويد القدس وفرض السيطرة عليها، وتفريغها من الفلسطينيين، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها.

وأشارت الخارجية إلى أن تكرار هذه الاعتداءات دليل على فظاعة الحدث وبشاعة الجريمة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال بحق المصلين في مكان مقدس مخصص أصلاً لصلاة المسلمين، مبينة أنها ستواصل حراكها الدبلوماسي والسياسي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ووضع حد لجرائم الاحتلال.