تحقيقات وتقارير

الإرهاب يعبث بأمن السوريين مجدداً ..التوقيت والدلالات


الإعلام تايم || كنان اليوسف 

 

بعد اثني عشر عاماً من الحرب المفروضة على سورية الدولة والتي أخذت أشكالاً متعددة عسكرية وإعلامية وحصاراً وعقوبات.. ولا يزال هناك من يصرُّ على أن ينكأ بجراح السوريين ويعيدهم بالذاكرة إلى مربع التفجيرات لبث الهلع والخوف والإنكسار، بعد أن قطعوا شوطاً كبيراً في طي هذه الصفحة السوداء من فصول الحرب.. في هذا السياق يمكن فهم التفجير في منطقة المزة بدمشق والذي وقع بسيارة مدنية بعد زرع عبوة ناسفة بداخلها، وضمن منطقة سكنية (الفيلات شرقية) .


وفي تصريح خاص للاعلام تايم من مكان وقوع التفجير قال عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق قيس رمضان "من الواضح إنها عملية إرهابية في حي مدني بامتياز فالإرهاب لا يميز بين مدني وغير مدني والهدف هو بث حالة الذعر بين سكان المنطقة وهو ضرب من ضروب هذا الإرهاب الذي لن يستمر طويلاً وهذا العمل لا يمكن أن يثني السوريين عن مواصلة مسيرة التعافي بعد سنوات الحرب" ، موضحاً أن الإصابات التي وقعت نتيجة هذا العمل الإرهابي هم طفلين وإصابتهم طفيفة إضافة إلى تضرر عدد من السيارات المركونة في المكان".

 

 

 

وحول طبيعة الاستهداف قال اللواء المتقاعد محمد عباس وهو خبير عسكري، في تصريح مماثل إنه "من حيث المبدأ يشكل هذا العمل الإرهابي دلالة خطيرة في ظل اقتراب هذه المجموعات من منطقة سكنية هادئة ومستقرة خاصة وأنه تم باستخدام زرع عبوة ناسفة ضمن سيارة ومحاولة استخدام هذا النوع من الإرهاب المتنقل القادر على أن يصل مناطق حساسة وذات أهمية من حيث الاستقرار والطمأنينة والرمزية كمنطقة المزة التي تشكل رمز للأمن والهدوء في مدينة دمشق".



ولفت اللواء عباس إلى أنه لا يمكن الفصل بين هذا العمل وبين الاعتداءات الإسرائيلية، وإن مثل هذه الأعمال تشكل امتداداً للمعارك التي يفتعلها العدو ضد سورية ، وهي تشكل بتراكمها واستمرارها تهديداً استراتيجياً"، مضيفاً إن "مثل هذه الأعمال تستهدف استنزاف الجيش، وإحباط الروح المعنوية للمواطنين والوصول إلى هدف استراتيجي هو إطالة أمد الحرب، وتوسيع مروحة الإرهاب الذي يدعمه الكيان الإسرائيلي، بالتالي لا يمكننا أن نفصل بين العمل الإرهابي والتصعيد الإسرائيلي خاصة وأن الإسرائيلي بدأ يشعر بالقلق من التقارب العربي مع سورية وأيضاً التقارب السوري مع السعودية خاصة وأن الرياض بدأت بالانفتاح على إيران، وما يشكله ذلك من بناء اصطفافات جديدة في العالم ومتغيرات جديده على مستوى المنطقة، يشعر حيالها الاسرائيلي أنه بات معزولاً ولم يعد يشكل قطب الرحى في المنطقة" .

 

 

وحول إمكانية استمرار مثل هكذا أعمال خاصة وأن المشغل والمدبر لا يريد استمرار حالة التعافي التي بدأت تشهدها سورية بيّن الخبير العسكري "أن العمليات الإرهابية متواصلة ومستمرة ومحاولات زرع الإرهاب المتنقل في سورية هي عملية مستمرة لم تتوقف ، فداعش أو النصرة سواء في درعا أو القنيطرة أو السويداء والمنطقة الشرقية والشمالية كلها تحاول باستمرار إعادة تدوير هذا المشهد من العنف، لكن الأجهزة الأمنية السورية متنبهة لذلك وتنفذ مهامها و عملياتها بهدوء في سبيل منع الإرهاب من التوسع والدخول إلى المناطق الآمنة وحرمانه من الاستثمار بهكذا أعمال للإرهاب المتنقل في المستقبل.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=92829