نافذة على الصحافة

توازن يرسم في المنطقة


لا شك أن مرحلة جديدة ترسم ملامحها في المنطقة، أبرزها ما يتعلق بإعادة العلاقات بين دمشق وعواصم عربية بعد أكثر من عقد على حرب استهدفت سورية ومكانتها، ومع إعلان السعودية الاتفاق على الخدمات القنصلية المتبادلة مع دمشق، تستمر خطوات الرياض في مسار انفتاحها على دمشق، يُتوقَّع أن تقوى خلال الفترة المقبلة مع زيارة منتظرة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق في الأسابيع الآتية.  
 
ورأى علاء حلبي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن تلك الخطوات السعودية التي تمنح زخماً كبيراً لعملية كسر العزلة الجارية عن الحكومة السورية ستسهم في المقابل في تعزيز الحافزية الأميركية إلى بذل مزيد من الجهد على طريق عرقلة هذا الانفتاح، وهو ما أعلنه بصراحة أنتوني بلينكن، كاشفاً أنه راسَل العواصم المعنيّة بضرورة فرملة ما تقوم به حيال دمشق 
 
 
وقال الكاتب: أعلنت السعودية رسمياً العمل على إعادة علاقتها مع سورية عن طريق تفعيل الخدمات القنصلية، وهو ما يُتوقّع أن يَدخل حيّز التنفيذ مع حلول عيد الفطر في شهر نيسان المقبل، ليُطوى بذلك أكثر من عقْد من القطيعة بين البلدَين اللذَين لطالما فرضت علاقتهما توازناً إقليمياً انعكس في مراحل عديدة على دول أخرى، أبرزها لبنان الذي يعيش في الوقت الحالي فراغاً رئاسياً. وعلى الرغم من حصْر الإعلان السعودي عن استعادة العلاقات بالخدمات القنصلية، فهو يأتي بعد جولات عديدة من المباحثات، سواء الأمنية المباشرة بين البلدَين، أو السياسية التي بدأت عام 2019 عبر مبادرة روسية انضمت إليها لاحقاً سلطنة عمان والإمارات، بينما زاد زخمَها التوافق السعودي - الإيراني، والذي وصفه الرئيس الأسد خلال لقاء مصوَّر أثناء زيارته لموسكو قبل نحو عشرة أيام بأنه «مفاجأة سارّة». 
 
وأضاف الكاتب: لا يُعتبر الموقف السعودي على رغم تأخّره مفاجئاً؛ إذ أبدت الرياض مرونة متزايدة تجاه دمشق خلال العامَين الماضيَين، تَعزّزت خلال الأسابيع الفائتة مع إعلان المملكة وجود توافُق عربي على ضرورة التواصل مع سورية. ويأتي توقيت إعادة تفعيل الخدمات القنصلية في البلدَين، ليفتح الباب أمام ملف الحج الشائك، والذي استعملته السعودية خلال السنوات الماضية كأداة ضغط سياسية،  
 
وتابع الكاتب: تُعتبر الالتفاتة السعودية خطوة جديدة على طريق كسْر حالة الجمود العربي حيال سورية، لتنضمّ الرياض بذلك إلى ركْب العواصم التي استعادت علاقاتها مع دمشق، ومن بينها: أبو ظبي ومسقط والجزائر وتونس وبغداد والمنامة وعمّان والقاهرة. وفي المقابل، تتابع الولايات المتحدة حملة التصعيد السياسي ضد الحكومة السورية، في محاولة لإعاقة هذا الانفتاح عبر جميع الوسائل المتاحة، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، حيث أكد أنه بعث بشكل شخصي برسائل عبر الأقنية الرسمية إلى الدول التي تعمل للتطبيع مع سورية، وتحديداً الإمارات والبحرين والجزائر وعمان ومصر، من أجل إبلاغها الموقف الأميركي الرافض لذلك.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=92692