نافذة على الصحافة

حقبة جديدة في العلاقات السورية


لم تمضِ أيام قليلة على زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا، حتى تبعتها زيارة رسمية ثانية لا تقل أهمية عن الأولى، إذ كانت الوجهة الإمارات العربية المتحدة برفقة السيدة أسماء الأسد ووفد حكومي.

 

وتأتي هذه الخطة كما رأى علاء الحلبي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية ضمن منهج يهدف إلى ترسيخ معالم تلك الحقبة، والتي تتوافق مع التوجّهات التي أعلنتها دمشق لتوثيق العلاقات الثنائية مع الدول العربية.

 

وقال حلبي: شهدت الزيارة اهتماماً إماراتياً ملحوظاً بالتفاصيل البروتوكولية الترحيبية بالزعماء، سواءً عبر استقبال طائرة الرئيس الأسد جوّاً من قِبل طائرات حربية إماراتية رافقتْها إلى الأرض، أو من خلال مراسم الاستقبال الترحيبية الرسمية، وتأتي زيارة الرئيس السوري في وقت تشهد العلاقات السورية – السعودية مزيداً من الدفء، في ظلّ توجّه الرياض المعلَن إلى الانفتاح التدريجي على دمشق، والذي تلعب الإمارات وسلطنة عمان دور الوساطة في إتمامه، وتسهم متغيّرات دولية عدة في تسريع وتيرته، أبرزها عودة العلاقات السعودية – الإيرانية بوساطة صينية.

 

وتابع الكاتب: كما تأتي وسط تقرب مزيد من الدول العربية من سورية، آخرها مصر وتونس التي أعلنت رفْع مستوى تمثيلها الديبلوماسي في دمشق إلى وضعه الطبيعي (إيفاد سفير). كذلك، تُنبئ نظرة إلى طبيعة الوفد الحكومي الذي رافق الرئيس الأسد، والذي ضمّ وزيرَي الاقتصاد والإعلام، بالأهداف الاقتصادية الواضحة للزيارة، في ظلّ رغبة أبو ظبي في المشاركة في عمليات إعادة الإعمار، والانخراط في مشاريع استثمارية عدة. ومن هنا، تعدّ الزيارة متممة للاتفاقات التي وقعتها دمشق مع موسكو قبل أيام، وهو ما شرحه الأسد خلال لقاءات تلفزيونية مع وسائل إعلام روسية، قدّم خلالها شرحاً مفصلاً لرؤية بلاده لهذه المرحلة الجديدة، وتوجهها نحو مزيد من الانفتاح العربي، الذي من شأنه طي مرحلة القطيعة التي استمرت لنحو عقد من الزمن، بشكل تدريجي.

 

وأضاف الكاتب: بينما تُعتبر زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات، الثالثة الرسمية له بعد زيارته سلطنة عمان وروسيا، تأتي هذه الجولات لتتوّج سنوات من العمل الديبلوماسي والأمني، وتنقل العلاقات إلى أعلى مستويات التواصل. ومن المتوقّع أن يتابع الرئيس الأسد جولاته وسط حديث عن دعوة عراقية، وتواصل مباشر مع الرياض. وسيكون من شأن كلّ ذلك أن يعيد هندسة العلاقات السورية - العربية، والتي اعتبرها الأسد أكثر أهمية في الوقت الحالي بالنسبة لحكومته من العودة إلى "الجامعة العربية"، مشيراً إلى أن "هذه العودة لا يمكن أن تتم قبل حدوث توافق عربي"، ما زالت تعيقه قطر المصرة على الاستمرار في معاداة الحكومة السورية ضمن مشروع تقوده الولايات المتحدة. في المقابل، تجيء رحلة الأسد إلى أبو ظبي بعد توقف المباحثات السورية - التركية ضمن الإطار الرباعي (برعاية روسيا وإيران) للتطبيع بين البلدين، إثر رفض دمشق المشاركة في لقاءات ديبلوماسية من دون وضع أجندة واضحة تتضمن خطة زمنية لانسحاب القوات التركية غير الشرعية من الأراضي السورية.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=92572