تحقيقات وتقارير

الاتفاق السعودي الإيراني ونتائجه بين الواقعية والآمال


الإعلام تايم || كنان اليوسف

 

بعد مخاض عسير ولدت أولى خطوات المصالحة السعودية الإيرانية برعاية صينية ، في حين أن الحضور الصيني على خط هذا التفاهم بين البلدين، هو الذي يعطي الاتفاق هذا الزخم الذي يدفع كثيرين للقول بإمكانية البناء عليه بين دول المنطقة.

 


خطوة أولى نحو الاستقرار الإقليمي

 

ما أن تم الإعلان عن توقيع الاتفاق السعودي الإيراني حتى كثرت التساؤلات والتكهنات حول الانعكاسات التي سيتركها الاتفاق على أزمات المنطقة ؟ وهل فعلاً يمكن أن يسهم في فرض حالة من الاستقرار الاقليمي المستدام بعد عشرات الحروب والأزمات..؟

 

يجيب على هذه التساؤلات عضو مجلس الشعب السوري نضال مهنا في حديث خاص لموقع "الإعلام تايم" ويقول " إن خطوات المصالحة السعودية الإيرانية هي إعادة تصويب للعلاقات الإقليمية البينية بين العرب وإيران، ما يعني تخفيف الاحتقان والتوتر مقابل رفع منسوب التوافق و التعاون والتكامل وبالتالي تخفيف كلفة الحروب وشراء الأسلحة باتجاه التنمية".

 

وأضاف مهنا "إن ما نصّ عليه البيان من عدم التدخل بالشؤون الداخلية واحترام السيادة يعني تعزيز الأمن الاقليمي لدول المنطقة ، وإعادة تصويب المفاهيم الخاطئة فيما يتعلق بالعدو الحقيقي للأمة العربية والاسلامية "اسرائيل" وهي الطرف المنزعج من هذا التقارب،
في حين أن الرعاية الصينية للاتفاق هي مؤشر على انزياح في ميزان القوى العالمي من الغرب الاطلسي باتجاه أوراسيا".

 

من جهته الدبلوماسي الإيراني السابق هادي سيد أفقهي رأى في تصريح مماثل للإعلام تايم أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه هو اتفاق أمني وليس سياسي، وعليه يجب الإنتظار لشهرين ريثما تتحول هذه  التفاهمات إلى المستوى السياسي كمرحلة ثانية  تتوج باللقاء بين وزراء الخارجية"، مشيراً إلى أنه كانت هنالك قضايا هامة وعالقة بين البلدين بعضها سياسي وبعضها أمني يتعلق بالنفوذ الاستراتيجي والتراشق الإعلامي والحرب السيبرانية كلها قضايا كان يجب أن تحلٌ وبدأت أولى الخطوات بهذا الاتجاه".

 


سورية وصوابية الموقف بين العرب وإيران

 

بالعودة لسنوات قليلة إلى الوراء كان أشقاء سورية من العرب يأخذون عليها تحالفها مع إيران، في حين كان الغرب والولايات المتحدة الأمريكية يفاوضون الجمهورية الإسلامية حول برنامجها النووي، وفي ذات الوقت كانت تُقدم الإغراءات لسورية قبيل الحرب الإرهابية عليها لإنهاء هذا التحالف، وما تدفعه دمشق اليوم من حصار وعقوبات منذ أكثر من عشر سنوات من حرب إرهابية ما هو إلا ثمن تحالفها الاستراتيجي مع إيران في إطار محور المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني وإلى جانب قضية الأمة العادلة فلسطين.

 

وفي هذا السياق يلفت عضو مجلس الشعب السوري نضال مهنا إلى أن "التقارب السعودي الإيراني هو مؤشر على صوابية مواقف سورية وعلاقة سورية بإيران بما يخدم القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين وبالتالي فإن هذا التقارب يحصّن المحور بمحيطه العربي والإقليمي ويمكٌن سورية من العودة لتأخذ مكانها الاقليمي والدولي، كما أن الاتفاق سيسرع العلاقات العربية تجاه دمشق ويصحح المسارات الخاطئة للخطاب التحريضي ما يسهم  في رفع الحصار والعقوبات ويسرع في القضاء على الإرهاب وعودة وحدة وسيادة سورية على كامل أراضيها".

 


الاتفاق صفعة لإسرائيل.. ما هي خيارات نتنياهو؟

 

أما فيما يتعلق بإسرائيل الطرف الخاسر من هذه العودة للعلاقات بين إيران والسعودية، تبدو اليوم أمام خيارات صعبة، فهي التي كانت تحاول وطيلة العقد المنصرم زرع الشرخ والتقرقة بين دول المنطقة من خلال انشاء تحالفات عربية ضد إيران ومن خلال إشعال الحروب الطائقية وتمزيق هذه الدول من الداخل.. يمكن القول إنه بعد هذه المصالحة أصبحت هذه السياسات الإسرائيلية من الماضي  وإلا لماذا يصف نتنياهو هذه المصالحة بالكارثة بالنسبة لاسرائيل.

 

وفي هذا الصدد يؤكد الدبلوماسي الإيراني سيد أفقهي أنه عندما ترحب أخوات السعودية في دول مجلس التعاون الخليجي بهذا الاتفاق هذا يعتبر زلزال سياسي للكيان الإسرائيلي الذي يعاني أصلاً من تصدع سياسي داخلي بين الصهاينة أنفسهم  وتياراتهم السياسية في مواجهة نتنياهو، ما قد يدفع العدو لارتكاب حماقة تجاه إيران لتعكير صفو هذه المصالحة بين إيران والسعودية من جهة وتصدير أزمته الداخلية خارج الحدود من جهة أخرى .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=92408