تحقيقات وتقارير

حصاد "الكمأة".. طريق محفوف بالمخاطر


الإعلام تايم || رقية الملحم 

 

على طول الطريق الواصل بين  دمشق ودير الزور، ينتشر العشرات ممن يبحثون عن ضالتهم  من "الكمأة " بين الأتربة وسط الصحراء .

 

وتصنف الكمأة من أغلى أنواع الفطر بسبب ندرتها المرتبطة باستحالة زراعتها فهي مرتبطة  بالبرق والرعد خلال الشتاء، لذلك تدعى في بعض المناطق بـ "ابنة الرعد"، وبحسب الاعتقاد الشعبي بأنها جنين يزرعه البرق في رحم الأرض لحظة سقوطه عليها وتتشكل نواتها من اتحاد النتروجين والهيدروجين بفعل الشرارة الكهربائية الناتجة عن البرق، والتي تدور فوق التراب جاذبة إليها الأملاح المختلفة التي تهبها قيمة غذائية تضاهي اللحوم.

 

ويقوم أبناء القرى على امتداد البادية السورية بجمع "الكمأة" حيث يعد موسم "الكمأة" فرصة لترميم التراجع في مواردهم جراء التخريب الذي لحق بأراضيهم على أيدي المجموعات الإرهابية .

 


طريق محفوف بالمخاطر

مع تشديد الحصار الاقتصادي الغربي على سورية ومانتج عنه من أوضاع اقتصادية سيئة، يلجأ بعض أبناء القرى لرحلة  البحث عن الكمأة.. هذه الرحلة التي لم تعد ترفيهية كما السابق فهي اليوم مجازفة كبرى بالأرواح تشبه رحلة الموت وسط الصحراء فالكثير من القرووين فقدوا حياتهم وعادوا جثة هامدة .

 

ورغم انحسار تنظيم داعش الإرهابي وطرده على أيدي رجال الجيش العربي السوري، فإن تركته الثقيلة لا تزال تفتك بالمدنيين الباحثين عن "الكمأة"، إذ إن التنظيم  الإرهابي عمد على  زرع مئات الألغام في الصحراء.

 

لقمة مغموسة بالدم 

 

لم تخل عمليات قطاف الكمأة هذا العام كما في كل الأعوام  من الأحزان، فخلال الأسبوعين الأخيرين، لقي عشرات القرويين حتفهم خلال قيامهم بجمعها من الأراضي جراء انفجار ألغام من مخلفات تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" الإرهابيين.. وفي 15 فبراير/ شباط أعدم تنظيم "داعش" الإرهابي خمسة أشخاص ممن اختطفهم أثناء جمعهم "الكمأة" في بادية تدمر .

 

وذكرت وكالة الأنباء "سانا"  أن لغماً أرضياً من مخلفات إرهابي داعش انفجر خلال مرور سيارة كان يستقلها مواطنون أثناء توجههم لجمع فطر "الكمأة" في منطقة كباجب في ريف دير الزور الجنوبي الغربي ماتسبب باستشهاد 5 مواطنين وإصابة أكثر من أربعين آخرين بجروح.

 

كما سبق واستشهد عشرة مواطنيين وأصيب آخرين بجروح بانفجار لغمين من مخلفات داعش في محيط سلمية بريف حماة الشرقي.

 

وفي حادث مماثل استشهد 53 مدني في 17 فبراير/ شباط كانوا يجمعون "الكمأة" بعدما تعرضوا لهجوم نفذه مسلحو داعش الإرهابي جنوب شرق مدينة السخنة بريف حمص الشرقي .

 

سوق الكمأة "سمرا بنت العرب "

أصوات باعة "الكمأ" تصدح على بضائعهم في الأسواق الشعبية  "سمرا وبنت العرب"، في محاولة منهم لجذب الزبائن لهذه البضاعة القادمة من دير الزور والحسكة، فهناك أنواع تتميز بها "الكمأة" ، فالسمراء الصغيرة تدعى  باللهجة البلدية  "الحرقة"، أما "الزبيدية" فهي ذات الحجم الأكبر واللون الأفتح .


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=92271