تحقيقات وتقارير

زلزال سورية يحطم أصنام الغرب الانسانية


الإعلام تايم || رضوان العلي 

 

أزاح الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية وخلف آلاف الضحايا الستار عن وجه قبيح أطل به الإعلام الأوروبي والأمريكي من نافذة لا أخلاقية، ممارساً أسوأ صور التمييز المتخلف..

 

فبينما تؤكد منظمات العمل الإنساني حول العالم قدسية حقوق المتضررين والضحايا جراء أي عمل مسلح أو نزاعات أو كوارث طبيعية على وجه الخصوص، وتعتبر تقديم المساعدة الإنسانية واجب على أيّة دولة متحضرة، ترمي أمريكا بقيمة الإنسانية عرض الحائط على مرأى المشاهدين حول العالم فلم يتوانَ العالم في التضامن مع تركيا البلد القوي اقتصادياً ومادياً حيث ازدحمت سماءه بالطائرات والمساعدات.

 

هذا العالم المتحضر.. لن تتوقع أن يقوم  بتقسيم سورية لتصبح سوريتين ووجعين إحداهما تصنف ضمن المواصفات الغربية والأخرى مغضوب عليها لأنها تحت سلطة الحكومة السورية..  يترددون في إرسال المساعدات خوفاً من قانون قيصر ولا يخافون صرخة ألم لطفل مازال على قيد الحياة تحت الأنقاض ولا قدرة تقنية للدولة المحاصرة المعاقبة منذ ما يقرب 12 سنة من الحرب لإنقاذ هذه الأرواح البريئة.

 

بالمقابل أغلب الدول العربية اتخذت قرارها في تقديم جسور المساعدة على اختلاف أنواعها بإرسال أطنان من المساعدات الغذائية والمواد الإغاثية والطبية وفريق بحث وإنقاذ متخصص يعمل في المدن المتضررة بشدة من الزلزال.

 

فكيف لأوروبا والغرب وكل من خاف من قيصر الأميركي أن ينطق بعد اليوم بخطاب الخوف على الإنسانية وهم كانوا في التخاذل أشد وقعاً من الزلزال اذا كونته الظروف الطبيعية أما هم فيساعدون من يسير على هواهم ويمشي في ظلهم ويعاقبون من لا يرضخ لإرادتهم.

 

وفي استعلاء مماثل استخدمت القنوات الفضائية الغربية التي أصبحت مفضوحة ومشاركة في سفك الدم السوري الكارثة لإتهام الدولة السورية بأنها لا تريد تقديم المساعدات للمناطق التي تقع خارج سيطرتها رغم أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري صرحت مراراً بأنها مستعدة للدخول إلى تلك المناطق لإغاثة السوريين المنكوبين هناك ليقابله رفض قطعي.. ليبقى البازار السياسي اللاإنساني مستمراً بأحقية أوعدم أحقية من يستحق المساعدة من عدمها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=92058