نافذة على الصحافة

عندما سقطت أوراق أميركا في سورية


 

ليست العلاقات الأميركية التركية في أحسن حالاتها، وقد يكون التقارب التركي السوري السبب الأبرز الذي يؤجج الخلافات فيها، فبينما دعت الولايات المتحدة العالم إلى الابتعاد عن دمشق ما زالت تركيا تغذ السير نحوها، وهو ما دفع الرئاسة الأميركية إلى إعلان العزم على إعادة تقييم ومراجعة علاقاتها مع تركيا.



ورأى الدكتور خيام الزعبي في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن الفترة الفائتة شهدت قدراً كبيراً من التوتر والتخبط على فترات زمنية متقاربة، جعلت العلاقة التركية الأمريكية مضطربة، وغير مستقرة، وبلا خريطة واضحة، وخلافات مستمرة بسبب عدة قضايا من بينها تغير مسار السياسة التركية تجاه سورية.



وقال الكاتب: لا شك أن التعديلات في موقف تركيا تجاه سورية قد بدأت، والحديث يدور عن تصحيح المواقف حيث أعلن الرئيس التركي أردوغان عن استعداد أنقرة للتعاون مع الرئيس الأسد، وأعتقد أن لذلك علاقة من جانب أنها تواجه الكثير من الضغوط الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى الإخفاقات المتتالية التي منيت بها السياسة التركية المكلفة تجاه سورية، فضلاً عما يجري ميدانياً ولا سيما الانتصارات الكبيرة والسريعة من قبل الجيش السوري، هذه العوامل والحسابات مجتمعة تشير إلى أنه من المنطقي والبديهي أن تراجع أنقرة سياستها في سورية، لأنّ الحرب على سورية باتت استنزافاً دون نتيجة وليس ثمة جدوى منها.



وتابع الكاتب: تمر أمريكا اليوم بمرحلة مفصلية من إعادة رسم تحالفاتها في المنطقة، بما في ذلك سورية الذي يبدو أنّها لم تعد تملك قدرتها وخبرتها على فهم تطورات الأحداث فيها، بعدما كانت صانعة لأحداث المشهد في سورية، و تعيش في الوقت الراهن أسوأ مراحلها من حيث خسارتها لأكبر شبكة تحالف صنعتها لعقود طويلة تفقد حلفاءها هناك وهذا شكل ورطة لأمريكا مقابل بروز الحلف الروسي الإيراني.



وختم الكاتب: لقد أغلق السوريون الأبواب بإحكام… وأبقوا على فتحات استنزاف أمريكا وحلفائها ليقعوا في الفخ السوري، في إطار ذلك إن نصر سورية على الإرهاب سينعكس إيجاباً على كافة المسارح الإقليمية والدولية، بالتالي فإن أمريكا التي أدارت  الصراع  في سورية خسرت رهانها على أن تكون هي الراعية وبيدها ورقة داعش الإرهابية لكن في الحقيقة سقط هذا الرهان خاصة بعد أن فشلت في إعادة خلط الأوراق وإحداث فوضى عسى أن تتمكن من إسقاط الدولة السورية أو غير ذلك ولكن كل هذه الأوهام تلاشت وانهارت لأن أبناء الشعب السوري في المدن السورية على مختلف المكونات والأطياف هبوا ليقفوا صفاً واحداً  للقضاء على داعش وطردها من وطننا الغالي سورية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=91098