اقتصاد وأسواق

أسواق حلب القديمة تنهض من جديد




لا تزال أصوات المعاول في أسواق حلب القديمة تعلو منذ تحريرها من الإرهاب قبل ست سنوات وإلى اليوم، لتعيد نقش حجارتها وسقوفها وتزيل آثار الدمار والخراب الذي طال أجزاء كبيرة منها، ليتم عبر هذه السنوات ترميم أسواق خان الحرير والحبال والأحمدية وساحة الفستق، فيما تتواصل أعمال ترميم سوق السقطية.



جهود مشتركة جمعت بين مديرية مدينة حلب القديمة والأمانة السورية للتنمية والمديرية العامة للآثار والمتاحف ومؤسسة الآغا خان للثقافة لإنجاز أعمال ترميم وتأهيل أسواق حلب القديمة، حيث أشار مدير مدينة حلب القديمة المهندس أحمد الشهابي , الى أنه تم حتى الآن ترميم أسواق خان الحرير والحبال والأحمدية وساحة الفستق، فيما تجري حاليا أعمال الترميم في سوق السقطية بجزئه الشرقي الذي يضم 31 محلاً تجارياً، مبيناً أن أسواق حلب القديمة تضم 38 سوقاً أثرياً وتحتوي على خانات وقيسريات وهي شكل من أشكال المنشآت التجارية القديمة وتبلغ مساحتها 16 هكتاراً.



وأشار الشهابي إلى أنه تم وضع استراتيجية تشمل إعادة إحياء الأسواق القديمة التجارية والتركيز على الطريق المستقيم الذي يبدأ من سوق باب انطاكيا غرباً وصولاً إلى سوق الزرب المطل على قلعة حلب شرقاً.



مدير برنامج الاستجابة القانونية الأولية في الأمانة السورية للتنمية المحامي بشار اسكيف أشار إلى الدور المجتمعي للأمانة السورية في الأسواق التي يتم ترميمها، من خلال التواصل مع أصحاب المحال التجارية وتوصيف حال الأسواق لمعرفة واقعها العمراني والثقافي والاجتماعي والخدمي، ومن ثم تشكيل لجان تمثل الفعاليات التجارية لهذه الأسواق وتحديد احتياجاتها وإنشاء قاعدة بيانات بهدف إعادة الألق لها وتفعيل حركتها التجارية.



ولفت اسكيف إلى أن هناك مبادرات للفعاليات التجارية والأهالي لإعادة ترميم محالهم في أسواق خان القصابية وقيسرية الجلبي وسوق الحدادين واسطنبول الجديد.



من جهته المهندس محمد حلبية من جهاز الإشراف التابع لمؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية بين أن أعمال الترميم في مدينة حلب القديمة بدأت بمشروع سوق السقطية عام 2018 الذي فاز بجائزة الايكروم في الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، ويضم 53 محلاً تلاه أعمال الترميم لأسواق خان الحرير والأحمدية والحبال وساحة الفستق، ومما سهل أعمال الترميم وشجع أصحاب الفعاليات الاقتصادية والتجارية في هذه الأسواق على العمل لإعادة الإنتاج والصناعة والحركة التجارية لأسواق المدينة القديمة هو إصدار المرسوم التشريعي رقم 13 لعام 2022 الذي حمل حزمة واسعة من التسهيلات والإعفاءات التي توفر بيئة داعمة لأصحاب الفعاليات الاقتصادية بكل أشكالها، داخل المدينة القديمة في محافظات حلب وحمص ودير الزور، بما فيها الأسواق القديمة والتراثية.



وذكر عدد من القائمين على المحال التجارية في أسواق حلب القديمة أن التسهيلات والاعفاءات التي شملها المرسوم 13 غير مسبوقة، وشملت المنشآت والورشات والمحال التجارية والمنازل السكنية الواقعة ضمن الحدود الإدارية للمدن القديمة في المحافظات الثلاث، إضافة إلى منح المبادرين بالعودة وتشغيل محالهم امتيازات مالية لتسريع عودتهم، تمهيداً لعودة الحياة الاقتصادية إلى المدن القديمة ما شجعهم على البدء بتأهيل وترميم محالهم بسرعة متزايدة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=8&id=90776