نافذة على الصحافة

هل تعتذر أنقرة؟


أكثر من عقد على الحرب ضد سورية، لم تنل تلك السنوات منها ، وراهن الكثيرون على سقوط دمشق أو حتى محاولة إضعافها، لكن الميدان القتالي –وكما رأى الدكتور خيام الزعبي في مقال في صحيفة رأي اليوم- أثبت أن سورية خرجت أقوى وأشرس مما كانت عليه، وبذلك بات من الواضح تماماً أن مخططات اردوغان قد منيت بالفشل الذريع، وتدفع تركيا بذلك ثمناً سياسياً ودبلوماسياً باهظاً لمغامرتها الطائشة في سورية.



وقال الكاتب: في تطور مهم للحرب على الإرهاب تتجه سورية نحو الفصل الأخير من النصر بعد تمكن الجيش السوري بدعم حلفائه من سحق الجماعات الجهادية في البلاد، بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، واليوم تشير كل المعطيات إلى صمود الجيش السوري وحسمه المعارك الميدانية، لذلك يبدو الموقف التركي متراجع جداً، وتبدو أنقرة في مأزق كبير، فهي لا تعرف إن كانت تستمر في أفعالها أو تتراجع عن دعمها "المعارضة المسلحة"، بمعنى إنه بعد صمود الجيش السوري أمام الحرب الشرسة عليه، ووقوف حلفائه معه، فإن الأمور متجهة نحو الحسم النهائي للمعركة، والجيش السوري لن يخرج خاسراً، وبالتالي فإن بعض الدول ولاسيما تركيا ستكون في قمة الإحراج، وعليها أن تبحث عن فرصة لتعيد العلاقات مع سورية، لأنه بدون سورية لا يمكن أن تمر أي ملفات إقليمية تهم المنطقة.


وأضاف الكاتب: لا شك أن بعض التعديلات في موقف تركيا تجاه سورية قد بدأت، والحديث يدور عن تصحيح المواقف حيث أعلن الرئيس التركي أكثر من مرة عن استعداد أنقرة للنظر في إمكانية التعاون مع الرئيس الأسد، وأعتقد أن لذلك علاقة من جانب أنها تواجه الكثير من الضغوط الداخلية والخارجية، والانتخابات الرئاسية القادمة، بالإضافة إلى الإخفاقات المتتالية التي منيت بها السياسة التركية المكلفة تجاه سورية، فضلاً عما يجري ميدانياً ولا سيما الانتصارات الكبيرة والسريعة من قبل الجيش السوري، هذه العوامل والحسابات مجتمعة تشير إلى أنه من المنطقي والبديهي أن تراجع أنقرة سياستها في سورية، لأنّ الحرب على سورية باتت استنزافاً دون نتيجة وليس ثمة جدوى منها.. وهناك خطوة جديدة تخطوها تركيا في اتجاه إصلاح ما أفسدته سياتها الخارجية خلال الفترة السابقة، حيث كشف وزير الخارجية التركي أن بلاده تبني “آلية قوية” مع روسيا وإيران في مسعى لإنهاء الحرب والصراع في سورية، كما أن تركيا باتت جاهزة الآن لتغيير منهجها إزاء الأزمة السورية، فهي تهتم الآن بأمنها القومي.

وتابع: لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الرئيس الذي لعبته تركيا سياسياً واستخباراتياً بالحرب على سورية ولكن الآن وبعد أن فشل المخطط الرئيس لأنقرة و حلفائها في إضعاف سورية وبعد الانتصارات التي يحققها الجيش السوري في الميدان، نتساءل: هل تعتذر أنقرة للرئيس الأسد وتعلن عودة علاقاتهما قريباً؟ وهل تجمد تركيا دعمها ومساندتها "للجماعات المسلحة" في سورية؟ فالقراءات السياسية تقول إن أردوغان يتخبط ويغرق في المستنقع السوري، وإن اقترابه من المعسكر الإيراني السوري الروسي سيؤدي إلى حل مشكلات كثيرة في بلاده، كما أن تركيا مقبلة بشكل أساسي على تغيرات حاسمة وعميقة تجاه الأزمة السورية خاصة بعد انسداد الأفق لديها للخروج من مأزقها الذي وضعه أردوغان في وجهها.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=90630