تحقيقات وتقارير

نساء يتابعن كأس العالم 2022.. فماذا عنك؟


الإعلام تايم || رقية الملحم 

 

"إحداهن تتعمق في متابعة المباريات، وأخرى تجد نفسها متخصصة في قوانين اللعبة ومهتمة بمتابعة أبطال كأس العالم وهناك من تتسابق مع زوجها في تأكيد فهمها وحبها لكرة القدم، لتجد نفسها ضمن دائرة المتابعين!! مهما كان سبب حب النساء لكرة القدم، ومهما كانت بوادر الاهتمام تجاهها، ستظل اللعبة ملكاً للرجال"!!

صوت مسموع لأذني وأنا في الحافلة حيث جلس أمامي شابان في مقتبل العمر  وعلى مايبدو أنهم طلاب جامعة ؛ وأعترف أن تعليقهما العابر  "غاظني" ؛  فعلى الرغم من انتشار مشجعات لمونديال كأس العالم، إلا أن البعض ما زال غير مقتنع أن تدخل فتاة لعالم كرة القدم!! فلماذا؟؟ هل المرأة أقل عقلاً من الرجل لكي لاتفهم تكتيكات اللعبة؟! .. أليس من حق المرأة أن تتابع ما يحلو لها وربما قد تمثل كرة القدم حلم بنسبة لها ؟ 
 

فتيات يعشقن كرة القدم 

التشجيع والتحليل للمباريات لم يكن وليد الصدفة، لكنها الوراثة، فالأب حمّل ابنته جينات حب كرة القدم والتشجيع.. صديقتي" مي الحسن" تهوى كرة القدم، هواية من نوع خاص، تتضمن كافة الآمال، رايات النصر،
دموع الفرح، وخيبات الهزيمة، حضور المباراة في الاستاد، تقول " دائماً ما يتعجب جميع من حولي أنني أحب كرة القدم لهذه الدرجة وعانيت الكثير من التنمر فحتى الفتيات " كانوا ينادوني "حسن صبي" .

"مي" عند تخرجها من" كلية الإعلام" رُفضت "سيرتها الذاتية" التي قدمتها لإحدى المنصات الإعلامية بسبب اختيارها " قسم الإعلام الرياضي"!! تتابع قولها بحسرة "
لأني أنثى يعتقدون أن العمل بالقسم الرياضي غير مناسبة للجنس اللطيف ويطرحون السؤال ذاته "لماذا تحب الفتيات كرة القدم؟"؛ والإجابة ببساطة لأنها تمثل شغف لهن".


المشجعة "الصاروخ"!!

تصدرت مشجعات كرة القدم عناوين مواقع التواصل الاجتماعي، وقد برزت هذه المشجعات بشكل واضح حتى أنها دفعت البعض لتوجيه الشكر لإحدى الصفحات الرياضية  لأنها تحرص على أن تضع أكبر عدد من صور المشجعات الجميلات، وعلقوا بلغة بلدية " صاروخ كترولنا من صورن" وبذات اللغة البلدية "الكوع"  أي القبيحة لاتنشروها لأنها تقصف العمر".

في ذات الوقت أسباب متعددة لإقبال النساء على تشجيع أبطال كرة القدم، لكنها أولها اعتمد على وسامة اللاعب فمن خلال رصدنا لتعليقات الفتيات على إحدى المنصات المهتمة بالشأن الرياضي، استوقفنا تعليق إحدى الفتيات على صورة اللاعب البرازيلي " نيمار " "حبيبي بموت فيك تؤبش قلبي ما أحلاك.. رح شجعك" ، لترد لها صديقتها "شو بتفهمي شجعي ليفاندوفسكي البولندي طويل وشخصية ".. فهل فكرت إحدهن أن أبطال الملاعب في كل العالم  ليسوا مطالبين بالوسامة حين يعترف الجميع بأدائهم الرائع وقدرتهم على تحقيق الأهداف؟؟

 

ماذا لو؟

عبر السوشيال ميديا، لم يعد التشجيع فقط هو ما تفعله الفتيات، فقد تخطين الأمر، إلى ساحة التحليل، وصارت مباريات كرة القدم وبطولات الدوريات الأوروبية وكأس العالم عامل جذب لكثير من الشابات "هواة كرة القدم"، من أجل إثبات الذات والتأكيد على أن الأنثى تستطيع أن تنافس الرجال في هواياتهم، فماذا لو ؟ وقف الرجل والمرأة في حلف واحد ضدد التخلف وشاهدا المباريات سوية مما يضفي أجواء ممتعة وحماسية إلى متابعة وتشجيع الفريق المفضل لكل منهم، وتعاونا معاً لبناء وطن أجمل وواقع أفضل لاستعادة مجد أمتنا الغابر والآتي .

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=90556