رغم كل التصريحات والتصريحات المضادة لا تزال أنقرة تبيت النية لشن هجوم بري في الشمال السوري، ويرى علاء حلبي في مقال لصحيفة الأخبار اللبنانية أن تركيا تواصل تهديداتها إثر استقدام تعزيزات عسكرية دخلت من معبر باب السلامة إلى أعزاز في ريف حلب الشمالي، في وقت بدأت فيه الفصائل المرتزقة الموالية لأنقرة استعداداتها للمشاركة في العملية البرّية التركية، في حال تمّ إقرارها.
وأضاف الكاتب: في وقت لا تزال فيه روسيا متمسكة برفض العملية البرّية، تُحافظ الولايات المتحدة على موقفها غير الحاسم، بين مناوأَة أي عملية من هذا النوع، و"تفهمٍ للمخاوف الأمنية التركية"، بالتوازي مع استقدام تعزيزات عسكرية لقوات "التحالف الدولي" دخلت من كردستان العراق، وبحسب مصادر فإن الهدف من هذه التعزيزات تحصين المواقع النفطية وبعض القواعد الحسّاسة، علماً أن أنقرة تبلغ "التحالف" ببنك الأهداف الذي تريد قصفه في وقت سابق لأي هجوم جوّي، وذلك لتفادي أي صدام مع واشنطن.
وقال الكاتب: تتضمّن تلك الشروط "انسحاب قسد إلى مسافة 30 كلم عن الحدود، بناءً على اتّفاقات سابقة مع الأميركيين والروس، وسحْب كامل عناصر حزب العمال الكردستاني من سورية، وتسليم بعضهم للاستخبارات التركية، مع وضْع نقاط مراقبة مستقلّة للأتراك، أو مشتركة مع الأميركيين، لمنع نقْل أسلحة ثقيلة من الشمال السوري باتجاه حزب العمال في العراق، وتخصيص حصّة من واردات النفط لمناطق سيطرة "الفصائل المسلّحة"، أو الاستعاضة عن كلّ ما تَقدّم بتسليم كامل الحدود بعمق 30 كلم للجيش السوري".
وأضاف مرعي: نفت مصادر مقرّبة من "قسد" تلقي الأخيرة أي شروط تركية عبر الأميركيين، لافتة إلى أن "المؤشّرات الأوّلية تؤكد أن تركيا عازمة على تنفيذ عدوان جديد ضد الشمال السوري، وقسد اختارت المواجهة"، مستدركةً بأن "الأميركيين يسعون لدى الأتراك لإيقاف الهجوم، وقسد تنتظر ما ستَخرج به المساعي الأميركية من نتائج"، ويأتي ذلك في وقت أشارت فيه معلومات أمنية إلى أن الأميركيين عطلوا الرادارات في قاعدة سد الحسكة الغربي غير الشرعية، قُبيل استهداف الطيران التركي مواقع لـ"قسد" على مقربة منهم.
وتابع الكاتب: تُكرّر "قسد" مواقفها السابقة التي تبنّتها خلال عمليتَي "غصن الزيتون" و"نبع السلام"، معوّلةً مجدداً على موقف أميركي لمنع تركيا من تنفيذ تهديداتها، متناسيةً ما وصفتْه هي نفسها بـ"الطعنة الأميركية"، بعد انسحاب واشنطن من تل أبيض ورأس العين، وإفساحها المجال أمام أنقرة لاحتلالهما. كذلك، يحاول قادة الميليشيا كالعادة تحميل كلّ من دمشق وموسكو مسؤولية وقوع الهجوم التركي، من خلال اعتبار تأمين الحدود من مسؤولية الجيش السوري، والحديث عن أن المنطقة المهدَّدة تقع ضمن مناطق الوجود الروسي، من دون إبداء الاستعداد لتقديم أيّ تنازلات تتيح للجيش السوري بسط سيادته الكاملة على الحدود. ومن جهتها، تعتقد دمشق أن الحل الوحيد لتجنيب المنطقة أي عدوان تركي جديد يتمثل في تسليم الشريط الحدودي بعمق 30 كلم للجيش، مع إدخال مؤسسات الدولة إلى هناك لإبطال أي ذرائع يشهرها الأتراك في معرض تبرير اعتداءاتهم المتكررة على الحدود الشمالية للبلاد.
|
||||||||
|