أحوال البلد

الجعفري : روسيا اليوم عاصمة السياسة العالمية والحليف الأهم لسورية


 

منح اتحاد الكتاب العرب الدكتور بشار الجعفري سفير سورية لدى روسيا الاتحادية “عضوية الشرف” في الاتحاد ودرعاً تكريمياً خلال اللقاء الذي أقيم له اليوم في مقر الاتحاد.




الدكتور الجعفري شكر الاتحاد وأعضاءه على التكريم، واصفاً إياه بأنه مسؤولية جديدة أضيفت إلى مهامه وتحمّله أعباءً إضافية للاستمرار في عمله الثقافي، وهو في الوقت ذاته تكريم للدبلوماسية الثقافية التي هي جزء من عمل الدبلوماسية الواسع وأثبت نجاعته، واليوم المكان والوقت مناسبان لكي نبتدع هذا اللون الجديد من العمل الدبلوماسي ويجب تشجيعه، وخاصة أن لدينا عناوين رئيسية يجب أن نبرزها في حياتنا وهي الجيش والمقاومون، ولدينا العديد من الجيوش العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية التي تعمل بشكل ممتاز، مشيراً إلى أن مفاهيم الدبلوماسية تغيّرت اليوم وفق أولويات كل دولة، وأنه يجب ترجمة الوطنية إلى واقع حي يحكم عليه الناس من خلال الأفعال التي يتم القيام بها، مشدّداً على أن النزعة الاستقلالية متجذّرة ومتأصّلة في سورية وأرضها الطيبة.



وأضاف في معرض ردّه على أسئلة الحضور: إن وزارة الخارجية تعمل وفق  استراتيجية عمل واضحة الأهداف والبرامج، وهناك رسائل تُرسل إلى سفراء سورية في الخارج وسفراء الدول بدمشق وإلى عواصم الدول المهمّة، مبيّناً أنه تم إحداث المعهد الدبلوماسي في الوزارة بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد لزيادة معارف وخبرات العاملين في الحقل الدبلوماسي، ويتم فيه التركيز على الجانب الثقافي من خلال الدورات التي تجرى فيه، وبالتالي الدبلوماسية الثقافية معتمدة من الوزارة، مبيّناً أن المغتربين السوريين في الخارج عصاميون ويعملون بجدّ ولهم جذور قديمة وحضور في بلدان الاغتراب، فهم كنز يجب استثماره بالشكل الصحيح  والدبلوماسية الشعبية تقوم على المكوّن الاغترابي، لافتاً إلى نجاح الدبلوماسية الدينية السورية من خلال مخاطبة الفاتيكان لأول ولعدة مرات من قامة دينية وطنية هي الأب الياس زحلاوي للوقوف إلى جانب سورية في الحرب التي تواجهها ضد الإرهاب ولتأكيد عدالة قضيّتها.



وأشار إلى أن سورية انتصرت في الحرب التي تواجهها، ولديها العديد من عوامل القوة رغم صغر مساحتها وضعف اقتصادها وعدد سكانها القليل، ومنها أن لديك قائداً مؤمناً ببلده ويملك الحكمة والشجاعة والرؤية البعيدة، وليس لديها عقدة النقص تجاه أي دولة ولها تاريخ وحضارة عريقة وثقافة تعود إلى آلاف الأعوام، ولولاها لبقيت أوروبا وثنية، مؤكداً أن سورية بالنسبة إلى أعدائها مهمّة جداً، ولو لم تكن كذلك لم يشنّوا عليها هذه الحرب الكونية ولم يصرفوا هذه التريليونات من الدولارات، ولم يخترعوا تنظيم “داعش” الذي صُدّر إليها من 101 دولة من أصل 193 دولة بمجلس الأمن، حتى إن بعض سفراء الدول “فرنسا وبريطانيا” بالمجلس يرفضون ذكر التنظيم في كلماتهم رغم وجود قرار خاص به كتنظيم إرهابي، مبيّناً أن صناعة الإرهاب صناعة غربية والغرب وأمريكا غير جادين بمكافحته والقضاء على تنظيم “داعش”، وأساليب هذه الدول وما يتم في المخيّمات والمصطلحات التي تستخدمها في المحافل الدولية خير دليل، والقرار المتخذ بمجلس الأمن بخصوص الإرهاب الهدف منه استجلاب ما يسمّى التحالف إلى سورية، وهو احتلال وانتهاك لسيادتها، حيث يقوم المحتل الأمريكي بأبشع الجرائم بحق جيشنا والأهالي ونهب الثروات، واصفاً ما عملوه في سورية بأنه خلاصة الأبلسة في السياسة.



وذكر الدكتور الجعفري أن سورية كسرت هيبة وهيمنة الدول الغربية وأمريكا في مجلس الأمن، وهم غير معتادين على ذلك لأن العرب في نظر الغرب قطيع، وعند عقد جلسات مجلس الأمن كنا نطرح القضايا العربية قبل القضية السورية، ونذكّر الغرب وأمريكا بأعمالهم الإرهابية، وكنا نُحارَب في مجلس الأمن لمنعنا من عرض حقيقة الأحداث التي تحدث في سورية، ونُمنع من الحديث، حتى الترجمة لم تكن صحيحة والهدف عدم وصول الحقيقة، مؤكداً أن حالة الفوضى التي يعيشها العالم سببها عدم معاقبة بريطانيا وأمريكا على أعمالهما العدوانية في ليبيا والعراق  وتفكيك الاتحاد السوفييتي، منوهاً إلى أن الغرب ناقم ومنزعج من ميثاق الأمم المتحدة لما يتضمّنه من مبادئ مهمّة.



وعن العلاقة مع روسيا أكد الدكتور الجعفري أن روسيا اليوم عاصمة السياسة العالمية وهي الحليف الأهم لسورية، والعلاقة معها استراتيجية ولها خصوصية لجهة العلاقة الدبلوماسية معها، واليوم هو الوقت المثالي للعمل معها، لافتاً إلى أنه ليس هناك أي منطقة محتلة في سورية منسيّة وغائبة عن ذهن الدولة، ولكن العمل يتم وفق الأولويات، ووجود القوات الأمريكية والتركية هو احتلال، وليس هناك مفاوضات مباشرة مع تركيا، هم يروّجون لذلك لأن النظام التركي مقبل على انتخابات ويريد استثمار هذا الحديث لمصلحته بعد الانشقاقات الكبيرة في حزبه واعتراف حلفائه بفشل سياسته.



وختم الدكتور الجعفري حديثه بأن سورية لديها خصوصية وطنية ببعد قومي، والفكر القومي وُلد في سورية وهذا الفكر أنهى الدولة العثمانية، لافتاً إلى أن للأدب دوراً مهمّاً في صناعة السياسة ومتمنياً للاتحاد النجاح في عمله.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=89187