تحقيقات وتقارير

من 2011 إلى 2014 .. مكتبة الأسد إلى استعادة الألق


الإعلام تايم- رهام راجح محمود
لم تستثن تأثيرات الأزمة في سورية صرحاً من غيره، حيث انسحبت تأثيراتها على مجمل حياة السوريين وتفاصيلها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
ولم يكن نصيب مكتبة الأسد الوطنية بدمشق الصرح الثقافي الأبرز في سورية- نظراً لأهميتها التاريخية والثقافية - من انعكاسات الأزمة السلبية أقل من غيرها، فالمكتبة التي وصل عدد روادها في اليوم الواحد قبل الأزمة إلى 8000 زائر يبلغ عدد روادها اليوم 52 زائرا _بحسب مصادر المكتبة _.
كما انخفض عدد ساعات الدوام في المكتبة من 11 ساعة يومياً إلى 7ساعات ونصف، كما أغلقت المكتبة أبوابها يومي الجمعة والسبت. ومع الإنفراج الأمني والميداني الملحوظ في العاصمة دمشق ونظراً للشكاوى التي قدمت إلينا من رواد المكتبة _ ومعظمهم من طلاب الجامعات_ المطالبين بزيادة عدد ساعات الدوام في المكتبة التقينا الدكتور علي العائدي المدير العام لمكتبة الأسد الوطنية الذي قال: "في الشهور الأولى للأزمة كان دوام المكتبة من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الثامنة مساء، وكان يفد إلى المكتب عشرة قراء فقط في اليوم، ولم نغلق أبوابنا بوجه أحد .وعندما انخفض عدد رواد المكتبة خفضنا ساعات الدوام لأن المكتبة تعمل بالنظام المركزي من البهو حتى الطابق الأخير فحين تفتح المكتبة أبوابها يعمل التكييف والكهرباء في قاعات المكتبة جميعها " مؤكداً أنه في المنطق الإداري والوظيفي ليس من المجدي أن يكون الاستهلاك بالطاقة القصوى على أداء خدمة محدودة. وعن إغلاق المكتبة أبوابها يومي الجمعة والسبت قال : "الجمعة والسبت يوما عطلة رسمية ونحن كباقي المؤسسات لدينا نظام عمل في ضوء تعليمات السيد رئيس مجلس الوزراء ، فكل ساعة تفتح فيها المكتبة أبوابها تترجم لإنفاق .
وسابقاً كانت المكتبة تفتح أبوابها يوم السبت للساعة الثانية ظهراً مؤكداً أن عدد ساعات الدوام سيتزايد بتزايد الإقبال. وفي رده على سؤال عن مصير الموظفين المداومين سابقاً في الفترة المسائية قال: "هم على رأس عملهم بعد تداخل الدوامين المسائي والصباحي " مضيفاً: في المكتبة 400 موظف، لايظهر للقارئ منهم إلا 50 موظفا .فالمكتبة تحوي 11 مديرية ، لايظهر منها إلا مديرية الإعارة، أما باقي الأعمال ( مخطوطات _ تصنيف _ فهرسة_ توثيق _ أرشيف) فتبقى في الظل. وبين العائدي وجود صناديق اقتراح للقراء لاستقبال شكاويهم موجودة بجانب المصاعد . وعن الخدمات التي تقدمها المكتبة قال: إن المكتبة لازالت إلى اليوم تقدم خدمات ومعلومات لكل أجهزة الدولة والجامعات والقضاء وسلك التعليم ، فالمكتبة كانت تقدم إهداءات من الكتب لكل مدارس سورية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لاتقل عن 100 عنوان للمكتبة الواحدة وبشكل مجاني. وفي معرض رده على الشكوى المقدمة إلينا من رواد قاعات المعلوماتية في المكتبة والذين يمنعون من إدخال حاسباتهم الشخصية ووحدات التخزين (Flash Memory)خاصتهم قال: لانسمح بإدخالها خوفاً على قواعد البيانات من الفيروسات، ونسمح لرواد المكتبة بنسخ مايرغبون من خلال (cd) قرص مدمج يستلمه الزائر من القاعة وينسخ ما أراد فيه بسعر رمزي . مشيراً إلى أن المكتبة تطورت بمستويين (أفقي وعامودي) والسياسة المتبعة في المكتبة تهدف إلى أن تبقى المادة مابقي الإنسان .فمنذ عام 1984 لم يفقد وعاء ثقافي واحد من المكتبة ، وكل وعاء يدخل القيود يبقى موجودا.
وعن علاقة المكتبة بالمكتبات الأخرى وما إذا تأثرت اتفاقيات المكتبة الدولية بالعقوبات المفروضة على سورية قال: علاقة المكتبة بالمكتبات العالمية علاقة تبادل وكانت غالبا تبنى على معرض الكتاب، فكل جامعة أومكتبة ترسل إلى مكتبة الأسد مجموعة من العناوين التي ترغب بالتبادل بها وترسل المكتبة بدورها قائمة أخرى بالتبادل ويتم التبادل بناء عليه دون قيمة. إضافة إلى أنظمة الشراء والإيداع والإهداء والأقوى هو الإيداع القانوني فكل وعاء ثقافي يصدر في القطر يجب أن يودع لدى مكتبة الأسد.
وعن ميزانية المكتبة قال العائدي: للمكتبة استقلال مالي وإداري، وآمر الصرف هو المدير العام. كما أن للمكتبة موازنة مستقلة تناقش مع وزارة المالية بشكل سنوي مستقل عن كل المؤسسات .والموازنة مبنية على ماتم إنفاقه في العام السابق وماهو متطور في العام الحالي. مؤكداً أن التعامل مع بنود الإنفاق في المكتبة حساس جداً، وأن الموازنة العامة يذهب 70% منها رواتب وأجور والباقي للخدمات (كهرباء_ماء _ صيانة) مضيفاً: وصل عدد القراء إلى 170ألف قارئ يحملون بطاقات دخول المكتبة.
وعن الاستحقاق الدستوري قال العائدي: الديمقراطية حق لكل مواطن، وسورية تمارس الديمقراطية منذ القدم ولكن شكل الممارسة هو الذي اختلف الآن، مشيراً إلى أن سورية لم تفرض يوما قيوداً على الاقتراع. مؤكداً أن الاقتراع أمر ملزم بالمستوى الأخلاقي والمجتمعي والديني والاقتصادي. وأخيراً وعد العائدي بإقامة معرض الكتاب الذي توقف بسبب الأزمة بأقرب فرصة ممكنة. ويبقى السؤال مفتوحاً ...هل ستعود المكتبة لدورها الريادي ثقافياً واجتماعياً ومركزاً للبحث العلمي؟
دمشق

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=8864