اقتصاد وأسواق

شبح الركود يهيمن على أوروبا


تحت وطأة أسعار الوقود والمواد الغذائية المرتفعة، التي أدت إلى إضعاف الاستهلاك ارتفع التضخم في منطقة اليورو إلى 9.1 في المائة في أغسطس، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، في حين يتوقع المحللون أن يصل المعدل إلى رقمين بحلول نهاية العام.

 

وأظهر مسح خبراء الاقتصاد تراجع النشاط الاقتصادي الأوروبي مجدداً في أيلول الحالي، لترتفع التوقعات باحتمال حدوث ركود آخر.

 

وقال كريس ويليامسون، كبير اقتصاديين الأعمال لدى «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت انتليجنس»، إن «الركود في منطقة اليورو موجود؛ إذ تشير الشركات إلى تدهور ظروف أعمالها وزيادة ضغوط الأسعار المرتبطة بارتفاع تكاليف الطاقة».

 

ورفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة هذا الشهر، وتعهد ببذل كل ما في وسعه للحد من الارتفاع في أسعار المواد الاستهلاكية.

 

فيما قالت أمريتا سين، كبيرة محللي شؤون النفط لدى مؤسسة «إنرجي أسبكتس» للأبحاث واستشارات الطاقة، إن أزمة الطاقة في أوروبا يمكن أن تستمر حتى نهاية عام 2023، في ظل تزايد الطلب بشدة على الطاقة وتفاقم الضغط على المعروض بسبب العملية الروسية في أوكرانيا.

 

وقالت سين لـ«بلومبرغ»، إن «هذا الحدث لن ينتهي بحلول هذا الشتاء، تحتاج روسيا لتحقيق التوازن في السوق، ليس لفترة الشتاء المقبل فحسب، ولكن حتى موجة البرد التالية في نهاية العام المقبل»،

 

ألمانيا: الانكماش الاقتصادي سيترك بصماته على سوق العمل

 

أدى التراجع الحاد في القوة الشرائية والتضخم المرتفع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة للشركات إلى دخول الاقتصاد الألماني مباشرة إلى الركود، وفقاً لخبراء اقتصاد استطلعت وكالة الأنباء

الألمانية آراءهم.

 

وقالت فريتسي كولر -جايب، كبيرة الاقتصاديين في بنك التنمية الألماني الحكومي «كيه إف دبليو»: «سيترك الانكماش الاقتصادي بصماته على سوق العمل»، مضيفة أنه من المتوقع أن تعاني الأسر وخاصة قدرتها الشرائية خلال هذه الأزمة.

 

وأوضحت كاتارينا أوترمول، الخبيرة الاقتصادية في مجموعة «أليانز» للتأمين، «سنخرج جميعاً من الأزمة أكثر فقراً»، مضيفة أن ألمانيا تمر حالياً بأسوأ أزمة خلال الخمسين عاماً

الماضية.

 

بريطانيا تكشف «أجرأ موازنة» في نصف قرن... وانتقادات لـ«المقامرة»

 

فيما يمكن وصفه بأنها «أجرأ موازنة مصغرة» بريطانية على مدار نصف قرن كامل، والتي تتزامن مع تحذيرات حادة لبنك إنجلترا المركزي من أن بريطانيا تدخل في حالة ركود، تحت وطأة أسعار الوقود والمواد الغذائية المرتفعة، أطلق وزير المالية البريطانية كواسي كوارتنغ العنان لتخفيضات ضريبية تاريخية وزيادات ضخمة في الاقتراض، في أجندة اقتصادية فاجأت الأسواق المالية، مع السقوط الحر للسندات الحكومية البريطانية.

 

ووصف حزب العمال المعارض الخطط بأنها «مقامرة يائسة». وقال معهد الدراسات المالية إن التخفيضات الضريبية هي الأكبر منذ ميزانية عام 1972، والتي يُذكر على نطاق واسع أنها انتهت بكارثة بسبب تأثيرها التضخمي.

 

إذاً الاقتصادات الاوربية تواجه خطر مزمن بسبب الازمات المتلاحقة، التي لم تتعافى بعد من جائحة كورونا وأزمة ديون اليورو وتفاقم أزمة تكاليف المعيشة ونظرة مستقبلية قاتمة تجعل المستهلكين قلقين إزاء الإنفاق.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=8&id=88515