نافذة على الصحافة

أنقرة تغير صيغة علاقاتها


بعد أنباء عن إخطار السلطات في تركيا لأعضاء ما يسمى "الائتلاف السوري" بمغادرة الأراضي التركية قبل نهاية العام الحالي أوردتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، تحدثت نور علي في مقال نشرته صحيفة "رأي اليوم" عن حقيقة هذا القرار، وقالت إن خبراً مماثلاً نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم" قبل أكثر من أسبوع، حيث قالت نقلاً عن مصادر خاصة ان تركية طلبت مما يسمى "الائتلاف السوري" مغادرة الأراضي التركية، لكن الائتلاف في بيان رسمي نفى بشكل قاطع خبر الوكالة الإيرانية واعتبره ملفقاً، بينما دافعت الوكالة بتقرير مفصل عن خبرها وعن صدقية مصادرها.

 

وأضافت الكاتبة: لا بد من تثبيت أن كلا الوكالتين "سبوتنيك" "وتسنيم" هي وكالات إخبارية حكومية رسمية تتمتع برصانة ولا تتعاطى مع الإشاعات والأقاويل من أجل السبق الصحفي أو الإثارة الخالية من المضمون، وهما تمثلان بلدين يلعبان اليوم دور الوسيط بين دمشق وأنقرة ولديهما اطلاع قريب على مسار التقارب الذي قطع شوطاً في التفاوض المنقسم إلى مراحل كل مرحلة يتم التوافق عليها تتجه إلى التنفيذ العملي قبل الانتقال إلى مرحلة أخرى. وبالتالي الخبر ليس تلفيقاً. وعلى الأغلب تم تسريبه بشكل متعمد مرتين بشكل متتالٍ ومن مصادر تركية، وتساءلت: لماذا وما الهدف؟

 

وأجابت الكاتبة: المؤكد وحسب معلومات "رأي اليوم" أن تركيا لم تطلب من "الائتلاف السوري" مغادرة الأراضي التركية رسمياً. وهذا لا ينفي أن تكون  مصادر تركية مطلعة سربت خبراً بشكل متعمد عن قرار كهذا بهدف ممارسة ضغوط على أعضاء الائتلاف ومواصلة تعبيد الطريق نحو إعادة صياغة العلاقة مع دمشق، و"الائتلاف" الذي يتخذ من تركيا مقراً له، والذي فقد تقريباً كل الدول التي كانت تموله وتستقبل مقرات ونشاطات له و لم يبق له سوى تركيا، وتتحكم أنقرة بتوقيت وحجم التمويل الذي يحصل علـيه "الائتلاف" من مصدر واحد وهو قطر، ومع ذلك عارض أعضاء الائتلاف علنا الخطوات التركية الأخيرة للتقارب مع سورية، بل وتم ادانة وتجريم وزير الخارجية التركية “مولود جاويش اوغلو” عندما تحدث عن لقاء جمعه بوزير الخارجية السوري” فيصل مقداد” في بلغراد.

 

وتابعت الكاتبة: شارك أعضاء في الائتلاف ومحسوبون عليه في الحملة التي شنت على وزير الخارجية التركية بعد الحديث عن لقاء جمعه بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد في بلغراد، واتهموا تركيا ببيع دماء السوريين من أجل المصالح وهو ما أزعها، وإن لم تبلغ "الائتلاف" بقرار حظر نشاطه في تركيا ومغادرة البلاد، فإنها وحسب مصادر مطلعة بدأت سلسلة إجراءات منها تقنين حجم التمويل القادم من الخارج، وتأخير دفع بعض المستحقات المالية والرواتب وتقييد بعض النشاطات في الداخل التركي، وقد تبدو هذه الإجراءات مقدمة لطرد الائتلاف لاحقا. ولكن هذا لن يحدث مطلقا.

 

وختمت الكاتبة: ما تريده أنقرة هو تطويع "الائتلاف" لينسجم مع توجهاتها الجديدة، وبذله جهوداً لوقف وتجريم الأصوات التي تهاجم تركيا على خلفية شروعها في مسار التقارب مع سورية، لذلك لن تتخذ قراراً بطرد "الائتلاف" بل ستسعى إلى تعديل سلوكه وخطابه وفق متطلبات المرحلة الجديدة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=88284