نافذة على الصحافة

الاحتلال الأمريكي متمسك بوجوده في سورية


تريد واشنطن تعزيز حضورها في الساحة السورية، وعرقلة أي جهود من شأنها أن ترسم معالم حلول تقودها موسكو وتكون أنقرة طرفاً فيها.. وعلى هذا بدأت واشنطن كما جاء في مقال لعلاء الحلبي في صحيفة الأخبار اللبنانية سلسلة تغييرات في خريطة انتشارها العسكري في سورية، وبدا لافتاً تزامُنها مع انطلاق حملة أمنية متجدّدة لميليشيا "قسد" داخل مخيم الهول، وتكثيف الحديث عن تصاعد نشاط تنظيم "داعش" ونيّته تكثير هجماته في المرحلة المقبلة.

 

وقال الكاتب: بالتوازي مع نشاطها السياسي الهادف إلى إحباط "مسار أستانا" للحل في سورية والمدعوم من روسيا، تظهر عملية تتبع لتحركات واشنطن على الأرض ارتفاعاً متزايداً فيها، بعد فترة سكون نسبية، سواءً على صعيد إعادة التمدد في بعض المناطق، أو حتى تقديم مزيد من الدعم لميليشيا "قسد".

 

ونقل الكاتب عن مصادر ميدانية أن الولايات المتحدة أعادت تنظيم انتشار قوّاتها في بعض المناطق، وأبرزها محيط القامشلي، حيث جدّدت تفعيل قاعدة غير شرعية كانت قد انسحبت منها في وقت سابق في قرية نقارة،جنوب غربي القامشلي، كما استقدمت تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى قاعدتَين قريبتَين، ليصبح التوزّع الجديد لقوّات الاحتلال الأميركية شاملاً ثلاث قواعد في تلك المنطقة، ونفذت  تدريبات مشتركة بالرصاص الحيّ مع "قسد".

 


وختم الكاتب: ترسم التحركات الأميركية المتصاعدة معالم معادلة يبدو أن واشنطن تحاول ترسيخها، على نحو تشكل فيه "الحرب على داعش" مدخلاً ظاهرياً لإعادة ترتيب المشهد الميداني، ومنع أي تغيير يمكن أن تفرزه مسارات الحل المدعومة روسياً، فضلاً عن التصدي للضغوط المتزايدة على القواعد الأميركية غير الشرعية، التي تتعرض بشكل متواتر لهجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة. ويعني ما تَقدّم تمسكاً أميركياً بالوجود في سورية من جهة، وضمان استمرار "قسد" من جهة أخرى، بالإضافة إلى محاولة ثني تركيا عن ميْلها الواضح نحو "الحلّ الروسي"، ونقلها من "منافس في الحرب على الإرهاب" حيث تستثمر أنقرة "داعش" أيضاً في تسويق جزء من نشاطها العسكري في سورية إلى "شريك".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=88236