تحقيقات وتقارير

هل وقع شيوخ الفتنة السعوديون في شرك مكائدهم ضد سورية؟


كشفت حسابات تويترية مناهضة لسياسة ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان أن القبضة الحديدية التي يحكم بها الأخير تنبئ عن مجزرة أحكام مشددة من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة، بحقّ عدد المعتقلين منذ سنوات، جلّهم من الدعاة والشيوخ الذي نادوا قبل سنوات بتدمير سورية.

حساب "معتقلي الرأي"، المتخصّص في نقل أخبار المعتقلين السعوديين، قال في تغريدة له إنه "تأكّد لنا إصدار المحكمة الجزائية المتخصصة حكماً بالسّجن مدة 15 سنة ضد الداعية إبراهيم الدويش، المعتقل منذ نيسان 2020"، كما حكمت بالسجن مدة 20 سنة، ضد محمد كدوان الألمعي، المعتقل منذ تموز 2021، وبالسجن 8سنوات على الدكتور قاسم القثردي الألمعي، والمدة نفسها ضد الدكتور رشيد الألمعي المعتقلان في تموز2021، والسجن 18 عاماً ضد الناشط الإعلامي المعروف منصور الرقيبة والسجن مدة 25 سنة ضد الداعية عبدالرحمن المحمود، المعتقَل منذ أيلول 2021.
كما قامت المحكمة بتشديد الحكم الصادر ضد الشيخ عصام العويد، ليُصبح 27 سنة، فيما تم قبل يومين ووفقاً للحساب نفسه قيامَ محكمة الاستئناف بتغليظ الحكم على الداعية ناصر العمر بالسَّجن لمدة 30 عاماً.

وتمّ القبض على عدد من رجال الدين، أبرزهم سلمان العودة وسفر الحوالي وعوض القرني؛ ضمن حملة اتهامات شنّها ذباب ابن سلمان الإلكتروني الذي يسعى لتحسين عهده وتأطيره بالانفتاحية عبر الهيئة العامة للترفيه، كما تمّ القبض على نشطاء حقوق الإنسان، بما في ذلك سيدات مطالبات بحقوق المرأة، ومنهم سمر بدوي، التي تسببت في أزمة سياسية ودبلوماسية، ما زالت دائرة حاليا بين السعودية وكندا، التي طالبت بالإفراج عنها.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية، قد نشرت تقريراً حول ممارسات القمع التي تشنّها السلطات السعودية، ضد السيدات، وكتبت تحت عنوان "إدانة سعودية مسجونة بـ "نشر الأكاذيب عبر التغريدات"، أن امرأة سعودية حُكم عليها مؤخرًا بالسجن 45 عامًا باستخدام الإنترنت وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب عبر التغريدات، من بين جرائم أخرى مزعومة، وفقًا لوثيقة محكمة سعودية تم الحصول عليها حديثًا.

نورا القحطاني، التي ظهرت قضيتها لأول مرة الأسبوع الماضي، هي أم لخمسة بنات، إحداهن معاقة، تبلغ من العمر نحو 50 عاماً وتعاني من مشاكل صحية، وفقاً لسجلات المحكمة.

وقالت الصحيفة إن "هذا الأمر يتعارض مع الصورة العامة التي سعت الحكومة السعودية وداعموها إلى تعزيز تمتع المرأة بمزيد من الحرية الشخصية في ظل ابن سلمان".

وفي آب الماضي، حكمت محكمة استئناف سعودية على سلمى الشهاب، طالبة دكتوراه في جامعة ليدز وأم لطفلين، بالسجن 34 عامًا، لامتلاكها حسابًا على تويتر ولمتابعتها وإعادة تغريد المعارضين والناشطين.

تم القبض على شهاب وإدانتها بعد أن عادت إلى السعودية لقضاء عطلة، وتمّت إدانة الحكم على نطاق واسع، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها أجرت عدة مناقشات مع نظرائها السعوديين لمناقشة القضية.

وكان المدعون الأمريكيون قالوا في وقت سابق إن السعودية جندت أشخاصاً في تويتر ودفعت لهم مبالغ مالية، لتمكينها من اختراق حسابات النشطاء، وهو ما مكّن سلطات المملكة بالفعل من الوصول لتلك المعلومات.

يذكر أن عدداً من الدعاة والمشايخ الذين صدرت بحقهم أحكام السجن حملوا راية الترويج لتخريب سورية بأمر من السلطات السعودية وكانوا أداة لتجنيد الشباب والفتيات حول العالم للقتال في سورية تحت مسميات "الجهاد في الشام" و"جهاد النكاح"، إلا أن ابن سلمان خشي من أفكارهم التي قد تنقلب على العائلة المالكة في السعودية، فجرّدهم من مناصبهم التي خدموا فيها الأجندة الأمريكية الغربية تحت ظل عرش المملكة لتخريب سورية، واعتقلهم بتهم منها "تشويه سمعة العائلة المالكة".

وأدت فتاوى العديد من الدعاة السعوديين وخاصة من يقبعون وراء القضبان الحديدية في المعتقلات السعودية اليوم، واحتضان دعاة الفتنة السوريين، إلى التغرير بمئات آلاف الشباب في العالم، السوريون منهم، خاصة، تحت عناوين "الدولة الإسلامية" و"الخلافة" و"الإمارة" لتدمير الحضارة السورية وإنهاك الشعب السوري بالأزمات المتتالية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=88198