نافذة على الصحافة

أمريكا تخشى المقاومة والتصعيد


تكررت الاعتداءات الأمريكية على مقرات ومواقع تابعة للقوات الرديفة للجيش العربي السوري، والتي قوبلت كما رأى أيهم مرعي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية برد القوات الرديفة من خلال القصف المتكرر للقاعدتين الأميركيتين غير الشرعيتين في حقلي العمر وكونيكو، وأكد أن القوات الرديفة تعمدت التصعيد ضدّ الأميركيين في التنف ودير الزور، لإيصال رسالة مفادها بأنها ماضية في استهداف الوجود الأميركي غير الشرعي في سورية لإجبار القوات المحتلة على الخروج من هذا البلد.

 

وقال مرعي: يبدو أن الأميركيين أدركوا وجود نوايا تصعيدية ضدهم، يمكن أن تصل إلى حد استهداف دورياتهم البرية، في ظل تكثيف القصف على قواعدهم غير الشرعية في دير الزور والحسكة والتنف. وعلى هذه الخلفية اتخذت واشنطن العديد من التدابير لمواجهة التصعيد، من خلال تكثيف الطائرات المروحية والمسيرة دورياتها في أجواء الحسكة ودير الزور، وإطلاق بالونات حرارية للمراقبة، بالتوازي مع الطلب من ميليشيا "قسد" تعزيز نقاطها على امتداد الجهة الشرقية من نهر الفرات، لمنع تسلل أي من عناصر المقاومة إلى المنطقة. كما أصدرت قيادة القوات الأميركية تصريحات للإشارة إلى خطورة الوضع في البلاد، إذ أعلنت حالة الطوارئ في كل من سورية والعراق، ووضعت قواتها في حالة التأهب، خشية أي تصعيد إضافي محتمل ضدها، وربما تريد الولايات المتحدة منع محاولة إطلاق مقاومة شعبية منظمة ضدها، لما يمكن أن تشكله من خطر على وجودها في المنطقة وللتعبير للروس عن استيائها بسبب الاستهداف المتكرر للطيران الروسي لـ"فصائل" موالية لها في منطقة التنف، وبأنها ستبقى على أهبة الاستعداد للرد، بقصف القوات الرديفة السورية، في محاولة لخلق معادلة ميدانية تتناسب مع حجم التهديد ضدها، ومن غير المستبعد أن يكون الأميركيون قد أوعزوا للإسرائيليين بتصعيد القصف على سورية، كما حصل في الاعتداء الأخير على مصياف، للتأكيد أن أي استهداف لوجودها في الشرق السوري، سيقابَل بتصعيد في مختلف الجبهات السورية الأخرى.

 

وأضاف الكاتب: من هنا فإن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي أتى بعد يوم واحد من الاعتداءات الأميركية على دير الزور، بدا متكاملاً ومؤازراً للأميركيين. وعلى رغم أن الولايات المتحدة تعمدت تكثيف اعتداءاتها العسكرية أخيراً، لكنها أرادت في الوقت ذاته إرسال رسالة مفادها بأنها لا تريد التصعيد، لإدراكها خطورته في ما لو استمر نشاط المقاومة الشعبية ضدها. ومع أن الهدوء عاد نسبياً إلى المنطقة، منذ مطلع الأسبوع الجاري، إلا أن الاحتياطات التي عملت واشنطن على اتخاذها، توحي بأن التصعيد ضدها سيتكرر في أي لحظة، بخاصة في ظل إجماع ثلاثي "أستانا" على ضرورة خروج الولايات المتحدة من سورية.

 

وتابع الكاتب: وفي هذا الإطار أفادت مصادر ميدانية بأنه "وعلى رغم الخسائر التي تسبّب بها القصف الأميركي على عدة مواقع للقوات الرديفة في دير الزور، إلا أنها لن تؤثر في الإصرار على تحقيق هدف إخراج الأميركيين من سورية"، لافتةً إلى أن "ما تفعله المقاومة الشعبية من استهداف للقواعد غير الشرعية للاحتلال الأميركي، هو هدف مشروع لكون الأميركي محتلاً ويتواجد من دون موافقة الحكومة الشرعية". وتوقعت المصادر أن يستمر التصعيد ضد الأميركيين في ظل التوافق السوري - الروسي - الإيراني - التركي، على ضرورة إنهاء الوجود الأميركي في سورية كونه يشكل عقبة أمام أي حل للأزمة، مرجحة أن "تكون المقاومة الشعبية رأس حربة في استهداف الوجود الأميركي، بالتوازي مع نشاط متوقّع للطيران الروسي لاستهداف الفصائل المسلحة، ما سيشكل عامل ضغط على الأميركيين، سيصعب عليهم مواجهته".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=87875