نافذة على الصحافة

على خط التطبيع


ما زالت دمشق تلتزم الصمت حيال سيل التصريحات التركية التي تغازلها وترغب في فتح الأبواب المغلقة معها.

 

علاء الحلبي تحدث في صحيفة الأخبار اللبنانية عن تفسيرات عدة تسري في الأروقة السياسية أبرزها أن الحكومة السورية ترغب في رؤية خطوات فعلية على الأرض، تُراعي الثوابت التي تصر سورية على عدم المساس بها (وحدة الأراضي، السيادة، استعادة جميع المناطق التي تحتلها تركيا أو الفصائل المرتبطة بها، الالتزام بمبدأ الحل السوري - السوري بما يتوافق مع مساري أستانا واللجنة الدستورية)، في مقابل إبداء المرونة في تنفيذ خطوات موازية تضْمن للأتراك أمن حدودهم، بالاستناد إلى الاتفاقات الثنائية بين البلدين. 

 

وقال الكاتب: لا يمنع هذا التأني المترافق مع الصمت تصاعد النشاط السياسي السوري على خط "إصلاح" العلاقات مع تركيا، والذي يتجلّى آخر فصوله في زيارة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو، بعد أولى إلى طهران (بالتزامن مع القمّة الثلاثية لرؤساء روسيا وإيران وتركيا) ترافقت مع إعلان دمشق انفتاحها على جميع الجهود التي تبذلها موسكو وطهران لتقريب وجهات النظر بين الأولى وبين أنقرة، والتي يبدو أنها وصلت إلى مراحل متقدمة، قد تظهر معالمها إلى العلن خلال الفترة المقبلة.

 

الكاتب أضاف: في ما يخص التسريبات المتواصلة حول ترتيبات لإجراء لقاء أو اتصال بين الرئيسين بشار الأسد وإردوغان، والتي لم تؤكدها أو تنفِها دمشق يسود اعتقاد في الأوساط السياسية السورية بأن لقاءً من هذا النوع يمكن أن يحدث، بل هو أمر حتمي بين دولتين جارتين تسعيان إلى بناء علاقات متوازنة تضمن مصالحهما المشتركة. غير أن اجتماعاً كهذا، وفقاً للمعطيات الحالية، لا يزال مشروطاً بخطوات فعلية على الأرض، واتفاقات واضحة ومحددة بجدول زمني لحل ملفات معقدة عدة، على رأسها إدلب التي تشهد خلال الأيام الحالية تصعيداً متزايداً، بالإضافة إلى مشكلة الوجود العسكري التركي في الشمال السوري، والذي تصنّفه دمشق احتلالاً. ولا يزال النظر في هذه القضايا الإشكالية في بدايته، ما يعني أن الحديث عن لقاء على المستوى الرئاسي يُعتبر متعجّلاً، ما لم تحدث اختراقات تُسرّع من سير العملية، أو على العكس تتسبب بعرقلتها في ظل المحاولات الأميركية المستمرة لضرب الجهود الروسية والإيرانية في ذلك السياق. 

 

 وتابع الكاتب: بالنتيجة ثمة عوامل توافقية عدة بين دمشق وأنقرة، من بينها رفض وجود القوات الأميركية في سورية، و"رفض النزعة الانفصالية"، بالإضافة إلى التوافق على ضرورة العمل على إعادة اللاجئين والنازحين، وهو من الملفات الأكثر أهمية بالنسبة لتركيا في الوقت الحالي، في ظل الضغوط المتزايدة على رئيسها مع اقتراب الانتخابات، التي يشكل هذا الملف عنواناً رئيساً لحملات القوى المعارضة فيها. لكن في المقابل، ثمة ملفات خلافية عدة، من بينها المشاريع السكنية التي تبنيها تركيا في ريفَي حلب وإدلب لتشكيل حزام سكاني مرتبط بها، إضافة إلى عمليات التتريك في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وعلاقة أنقرة بفصائل "جهادية" تسيطر على إدلب. وما لم تبادر تركيا إلى خطوات عملية لحلحلة تلك المعضلات، فإن تصريحاتها "الانفتاحية" على دمشق ستبقى في سياق "الدعاية الانتخابية" أو "التلاعب السياسي التركي".

 

وفي حديث اللقاء بين دمشق وأنقرة أشار تقرير إعلامي إيراني نشرته وكالة تسنيم الإيرانية إلى أن الرئيسين قد يجتمعان في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سبتمبر/ أيلول في أوزبكستان، وبحسب التقرير فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا الرئيس التركي للمشاركة في اجتماع المنظمة المقرر في أوزبكستان، كما طلب من الرئيس الأسد المشاركة.

 

وأضاف التقرير أن رئيس حزب "الوطن" التركي دوغو بيرينجيك سيتوجه قريباً إلى سورية ضمن وفد سياسي ودبلوماسي حيث سيلتقي ويجري محادثات مع الرئيس الأسد، وجاء في التقرير أنه "حسب المعلومات الواردة، سيرافق بيرينجيك في هذه الرحلة عدد من الوزراء السابقين والمحاربين القدامى في الدبلوماسية التركية، وسيتم تقديم تقرير عن هذه الرحلة إلى السلطات التركية".

 

وأضاف التقرير أن "محور هذه الرحلة سيكون حول سبل استعادة العلاقات، ومكافحة الإرهاب المشترك في شمال سورية وعودة اللاجئين.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=87709