تحقيقات وتقارير

في ذكرى الرحيل السابعة... الخلود يحب العظماء


 

خاص\| الإعلام تايم

 

سبعة أعوام على الرحيل، لم ينجو من الشر سوى ما أخفت يداه، من يعشق التاريخ لن يسطيع المساومة عليه حتى ولو بروحه، سبعة أعوام على الرحيل وكل حبة رمل تناجي روح الشهيد شوقاً للقياه.

 

الثامن عشر من آب ذكرى استشهاد عالم الآثار السوري الكبير خالد الأسعد، من آثر على الموت فداءً لعشقه الأبدي لمدينته وتاريخه وحضارته تدمر

 

وهو الذي قال “حبي لتدمر وعشقي لها لا يوازيه أي شيء في هذه الدنيا. لقد زرت معظم مدن العالم شرقا وغربا، ولو خيرت بينها لاخترت تدمر. فعلى ترابها عشت، ومن مائها شربت، وكل ما قدمت من أجلها أقل من الواجب”.

 

ولد العالم الراحل خالد الأسعد في 1 كانون الأول عام 1934 في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وما بين عبق التاريخ وحكايا الزمان وهمسات الرمال عاش الأسعد في مدينته وكبر فيها.

 

إثر دراسته الثانوية، درس الراحل الأسعد في دمشق وتخرّج من جامعتها باختصاص التاريخ، وهو ما كان يتسّق مع شغفه، ورؤيته لأساطير الرمال، وسماعه دويّ أصوات من راحوا.

 

شغل الراحل “الأسعد” بعد التخرّج عدّة وظائف ومناصب ضمن المديرية العامة للآثار والمتاحف، ليغدو إثرها مدير متاحف وآثار مدينته تدمر، وتبدأ رحلة الأبحاث والدراسات والتنقيب عن حضارةٍ تتجلّى دائماً على مر العصور.

 

من مؤلفاته التي اشتهرت عالمياً وجمعت الدليل والتوثيق والإشارات كان مؤلف “الدليل السياحي الأول_تدمر” والذي حمل عنوان “مرحباً بكم في تدمر” وكان بحق خارطة دليلية وحضارية وعلمية لهذه المدينة التي قارعت وقرعت صنوج التاريخ،

 

ووضع الراحل عدّة مؤلفات اعتبرت كأيقونات لكل باحث عن الحضارة مثل “سوريا في العهد البيزنطي والإسلامي” و”زنوبيا ملكة تدمر والشرق”، ومخطوط “قبائل البدو في تدمر” ودراسة “أقمشة المحنطات والمقالع التدمرية”، والكثير من الكتب والأبحاث والدراسات والمخطوطات والمقالات التي أضحت مراجع لكل باحث وأكاديمي وعالم آثار في الشرق.

 

شارك الراحل “الأسعد” بالكثير من البعثات التنقيبية والترميمية وبعدّة صفات سواء ك رئيس أو مشارك، هذه البعثات التي أخذ بعضها طابعا دولياً مشتركاً مثل البعثة السويسرية والبولونية والفرنسية والكثير من البعثات التي كان لها أصداءً عالمية.

 

أتقن الراحل عدّة لغات عالمية ومنها لغات قديمة أبرزها اللغة الآرامية والتي هي لغة بعض شعوب شرق المتوسط منذ آلاف السنين، هذا ما كرّس الأسعد ك عالِم دولي وباحث مرجع لدراسات على المستويات الدولية.

 

حاز الراحل الأسعد على الكثير من الشهادات والأوسمة والجوائز على أرفع المستويات العالمية مثل وسام الاستحقاق برتبة فارس من الرئاسة البولونية ووسام الاستحقاق من الرئاسة التونسية ووسام “الفارس” من الرئاسة الفرنسية،

 

شهد يوم 18 آب عام 2015 قيام أتباع الظلام وأعداء الإنسانية ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” بإعدام العالم السوري الكبير خالد الأسعد عن طريق قطع الرأس.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=87584