حاول العلماء مؤخراً جاهدين فهم السبب الذي يجعل دوران كوكب الأرض حول نفسه يتباطئ، بما يزيد طول الأيام عموماً، حيث أشارت دراسات إلى أنّ يوم الأرض طال فعلاً عن مدته البالغة 86,400 ثانية تقريباً.

 

دوران كوكب الأرض حول نفسه قد تباطأ على مدى ملايين الأعوام بسبب التأثيرات الاحتكاكية (المرتبطة بالمد والجزر) التي يسببها القمر، وتضيف هذه العملية نحو 2.3 ميلي ثانية إلى طول اليوم كل 100 عام، أي أنّ يوم كوكبنا قبل بضعة مليارات من الأعوام لم يكن أكثر من 19 ساعة!

 

ووفق دراسة نشرت في العام 2016 في مجلة علمية متخصصة، يمكن القول إنّ هذه الظاهرة المستمرة منذ نحو 50 عاماً لم يسبق لها مثيل، بحيث أنّ دوران الأرض حول نفسها قد تباطأ بمقدار 6 ساعات تقريباً خلال الأعوام الـ 2,470 الأخيرة.  

 

وأوضح الباحثون في دراستهم " أنّ معدل الدوران ينحرف عن خط التناسق والمعدل المعروف، بحيث أنّ التباطؤ الملحوظ زاد طول متوسط اليوم الشمسي (الفترة الفاصلة بين ظهورين متتاليين للشمس على خط الزوال) بمعدل +1.8 ميلي ثانية في القرن، وهذا يعد أقل بكثير من المعدل المتوقع على أساس احتكاك المد والجزر وفق رأي الباحثين.

 

وقد وصلت الأرض إلى أقصر يوم لها في الـ29 من حزيران من عام 2022.

 

بعض النظريات القائمة أشارت إلى وجود عوامل مؤثرة أخرى في دوران الأرض، منها أنّ حركة الهواء الدافئ والبارد التي تذوب الصفائح الجليدية يمكن أن يكون لها تداعيات على المدى الطويل، وتتمثل في تقلص الكوكب وارتداد القشرة الأرضية للأعلى تدريجياً في الارتفاعات المنخفضة، لكن هذه الصفائح كانت تتناقص بمعدل ثابت، بالتالي قد لا يتناسب ذلك مع مثل هذا التغيير المفاجئ.

 

من ناحية أخرى، توقع بعض العلماء أن يكون لهذا التغير الغامض في سرعة دوران الكوكب علاقة بظاهرة تُعرف بـ "تذبذب تشاندلر"  Chandler Wobble (وهو انحراف صغير لمحور دوران الأرض لمدة 430 يوماً تقريباً)، تحدث خلاله تحركات صغيرة وغير منتظمة للأقطاب الجغرافية للأرض عبر سطح الكرة الأرضية، وهذا ما قد يشكل عاملاً مؤثراً آخر.

 

وقد تتسبب عوامل أخرى في حدوث مثل هذه الظاهرة، كالتغيرات في الطبقات الداخلية أو الخارجية للأرض أو المحيطات أو عمليات المد والجزر أو حتى المناخ، ويمكن أيضاً للزلازل الكبرى أن يكون لها تأثير في طول اليوم، لكن بمقدار ضئيل جداً في العادة.