نافذة على الصحافة

صفيح ساخن


استهدف عدوان إسرائيلي مزدوج ريف دمشق وطرطوس، وبعد ساعات استهدفت طائرات مسيرة قاعدة التنف الأمريكية غير الشرعية الواقعة على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية. 
 
ورأى عبد الباري عطوان أن سياسية ضبط النفس السورية، وعدم الانجرار إلى مصائد الآخرين، من خلال الإقدام على ردود فعل "نزقة" غير مدروسة ودون التنسيق مع الحلفاء، وخاصّة في روسيا وإيران ولبنان (حزب الله) ربما أعطت نتائجها الإيجابية، فالمنطقة باتت على سطحِ صفيح ساخن، وقد تنفجر الحرب في أي لحظة. 
 
وقال الكاتب: الرعب الأكبر الذي يسود المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هو فتح الجيش السوري و"حزب الله" جبهة الجولان جنباً إلى جنب مع جبهة الشمال (جنوب لبنان) والساحل الفِلسطيني المحتل، وقطاع غزة ولعل هذه الهجمات المتواصلة على ريف دمشق ومحيط المطار، دليل ارتباك من تسرب معلومات استخبارية تفيد بالاستعداد لمعركة الجولان القادمة، بإرسال معدات وصواريخ حديثة ومتطورة. 
 
وتابع الكاتب: لا نفهم حتى الآن استهداف قاعدة التنف الأمريكية، وعلاقته بالعدوان الإسرائيلي الأخير على سورية، فحتى هذه اللحظة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إرسال هذه المسيرات، والهدف من ورائها، وربما جاء هذا الهجوم انتقاماً من استخدام "إسرائيل" هذه القاعدة لشن هجمات على سورية والعراق معاً، وتوجيه رسالة تحذير للولايات المتحدة تؤكد أن "القاعدة المذكورة" لن تكون آمنة في حال اشتعال فتيل الحرب الإقليمية المحتملة، وربّما الوشيكة، ورأى الكاتب أن سياسة ضبط النفس السورية ونجاحها في امتصاص هذه الهجمات والتعايش معها، والعض على النواجز رغم الألم، قد أثبتت حكمتها، من حيث التركيز على الهدف الأكبر وهو الحفاظ على وحدة التراب السوري، وعلى كيفية مواجهة المؤامرة التي تريد تجزئتها وتفكيكها. 
 
وأضاف عطوان: عندما يعلن مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي رسمياً أنه التقى نظيره السوري في بلغراد وأن حكومته ملتزمة بوحدة سورية، ومستعدة للحوار والمصالحة معها، والانخراط في حوار مع الدولة السورية لتسوية مسألة خمسة ملايين لاجئ سوري في تركيا وإعادتهم إلى بلدهم، فهذا اعتراف، ليس بفشل المشروع التركي في سورية بعد عشر سنوات، وإنما بنجاح الإدارة السورية للأزمة سياسياً وعسكرياً. 
 
وختم الكاتب: السلطات السورية التي تلتزم الصمت إزاء جميع هذه العروض التركية وتصر في الوقت نفسه على ضرورة تلبية جميع شروطها في الانسحاب التركي الكامل من أراضيها والاعتذار والتعويض، خرجت من عنق الزجاجة فيما يبدو، ولسان حالها يقول لأردوغان "بِضاعتكم ردت إليكم"، ودوركم كوسيط غير مقبول قبل الالتزام بشروطنا كاملة وتنفيذها، وبعدها سندرس.. رد محور المقاومة السوري الإيراني الفِلسطيني العراقي اليمني اللبناني بات أقرب من أي وقت مضى، وسورية الوطن الرافض للتطبيع، والتنازل عن الحق في فلسطين المحتلة عائدة بقوة إلى المكانة التي تستحق.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=87517