يعتبر المشي بعد تناول الطعام رياضة في غاية الأهمية نظراً لفوائده الكثيرة على الصحة، ورغم ميولنا إلى الاستلقاء أو الجلوس بعد الطعام، إلا أن دقيقتان من المشي قد تجلبان الكثير من المنافع للجسم.

وبحسب ما أوردته "نيويورك تايمز" فإن المشي بعد تناول الطعام يساعد في تصفية الذهن وترتيب الأفكار، فضلاً عن أنه يسهم في عملية الهضم، ويخفض المشي مدة 15 دقيقة بعد تناول أي وجبة غذائية مستويات السكر في الدم، ولكن الجديد في شأن المشي، هو أن ممارسته لبضع دقائق فقط تمكننا من تفعيل الفوائد المذكورة.

فقد وجد الباحثون أن المشي الخفيف بعد تناول الطعام، بمستويات لا تتخطى دقيقتين إلى خمس دقائق، ترك تأثيراً كبيراً في ضبط مستويات السكر في الدم.

وأظهرت الدراسات التي أجراها الباحثون أن بضع دقائق فقط من المشي الخفيف بعد تناول الوجبة كانت كافية لخفض مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ مقارنة مع الجلوس على مكتب أو الاسترخاء مطولاً على أريكة مثلاً.

كما كان لافتاً بأن الوقوف ساعد أيضاً في خفض مستويات السكر في الدم، وإن لم يكن بالدرجة عينها التي أسفر عنها المشي الخفيف.

وأثبتت الدراسة بأن المشي الخفيف في أي وقت مفيد للصحة، إلا أن المشي لمسافة قصيرة خلال 60 إلى 90 دقيقة من تناول الوجبة يساعد بشكل خاص في خفض الارتفاعات الكبيرة والمفاجئة التي تطرأ على مستويات السكر في الدم.
وأوصت جيسي إنشاوسبي، مؤلفة كتاب "ثورة الغلوكو" بالنهوض للقيام بالأعمال المنزلية أو أي طرق أخرى لتحريك الجسم، مبينة أن هذا القدر القصير من النشاط سيؤدي أيضاً إلى تحسين التغيرات الغذائية الأخرى التي قد يقوم بها الأشخاص للمساعدة في التحكم في مستويات السكر في الدم.

ولفت أيدان بوفي، الذي يتابع دراساته العليا في "جامعة ليمريك" في إيرلندا وأحد الباحثين الذين أعدوا الورقة البحثية، إلى أن المشي لوقت قصير لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق يكون أكثر عملية أثناء يوم العمل، وقال إن الناس "لن ينهضوا ويركضوا على جهاز المشي أو في أرجاء المكتب"، ولكن يمكنهم الحصول على بعض القهوة أو حتى الذهاب في نزهة في الردهة.

واقترح بوفي للأشخاص الذين يعملون من المنزل، اللجوء إلى المشي لمسافة قصيرة حول المبنى في وقت الاستراحة أو بعد الغداء، وأوضح بأننا كلما جعلنا من النزهات الخفيفة الوضع الطبيعي خلال يوم العمل، كلما كان تنفيذها أمراً ممكناً.